الشاي الأخضر.. حكاية تحولت لرمز ثقافي بالصين
الساعة - للشاي الأخضر حكاية خاصة يرويها الصينيون الأوائل تبدأ بالورقة الأولى التي سقطت بالصدفة في كأس ماء ساخن كان يشربها أحد الأباطرة قبل الميلاد بثلاثة قرون.
الإمبراطور الصيني لو يي استساغ طعم الورقة التي سقطت بالصدفة لكن لم يدر بخلده أنها كانت مقدمة لقصة شعبية سيكتبها الصينيون على مر الأجيال وترويها عنهم كافة شعوب المعمورة.
فمع مرور الوقت تحولت هذه الورقة من مجرد مشروب شعبي طيب المذاق إلى رمز ثقافي ومنتج حضاري لا يقل قيمة وأهمية عن سور الصين العظيم.
وفي 20 مارس/آذار كل عام يتوافد المزارعون إلى حقول الشاي المترامية على سفوح الجبال، حيث يقطف النخب الأول من أوراق الشاي في تلك الفترة.
وبعد غسلها وتنظيفها تبدأ عملية تجفيف الأوراق وتحميصها على صفيح معدني ساخن، للتخلص من الماء بداخلها إلى أن يصبح لونها داكنا.
ويجد الصينيون في تناول الشاي متعة خاصة لدرجة أن بعضهم يساوي بينه وبين الدم الذي يسري في العروق، ويعتبرونه مشروبا يضفي على الحياة طعما ورائحة وذوقا.
وتعود علاقة الصينيين بالشاي إلى عشرات القرون، فبالإضافة إلى مذاقه الفريد كان يستخدم في علاج العديد من الأمراض.
أما اليوم فقد تجاوز ذلك وأصبح جزءا من التراث والثقافة الصينية، كما باتت طريقة تحضيره وتناوله فنا بحد ذاته.
يمر تحضير الشاي في الصين بمراحل عدة تخضع لتفاصيل دقيقة وخاصة، كدرجة حرارة الماء وحجم الفنجان ونوعه، وحتى لونه داخل الإبريق.
وتتعدد أنواع الشاي باختلاف مكان زراعته، فهناك الأخضر والأحمر والمعطر، ويبقى الـ"بو آر" أجودها وأغلاها ثمنا، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى نحو سبعة آلاف دولار، وذلك حسب مدة تخزينه، فكلما كان معتقا لفترة أطول ارتفع سعره.
ويتجاوز إنتاج الصين من أوراق الشاي ثلاثمئة ألف طن سنويا، ويصدر أكثر من ثلثه إلى الخارج، مما يعكس أهميته الوطنية ودوره في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية مع مختلف دول العالم.