«قعدة الرصيف» على أنغام فيروز وبحضور الأب نبيل حداد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/24 الساعة 20:30
إلتأمت مبادرة الفنان التشكيلي المبدع سهيل بقاعين وباسل الطراونة التي أطلق عليها اسم "قعدة الرصيف"في اللويبدة اليوم الجمعة،على أنغام نجمتنا المحبوبة وضميرنا الحي السيدة فيروز، التي كانت تصدح بأغنية "إحكي لي عن بلدي إحكي لي"، وبحضور مرحب به من قبل الصديق الأب نبيل حداد،الذي نقل على لسانه قبل أيام عندما علم بـ"قعدة الرصيف":كيف تجلسون بدوني..هذه خيانه!؟ وبحق كان لوجوده معنا أكبر الأثر.
كما ان وجوده بكامل لياقته الكنسية لفت أنظار السواح الأجانب الذين كانوا يمرون في الشارع،وغالبيتهم يحتك بنا ويستجيب لدعواتنا و"يمالحنا"،وقد إستمع الأب حداد لشرح مطول عن نشأة وأهداف ومسلكية فرع المخابرات الإسرائيلية السرية "ISIS" الملقب بداعش، وهو أن أجهزة المخابرات الدولية التي أسسته وفي مقدمتها الموساد والسي آي إيه والمخابرات البريطانية،هدفت من ضمن ما هدفت إليه،إلى تجميع الشباب المسلم في الغرب،في بقعة واحدة وهي الشرق الأوسط لقتلهم دون أي محاسبة قانونية، وتحت ذريعة الإرهاب، وهم الذين سهلوا لهم الاتصال بهذا التنظيم الإرهابي والوصول إليه.
إتسمت "قعدة الرصيف "اليوم بتزايد ملحوظ في عدد روادها وللمرة الأولى، وإضفاء جو من المرح من قبل صاحبها الفنان بقاعين الذين كان يرسم كعادته كل "قعدة" لوحة تجريدية بعنوان "قعدة الرصيف"،وكان كالفراشة يضع لمسة فنية على اللوحة، ثم يدور على الجميع ينثر عليهم سعادته الغامرة التي كان يشعر بها،بعد أن أثمرت مبادرته فعلا وطنيا مميزا،يعجز عنه من يناط بهم تسويق الأردن سياسيا وإجتماعيا،أو حتى ممن تساق لهم المناصب العليا سوقا ولا ينجزون شيئا.
كان المارة من مواطنين وسواح أو موظفين أجانب في المنظمات الدولية، يمرون بالقرب من المجموعة التي تضم شخصيات أردنية سياسية وإجتماعية وإقتصادية ودينية وإعلامية، يستغربون للوهلة الأولى مما يرون، وكان سهيل البقاعين وباسل الطراونة يوجهان الدعوة للجميع كي يشاركونا الجلسة، ومنهم من يستجيب ويجلس ويتناول ما لذ وطاب من الطعام، أو التمر والبرتقال والكلمنتينا والبوملي، التي أحضرها السيد زياد المصري من مزارعه بالأغوار مباشرة، وبعضهم يكتفي بتناول المقسوم ويمشي، وتطحن في رأسه أسئلة كثيرة أهمها: كيف إستطاع الأردنيون الوصول إلى هذه المرحلة الآمنة بعكس دول الجوار؟ فهذه الحالة في علم النفس السياسي - الإجتماعي"السيسيولوجي" لها مدلولاتها العميقة، وتعبر عن حالة واحدة وهي الإستقرار والأمن،وقد وصل إليها العراق قبيل الغزو ربيع العام 2003،عندما عاد اهل بغداد للنزول إلى الشوارع وتناول "الموطة " البوظة عصرا، دليلا على عودة السلام والأمن إلى بغداد.
كانت "قعدة الرصيف"حيوية بإمتياز، تبودلت فيها الآراء والأحاديث الثنائية والجماعية،وغلب عليها حديث الذكريات،إذ تحسر البعض على أيام زمان عند ذكر بعض المسؤولين السابقين وفي مقدمتهم الشهيد وصفي التل،وكم كان مؤلما القول أن رجال الدولة أيام زمان كانوا غير شكل بحسب من عمل معهم وما يزال حيا ويشاركنا في "قعدة الرصيف".
يخيل للرائي أن "قعدة الرصيف "في اللويبدة صباح كل جمعة وعلى الرصيف، حدث طبيعي تستطيع ثلة من الشباب والصبايا القيام بها، وان هذا أصلا حاصل في مقاهي اللويبدة إذ يلتقي الشباب والصبايا في جلسات طويلة وأحيانا تكون صاخبة ويضحكون،كما أن البعض يجلسون معا ويشعلون جلساتهم بنار النرجيلة والنميمة،ومن ثم يغادرون إلى منازلهم عندما يحين موعد الطعام أو النوم، بمعنى انهم متقاعدون أو عاطلون عن العمل، وجل ما يهمهم في جلساتهم هو قتل الوقت واستغابة هذا أو ذاك وخاصة إن كان ناجحا.
لكن "قعدة الرصيف "التي نحن بصددها والتي بدأت تتفاعل في أوساط المجتمع الأردني، وتلفت إنتباه بعض ممن هم "فوق"، تعد فعلا سسيولوجيا بإمتياز "سياسي وإجتماعي"وهي بيت خبرة متكامل، لأنها تضم قامات من الشخصيات ذوي الخبرات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية، وهي طريقة فريدة وناجحة لتسويق الأردن سياسيا وإجتماعيا، خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة منذ العام 2011،وتصطبغ بالصبغة الدموية.
إن لقاء شخصيات كبيرة أمثال أصدقائنا الجدد في "قعدة الرصيف"،من كبار موظفي الدولة السابقين، وإنضمام نون النسوة من إعلاميات ودبلوماسيات أردنيات، وجلوسهم هكذا على الرصيف وتناول طعام الإفطار الشعبي ليس أمرا سهلا في إقليمنا الملتهب، وهو برأيي يمثل ردا قويا ومدروسا على من يقومون بفرض حصار على الأردن ليخلو لهم الجو كي يلعبوا بمصير الأمة،ويتربعوا وحدهم في حضن مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة النووية ولتكون صفقة القرن البغيضة التي تشطب القضية الفلسطينية وتبعد الأردن عن أي حل،ضاربين بعرض الحائط قداسة ما كانوا يمثلون.
"قعدة الرصيف" دليل على أمن وأمان المواطن الأردني، وهي وسيلة غير تقليدية لإعطاء السواح الأجانب الصورة الحقيقية للأردن، وما أزال أتذكر أبو راندي العكروش المسيحي وهو يشرح للسواح الأجانب يوم الجمعة الماضي وبإنجليزية ركيكة أننا في بلد أبي الحسين نعيش بأمن وأمان، ونفهم ونطبق العيش المشترك مسيحيين ومسلمين على طريقتنا حبا وسلاما ولو كان عندنا يهود لا يحتلون فلسطين لأحببناهم أيضا.
من أبرز رواد "قعدة الرصيف" مع حفظ الألقاب صاحباها سهيل البقاعين وباسل الطراونة، زياد المصري، وائل بقاعين، محمد عرفات، سميح المعايطة، راتب العكروش فاكهة القعدة أبو راندي، بائع اليانصيب المصري صقر إبراهيم أبو محمد، كايد صوالحة، عمر أباظة، وليد الدباس، محمود عرفة، نارت نمروقة، أيمن نمروقة، محمود نمروقة، الإعلاميان عبيدة، أحمد العزوني،كمال المشرقي، نبيل حداد،صلاح اللوزي،مالك سوس،راسم الملاح،وكاتب هذه السطور.
دخلت "قعدة الرصيف"في طور المأسسة من خلال فتح صفحة إليكترونية خاصة بها لنشر فعالياتها، وقريبا سيتم نشر كتيب باللغتين العربية والإنجليزية يتضمن كل ما كتب عنها منذ تأسيسها، إضافة إلى مجموعة صور لها،وسيتم توزيعه على الأردنيين والأجانب،توثيقا لها وإشهارا.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/24 الساعة 20:30