النظام المريض

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/14 الساعة 00:30

القصف الاسرائيلي لمطار المزّة ليس حالة منفردة بعيدة عن ظروف الاوضاع السورية, فهناك الى جانب القصف الاسرائيلي قصف آخر تركي, وهناك قصف أميركي يتوازى ومجموعات «سوريا الديمقراطية» في الشمال الشرقي, وتتصرف روسيا بطائراتها, وصواريخها المضادة وكأنها هي المهيمنة وتسمح لنفسها بتفاهمات مع اسرائيل, ومع الاردن.. وطبعاً مع تركيا, وهي تعرف أن النظام السوري لا يجرؤ على رفع الصوت, يشاركه في ذلك الحرس الثوري الايراني, وفاطميو افغانستان, ولبنانيو حزب الله والجماعات العراقية المساندة.

ان ادارة الحرب في سوريا اصبحت شأناً روسياً تشارك بها من تشاء, وتقصي بها من تشاء. وهي الان تحصر اجتماع الاستانة بها وبتركيا, وتدعو من تشاء حسب توزيع الادوار.. وتسمي هذه المرحلة تفاوض سوري – سوري برعايتها ورعاية تركيا وهي طبعاً تحجز لأميركا ترامب مقعدها الاساسي لدى توزيع الادوار السياسية.

منذ اسبوع اعلنت موسكو تقليص وجودها العسكري, وأخذ سحب حاملة الطائرات الوحيدة في الاسطول الروسي شكلاً درامياً مع أن تأثير هذه السفينة الصغيرة في أي حرب هو تأثير محدود, وقبل أن نعرف اذا كانت حاملة الطائرات هذه عادت الى موقعها, سمعنا أنها تقوم بزيارة ليبيا, وأن رئيس مجلس النواب الليبي والفريق حفتر كانا في استقبالها, وقدما لقبطانها ترحيب ليبيا بأي تدخل عسكري ينهي ميليشيات الحكومة المؤقتة, وحكومة الثني, وحكومة المجلس الوطني القديم الذي انتهت مدته.. فليبيا الان بؤرة انواع عجيبة من التدخل المالي والتسليحي العبثي الذي لا يشارك فيه.. الا العرب.

في سوريا الان: يحافظ الجميع على نظام الاسد لأنه نظام مريض, ويحافظ الجميع على داعش والنصرة وثمانين جيشاً ثائراً معارضاً لانها المبرر الوحيد للتدخل الروسي والتركي والايراني. واذا راقبنا كل معارك النظام والارهاب ورعاة النظام والارهاب خلال الاشهر الستة الاخيرة, لوجدنا أن لا احد يحارب داعش, وان التركيز على من يشابه داعش.

قرأنا في التاريخ لعبة القوى الكبرى والرجل العثماني المريض. وقد كان الجميع يحارب فيما يبقى الرجل المريض حيّاً, لانه غير قادر على الدفاع عن نفسه, ولأن القوى الكبرى غير متفقة على اقتسام ثروته. وها هو التاريخ يكرر ذاته في النظام السوري المريض. فهو موجود لأن اجله لم يحن بعد..

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/14 الساعة 00:30