الإرهاب لا ينشئ دولة و لا يسقط دولة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 00:25
مجزرة إرهابية مروعة طالت أهلنا أبناء مصر أثناء أدائهم صلاة الجمعة يوم أمس في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في العريش بشمال سيناء، راح ضحيتها نحو 235 شهيدا وعشرات الجرحى.
هذا هو الوجه السافر القبيح للإرهاب. لا تهمه الحياة ولا البشر. يقتل بغير ذنب ولا قصاصا لنفس. تنطبق عليه الآية الكريمة 32 من سورة المائدة: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».
أي وحوش هؤلاء الذين تكون غايتهم التقتيل، بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا! لا ينتظر الارهابيون ضحاياهم وهم يغادرون المسجد. ولا ينتقونهم من كبار تجار المخدرات ومروجي البغاء. ولا يتغطون بهدف شكلي هو مثلا نصرة الدين أو الدفاع عن المظلومين أو مواجهة المحتلين!
قبل شهر تقريبا، ضرب الإرهاب المتوحش الواحات البحرية بمحافظة الجيزة وأوقع 58 شهيدا بين ضابط ومجند.
مفهوم ومعلوم ومؤكد، أن الإرهاب لم، ولا يمكن ان يقيم دولة ولا ان يسقط دولة. و جل ما يصنعه الارهابيون هو الايذاء وايقاع الخسائر وسفك الدماء المعصومة وانتزاع الحياة البشرية التي صانها الذي وهبها دون تمييز أو تعيين.
واضح ان مصر تواجه إرهابا منظما ضاريا، تتوالى فيه الهجمات بالسلاح والمتفجرات، مع حملات إعلامية متواصلة تحاول شيطنته وتحطيم صورته وهزه بانتظام.
ومؤكد ايضا أن في مصر مشكلات اقتصادية مستعصية وان هناك حاجة ماسة لفتح صفحة جديدة نحو الانفراج السياسي وإعادة بناء العلاقات السياسية والأمنية مع كل مكونات المجتمع المصري ليتمكن المجتمع المصري من مواجهة الإرهاب بقبضة مضمومة واحدة وبالوحدة الوطنية، الشرط الابرز للنجاح في مواجهة التحديات.
كما أن معالجة أوضاع سيناء وأحوال اهلها يجب ان تتم بدون أسلوب القوة والشدة والحلول الأمنية التي جربتها الأنظمة السياسية في كل العالم وثبت فشلها وتفادي العودة إليها.
العالم كله وخاصة العالم العربي مدعو إلى الوقوف مع مصر في حرب الإرهاب عليها لان أمن الاردن من أمن مصر وأمن السعودية من أمن مصر وأمن كل الدول العربية من أمن مصر، ام العرب.
لا شك لدينا بأن شعب مصر العريق العظيم، سيهزم هذه الموجة الجديدة من الارهاب الأعمى، كما هزم موجات الإرهاب التي سبقتها.
و يرحم الله الشهداء.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/25 الساعة 00:25