عندما ارتدى الرمثا قميص الفيصلي لملاقاة الوحدات!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 11:20

مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – مواقف الرجال كثيرة ولكن صانعيها قليلون ، هذا في الشأن الرياضي وغيره من شؤون، فما الذي يحدث اليوم على ساحتنا الرياضية .

بداية، اعتبر نفسي من المتحمسين جداً لزحف الجمهور الى الملاعب، فالمباريات التي تقام بلا جمهور "بيوت عزاء" او مسلسلات ومسرحيات مملة، مهما كان ابطالها من نجوم.

ما يحدث في ملاعبنا الاردنية،خروج عن النص، فالجمهور يهتف ويشتم أكثر ما يشاهد من اداء، وبالتاكيد ان تدني المستوى جزء من استدارة عما يحدث في الملعب.

اعظم فريقين يجذبان كل ما على الكرة الارضية من محبي اللعبة هما برشلونة وريال مدريد، ومع ذلك يخرج الجمهوران من ستاد كامب نو وستاد برنابيو وكأن شيئاً لم يكن، فيما يخرج الجمهور الاردني من المقاهي والمنازل بعد مباراة هذين الفريقين وقد تعرض ميسي او رونالدو للشتم! والكلام الجارح لهذا الفريق او ذاك والتهكم يستمر لأيام!.

من يقرأ على الفيسبوك ويوضع - حتى من الاعلاميين- يجعل المرء في حيرة، فأي ثقافة رياضية وأي تشجيع بلغنا؟ 

دوري المناصير منذ سنين يتراجع مستواه ولم يرتفع فيه سوى ضجيج الجمهور ، فقد سمعت وشاهدت بحكم قرب مكتب "مدار الساعة" من ستاد عمان، سلوكيات معيبة في المظهر والصوت، وقلت في نفسي مراراً " الله يكون بعون رجال الدرك وصبرهم" على افراد يرمون بأنفسهم امام المركبات او يغلقون الطرق امام سيارة اسعاف او سيارة تحمل مريضاً ، هذا ان لم تكن هناك اعتداءات بالضرب او الشتم لصاحب محل وممتلكات الناس.

لا شك ان ثلاثة أندية احدثت "ثورة الجمهور" وهي "ثورة بيضاء" بدأت، ولكنها انقلبت على انفسها، والاندية هي : الفيصلي والوحدات والرمثا، بعد انحسار جمهور نادي الجزيرة.

ورغم ان اعداد الجماهير في تناقص بكل أسف، الا انها على النقيض مما كانت عليه في عقد الثمانينيات. 

كانت اهازيج الرمثا الجميلة والدبكة الرمثاوية يشنف لها الآذان، تقابلها اهازيج الفيصلي والوحدات وبمناكفات تضحك ولا تستفز المنافسين، هي الصورة التي ميزّت الدوري الاردني عن غيره من الدوريات العربية.

صحيح ان اشكالاً من العنف تحدث كل موسم او مواسم، مرة او مرتين، ولكنها سرعان ما تنتهي لأن الادارات في السابق كانت "تملأ الكراسي" لا ان تسمع الشتم وتسكت ! هذه كارثة.

روى لنا المرحوم الدكتور بسام هارون واقعة اختلفت فيها ادارتا الوحدات والرمثا على لون القميص، الوحدات تشدد ان اللون الأخضر اللون الرئيسي للفريق والرمثا كان يرتدي هذا اللون ويتفاءل به عوضاً عن الأزرق، وكادت المباراة لم تقم.

من الشخصيات الحاضرة كان المرحوم مصطفى العدوان، تدّخل على الفور وقال "انا امون على اخوانا الرماثنة..فريق الرمثا يلبس قميص الفيصلي" وتم احضار القمصان وتشاء الاقدار وفاز الرمثا ما جعل شخصية رمثاوية يخاطب العدوان "شيخ فالكوا علينا خير".

بالمقابل ايضاً، يأخذ مصطفى العدوان فريق ناديه الى نادي الوحدات ليجري الفريقان تدريبات مشتركة، مع انهما على موعد في لقاء الفائز منهما يتصدر الدوري او يقترب من حسم اللقب. 

هذا دور الادارات واهميتها في الحفاظ على العلاقات النادوية، زيارات متبادلة بينها، وتنظيم جماهير تشجع ولا تشتم، وتعاون وتنسيق على ارض الواقع، من يتسبب باثارة النعرات والعنف لا وجود له في الملاعب.

حاضراً، الشتم والقذف واغلاق الشوارع وتعريض حياة الناس للخطر، كلها تتكرر مع كل مباراة تجمع فريقين من الفرق الثلاثة، وان لم يجتمعا،فإن الكلام البذيء يصدر بالغياب لأي فريق منها.

لا ادري متى يثمر التنسيق بين الاتحاد والاندية وقوات الدرك، لينزع هذا الفتيل، الذي ينغص على المجتمع الاردني بسبب لعبة تتراجع من موسم الى موسم حيث يصدق فيها مثل ، اخجل من ذكره؟

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 11:20