الدعجة تكتب: لك معلمي ..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/23 الساعة 14:48
هيا الدعجة في زمن تغيرت به معطيات اجتماعية حياتية كثيرة ،واندثرت به القيم وتبدلت الأحوال . فُقِدَ العلم وهمّش لنصل لأصعب تلك التغيرات وهي تغير قيمة ومكانة المعلم التي لم تعد خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها كما باتت لآبائنا. ليومنا هذا وليس لإهمال واجب صفي ، بل لإهانة المعلم.. لضرب المعلم . اكتب وانا كلي أسف على ذلك الذي قد يكون أباً او تلك التي قد تكون أماً، وذاك الراتب الذي قد يعيله وأسرته. أذكر ان احدهم كان قدوة لي، وآخر علمني الوضوء وشعر بي احدهم حين مرضت. ولا أنسى كم من المرات كان متعباً ولا يستطيع الوقوف ولم يمنعه ذلك من اداء واجبه. تلك أو ذلك الذي يقضي وقتاً مع طلبته يعادل أوقاتا قضوها ببيوتهم او أكثر. كان لذلك دور مكمل لدور الأهل ،فهو المربي قبل المعلم. نحن بالكاد نسينا مكانتنا العلمية باكملها ، وأننا أوائل مكتشفي العلوم وأوائل العلماء والمفكرين والفلاسفة ، لنصدر عقولنا للغرب ليتقدموا بها وينهضوا ويتجاوزوننا مراحل عديدة .فأبا يأتي للمدرسة للدفاع عن ابنه الذي قلل من احترام المعلم ، وإدارة تقف بصف الطالب حتى لا تخسر ارباحها . التعليم اليوم تحول لتجارة بعيدة عن المصداقية والرسالة السامية وأصبح تعليم بلا مضمون. دولة لا تعترف بأهمية وشأن المعلم لتحقيق التنمية الاولى والأهم وهي التنمية في القطاع التعليمي . ومعلم يطالب بأبسط حقوقه ولا يحصل عليها . ألهمتني التجربة اليابانية التي سألت فيها دولة اليابان عن سبب صعودها ونموها والتنمية والتقدم العظيم ، فكانت الإجابة انهم فقط قاموا بتكريم المعلم وجعله ذو مكانة وموقعاً يعادل موقع وراتب الوزير ، فهو من يعد ويهيء ذلك الطالب الذي سيكون في المستقبل هو المستقبل ذاته ، ذخر وطاقة وقوة بلده. رسالة من تلك الألواح والمكتب والطلاب والمجتمع ومني لك معلمي ..لن تسعفني الكلمات مهما طالت ان توفيك قدرك واحترامك وان تُعيد هيبتك التي عهدناها، وأنك تفوق كل الوظائف شرفا يا من كدت ان تكون رسولا ..
  • مال
  • لب
  • وزير
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/23 الساعة 14:48