أرقام مفزعة.. كيف أصبح الأردن الأعلى عربياً في نسب الطلاق؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 16:16
مدار الساعة - لم يعد يمين "الطلاق" خطّاً أحمر، كما كان في زمن مضى، بل إنه بات أمراً لا يخشى المتزوجون التلفّظ به، كما لا تتوانى الزوجات عن المطالبة به في لحظات الغضب، دون تفكير في عواقبه وتبعاته على الأسرة والمجتمع الأردني.
ولم تفلح المنظمات المجتمعية والنسائية على انتشارها في كبح جماح هذه العادة غير المسؤولة، على ما يبدو، وذلك رغم دعواتها المتكررة للمتزوجين والمقبلين على الزواج بتقديس الحياة الزوجية، ومراعاة استقرار الأسرة، والتمييز بين الأساسيات والكماليات قبل اتخاذ قرار الانفصال والطلاق بحجة عدم الاتفاق.
- الأول عربياً
وبالنظر إلى التقارير الصحفية شبه اليومية، فإن الأرقام تشير إلى احتلال الأردن المرتبة الأولى عربياً والـ 14 عالمياً من حيث معدلات الطلاق. وحالياً يعتبر البعض أن الطلاق بات ظاهرة متفاقمة في ظل عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي سمحت لكلا الطرفين بنسج علاقات خارج نطاق الزوجية.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن امرأتين من بين كل ثلاث نساء في المملكة تحت سن الأربعين عاماً يستخدمن الإنترنت، في حين يبلغ عدد المشتركين بموقع فيسبوك من الأردن 4.1 ملايين مشترك.
جمعية "معهد تضامن" النسائي الأردني، كشفت عن أرقام مفزعة في عدد حالات الطلاق بالبلاد، خلال العام 2016، لافتة إلى أن هناك ثباتاً في حالات الطلاق المسجلة خلال عامين، وفقاً لكتاب "الأردن بالأرقام 2016"، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
ووفقاً للكتاب المذكور، فقد سجل عام 2016 نحو 22 ألف واقعة طلاق، منها 64.2% لزوجات أعمارهن أقل من 25 عاماً، ومن بينهن 494 قاصراً وبنسبة 8.8%.
وأشار التقرير إلى أن هناك أردنية واحدة مطلّقة من كل أربع أردنيات مطلّقات لم تتجاوز مدة زواجها سنة واحدة على الأكثر.
وبالنظر إلى المجتمع الأردني كمجتمع عشائري، فإن نظرة المجتمع للمطلقة لم تتغير عن كونها تحمل عاراً، والنظر إليهن بنظرة دونية لا تحترم إنسانيتهن واحتياجاتهن، ومن حرمانهن من رسم مستقبلهن، بعيداً عما إذا كانت أسباب الطلاق وجيهةً أو لا، فالأمر بالنسبة إلى المجتمع سيان.
- رباط مقدس
المتخصص في علم الاجتماع، الدكتور محمد محاسنة، يعزو ارتفاع حالات الطلاق في الأردن إلى "قلة الوعي والمعرفة لدى الشباب والفتيات بأهمية الحياة الزوجية وقدسيتها"، مشدداً على "ضرورة ترسيخ هذه المعاني في نفوسهم حتى ينظروا إلى العلاقة الزوجية على أنها رباط مقدس".
وفي حديثه ، لفت المحاسنة إلى أن الطلاق "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حلاً لمشاكلنا الزوجية". وأرجع أسباب الطلاق إلى "إقامة العلاقات الزوجية بسرعة لتنتهي بسرعة، بدون ضوابط وأسس واضحة".
وأضاف: "سن الزواج المبكرة في كثير من الأحيان، التي لا تؤهل الكثير من الأزواج لفتح بيوت وإقامة علاقة زوجية صحيحة تقوم على المودة والاحترام، جعلت الكثير من الأزواج يلجؤون للطلاق لأبسط الأسباب، وإن كان السبب فاتورة كهرباء أو مياه، ومن ثم ليست الأسباب المادية والحالة الاقتصادية دائماً سبباً للطلاق بين المتزوجين".
- أسباب غريبة
ولا تخلو حالات الطلاق من الطرافة أو الغرابة، أو حتى من الأسباب المقنعة، فقد طلّق زوج أردني زوجته بسبب أحمر الشفاه، حيث دخل الزوج إلى منزله بالعاصمة عمان ليجد أحمر شفاه على شاشة التلفاز، وعندما سأل أولاده قالوا إن أمهم قامت بتقبيل أحد الممثلين على الشاشة، وهو ما دفعه لتطليقها بدافع الغيرة.
في حين أقدم عريس أردني على تطليق عروسه قبل وصولهما إلى قاعة الأفراح في إربد؛ بسبب رفض العروس الخروج من صالون السيدات إلا بعد أخذ الصور التذكارية مع عريسها، وهو ما رفضه العريس، ليقوم على الفور بتطليقها.(الخليج اونلاين)
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 16:16