المومني يكشف من هو رجل المنطقة المريض

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/27 الساعة 12:02
مدار الساعة - كتب .. المحامي بشير المومني عندما توفي الملك الحسين رحمه الله تعالى صرح نتنياهو بما يعتمل في صدره من عمق كراهية للأردن قيادة وشعبا بقوله ( لقد مات الرجل الوحيد الذي كنت أخشاه في الشرق الأوسط ) الا انه لم يع حقيقة ان من تسلم الراية شخصية تدافع عن الأردن بشراسة قد لعب التكوين العسكري لها أكبر دور في صياغة السياسات الخارجية للدولة الأردنية وبأن من يقود الدفة اليوم ربان لديه أرث وجداني كبير وتاريخي سياسي عميق ومجموعة ثوابت وظفها بشكل حيوي لبقاء الأردن بمنأى عن الصراعات الدموية التي فتكت بمحيطنا الملتهب رغم التحديات العميقة التي ضربت المنطقة .. القضية هنا ليست ان نتنياهو يكره الملك او الأردنيين فهو يتعامل بعقلية القلعة ولا توجد شخصية انتهازية للحدث مثل نتنياهو لدرجة مقرفة وهو يكره الجميع ويكرهه الجميع في داخل وخارج اسرائيل حتى ان زوجته لا تحبه ، وحتى الادراة الامريكية تبغضه لما يقوم به من عمليات ضغط من خلال اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ومجموعة الأيباك وهو الشخصية السياسية العالمية الأكثر استفزازا وبغضا من أقرب المتعاملين معه ولا يكاد يخرج من ازمة الا ويدخل في اخرى ليعمل على تصدير أزماته الداخلية للخارج ويحاول ان يضرب في الخواصر الرخوة مثل لبنان او ان يعبث في التيوغرافيا والديمغرافيا الحساسة مثل الأردن ومن هنا ظهرت الأزمات المتتالية مع الأردن قيادة وشعبا لتأخذ شكل القضية الاساسية ( الحرب الباردة ) .. قلق نتنياهو الكبير من حراك الملك يمكن استظهاره بعملية ( تتبع الخطوات ) فلا يكاد يخلو نشاط خارجي لجلالته لعواصم صنع القرار العالمي حتى يقوم نتنياهو بتتبع خطواته فورا خلال مدة لا تتجاوز اسبوعين لاحتواء ما تسفر عنه الزيارات والنشاطات الملكية ، ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل بلغ مستويات مذمومة من الحمق بالمجاهرة بالعداء لشخص جلالته وبشكل مخالف لاتفاقية وادي عربة باستضافة مؤتمر في القدس مناهض للنظام الملكي والذي طرح فكرة النظام البديل عوضا عن الوطن البديل .. اذن نحن امام مرحلة متقدمة من العداء السياسي يجري توجيهه اسرائيليا باتجاه النظام الملكي عموما والملك خصوصا باعتبار ان السياسة الخارجية التي يقودها جلالته اصبحت تصنف بالمفهوم الصهيوني لنتنياهو بالاعمال المناهضة للوجود الاسرائيلي وذلك ابتداءا من تبني الاردن لقضية الجدار العازل والحصول على قرار من اعلى مرجع قضائي دولي بعدم شرعية الجدار العنصري مرورا بمواقف الاردن الخارجية الثابتة من قيام دولة فلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس والمواقف الفرعية من الاعتداءات الاسرائيلية والعدوان العسكري على الضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاءا بالازمات الاخيرة التي اتصلت بالحرم القدسي ومحاولة نتنياهو ضرب الوصاية الاردنية الهاشمية على المقدسات وصناعة أزمة السفارة والاستعراض السخيف في استقبال نتنياهو لقاتل الاردنيين والذي جوبه برفض اسرائيلي داخلي لما تبقى من معسكر سلام او حكمة يؤثر فيه ويتواصل معه جلالة الملك .. ( فن صناعة الازمات ) هذا ما يتقنه رجل اسرائيل المريض لا بل رجل المنطقة المريض والذي يكاد يلفظ انفاسه السياسية الاخيرة والعمل على تصدير الازمات الداخلية للخارج في عملية استعداء للجميع ، ومثلما يصنف نتنياهو جلالة الملك خصوصا والاردن عموما بأنه خطر استراتيجي على الوجود الاسرائيلي فأن نتنياهو لا يمكن تصنيفه سوى بأنه خطر على المنطقة كلها بما فيها اسرائيل نفسها باعتبار ان سلوكه السياسي يقوم على اساس ديني عقائدي يتقاطع ويتوافق بكل تأكيد مع النظريات الثيوقراطية وعمليات ادارة التوحش لعصابة مثل داعش حتى بتنا نجد ان نتنياهو يحاول توظيف نشاط هذا التنظيم لصالح فكرة يهودية الدولة والمجال الحيوي الامني ولكن للأسف فلقد جرى تفجير هذا البالون بدبوس ملكي عندما قام جلالته بربط احد موجبات واسباب الارهاب بعدم وجود حل للصراع العربي الاسرائيلي وعدم قيام الدولة الفلسطينية .. مشكلة نتنياهو انه يواجه خصم عنيد وشرس استطاع اعادة القضية الفلسطينية الى واجهة الحدث والاهتمام العالمي بعد ان طغت عليه احداث ما سمي بالربيع العربي ومكافحة الارهاب وباتت نظريات نتنياهو بوجود خطر جسيم يتمثل بسقوط النظام الاردني لصالح داعش لغايات تبرير الاحتلال الاسرائيلي لمنطقة الغور ضربا من ضروب الغباء الاستراتيجي بعد الصمود الاسطوري للأردن شعبا وقيادة ومؤسسات في مواجهة تحديات الربيع العربي واستئصال شأفة الأرهاب لا بل والدور الأردني العابر للحدود في تفكيك شيفرة الارهاب العالمي ونقض احلام نتنياهو الذي اصبح الاردن بالنسبة اليه بمثابة كابوس ليلا ودبوس نهارا يفجر بالونات رجل المنطقة المريض .. هي حرب باردة بين الاردن واسرائيل بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. حرب باردة مكتملة الاركان والعناصر قوامها الازمات والصراع الدبلوماسي وعمليات الاحتواء والاستقواء والتحالفات والضغوط سياسيا وامنيا واعلاميا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وشعبيا وتعبويا ورسميا بسبب سياسات رجل المنطقة المريض لأن الفرق الجوهري بين السياسات الاردنية والاسرائيلية في العلاقة البينية يتمثل في ان الاردن ينطلق من معاهدة السلام لاحلال الامن والاستقرار والتنمية في المنطقة بينما تنطلق السياسات الاسرائيلية من مفهوم نقض معاهدات السلام حتى مع الجانب المصري لا الفلسطيني او الاردني فقط كما تتنكر للاتفاقيات والتفاهمات مع الجانب السوري والمعروفة بوديعة رابين الموجودة في الامم المتحدة والتي يطالب الجانب السوري اعتبارها اساسا لاي معاهدة سلام يجري توقيعها ما بين الطرفين والتي تشمل لبنان بالضرورة .. حرب باردة يشنها رجل المنطقة المريض على الأردن في كل النواحي والاتجاهات في محاولة لكسر ارادة الاردنيين واحداث شرخ ما بين القيادة والشعب الاردني بأساليب بائسة سخيفة يكتنفها الحمق الاستراتيجي لن تجد نفعا فلا يألو رجل المنطقة المريض جهدا في معارضة تزويد قواتنا المسلحة بأسلحة نوعية كنا احوج ما يكون اليها في مرحلة التصدي لعمليات تهديد الاردن من قبل المليشيات الطائفية والارهابية على حدودنا الشمالية والشرقية والجميع يعلم كيف وقف اللوبي الصهيوني بمواجهة الادارة الامريكية لمنع ( الاخلال بموازين القوى ) ومحاولة منع وصول السلاح النوعي للأردن .. واليوم نشاهد رجل المنطقة المريض وهو يتهدد ويتوعد ( بتعطيش المملكة ) من خلال تعطيل مشروع قناة البحرين وكذا الحال بالنسبة لمشروع المفاعل النووي وكل مشروع استراتيجي في مجالات النقل والمياه والطاقة والأمن وحتى المشاريع الاردنية فيما يتصل بالشقيق السوري حاولت الاصابع الاسرائيلية العبث بها واعترضت على التفاهمات الاردنية الامريكية الروسية بشان منطقة خفض التوتر جنوب سوريا باعتبارها لا تخدم المصالح الاسرائيلية .. ان استمرار رجل المنطقة المريض بسياساته العدائية تجاه الاردن يقتضي حتما اعتبار الحكومة الاسرائيلية حكومة معادية للأردن وربما يقتضي اعادة تصنيف اسرائيل كدولة معادية باعتبارها اليوم باتت اكبر خطر استراتيجي يواجهه الأردن بالرغم من وجود معاهدة سلام يعمل رجل المنطقة المريض على تفكيكها دون اي تقدير للعواقب الوخيمة المترتبة على سلوكه المتسم بالمراهقة والخفة السياسية والامنية والمغامرة العسكرية بالمنطقة كلها ..
  • مدار الساعة
  • الملك
  • الأردن
  • عرب
  • مال
  • الاردن
  • الهاشمية
  • اقتصاد
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/27 الساعة 12:02