هذا ما وجدته ’مدار الساعة‘ في محمية غابات عجلون والاكاديمية الملكية لحماية الطبيعة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/19 الساعة 18:12

مدار الساعة –عبدالحافظ الهروط – تستطيع مدينة عجلون بطبيعتها الخلابة ان تنافس اجمل بلدان العالم لو توافر لها مبلغ من ميزانية الدولة للنهوض بالخدمات البسيطة جداً التي يحتاجها المواطن الاردني والمواطن العربي والزائر الأجنبي في مجال السياحة والتردد على هذه البقعة الخضراء.

عجلون بغاباتها الفاتنة وطقسها العليل وقلعتها الشامخة فوق جبل من جبالها وبمحميتها الجميلة النظيفة التي تحتضن الاكاديمية الملكية لحماية الطبيعة الصاعدة ببنائها الحديث وبحجارة ارضها وبتصميم هندسي مبهر، تؤكد هذه المدينة حضورها بكل قوة لتكون مدينة من عجائب المدن المتفردة بالبيئة عالمياً.

هذه رسالة للحكومة وليست دعوة او دعاية، مع ان الدعاية الاعلامية لثروات الوطن واجب ومشروع، فالزائر الى المحمية ينتابه الألم والأمل معاً.

الألم ان هذا الكنز الجغرافي لم يأخذ حقه الاعلامي الذي يسلط الضوء عليه بحيث تنقل صورته الى أبناء الوطن ولشعوب العالم ومنها الشعوب العربية للاطلاع على ما يوجد في الاردن من ثروات طبيعية - والحديث هنا عن عجلون- والأمل ان ترمي الحكومة بكل ثقلها لتقديم كل اشكال الدعم لتعزيز المرافق الخدمية.

لا شك ان جهوداً كبيرة بذلت لجعل محمية غابات عجلون واحدة من الجهات التي تسعى الحكومات المتعاقبة ان يؤمها الزوار على اختلاف مشاربهم، ولكن تبقى هذه الجهود غير كافية مع القيمة السياحية وما تحتاجه هذه المحمية المطلة على مدن ‘طبريا ونابلس وجبل الشيخ وغيرها من المدن العربية للدول المجاورة والتي مجرد ان يضع الزائر او المواطن الاردني قدميه فيها حتى يشعر بانبهار وهي تكشف فضاء واسعاً يأسر المشاعر والخاطر للبقاء فيها.

ان ما تم انشاؤه او تحت الانشاء ليكون جاذباً للزوار وللمواطنين الاردنيين في مراحل مقبلة يجب ان لا يتأخر، فالاردن الذي حباه الله بكل انواع السياحة (الدينية والأثرية والعلاجية والبيئية) يستطيع ان يكون منافساً لجميع دول المنطقة لو اعطينا السياحة حقها من الدعم في توفير الخدمات ومشاريع الاستثمار والأهم منها الدعم الاعلامي المؤثر.

محمية غابات عجلون، وانت تتجول في مرافق الاقامة البسيطة ومطاعمها ومصنع الحلويات والملابس اليدوية والمنتوجات الغذائية وبالاكاديمية الملكية التي هي قيد الانشاء كما اشرنا،وبمناظر الطبيعة للمنطقة،كلها دفعت وزير الشباب الأسبق الدكتور مأمون نور الدين الذي لبى دعوة من اصدقاء له جميعهم خدموا في القطاع الشبابي وما يزالون، للاتصال بـوزير البيئة الأسبق رئيس مجلس الادارة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة الدكتور خالد الايراني مقدراً هذه الجهود والافكار التي من شأنها ان تجعل هذه المحمية مركزاشعاع في العمل البيئي.

والى جانب ما تحققه هذه الثروة من فوائد على التنمية الوطنية واعطاء صورة حضارية للاردن امام دول العالم، فإن توفير فرص العمل وهي كثيرة لتكون في متناول يد الشباب الاردني يبدو سهل المنال رغم الظروف الصعبة التي يواجهها شبابنا وارتفاع نسبة البطالة.

المهندس عباسي يبشّر بحراك سياحي ومشاريع جديدة

وفي حديثه لـ مدار الساعة قال مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي اننا نتطلع لحراك سياحي اردني عربي اوروبي ومن مختلف دول العالم لأننا نعمل ضمن اطار شمولي ، ليس للمحمية فقط وانما لكل المناطق الريفية والقرى من خلال تأهيل الخدمات والبيئة المتوافرة في هذه الأماكن بايجاد متنزهات سياحية ومطاعم واماكن اقامة وصولاً الى سياحة منظمة وليست عشوائية او سلبية من شأنها احداث تلوث بيئي ،كما تتيح فرص عمل لأبناء المحافظة.

واضاف عباسي :ان منتزهاً سيقام العام المقبل على طريق سوس راسون بالتعاون مع وزارة السياحة والديوان الملكي مزود بمختلف المرافق والخدمات ويوفر خدمة لـ 250 الف متنزه.

وبين عباسي على صعيد خدمة المحمية انها تستقبل نحو 30 الف متنزه منهم 70%اردنيون في الوقت الذي نتطلع فيه لجذب زوار من دول الخليج وبما يتواءم من توافر خدمات مع اعداد اسرهم وعاداتهم .

ومن المشاريع التي سيتم تنفيذها مشاريع اجتماعية واقتصادية لايجاد فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي ومشروع زراعة العضوية.

واكد عباسي ان هناك زيادة لعدد الشاليهات او الأكواخ الخشبية التي تستخدم لأقامة المتنزهين لتصبح 33 كوخاً اي باضافة 10 اكواخ جديدة فيما الاسعار التي تستوفيها المحمية مشجعة للمواطن الاردني وهي 35 ديناراً للشخص الواحد شاملة وجبة الافطار والضريبة فيما وجبة الغداء تكلف 12 ديناراً، وهي اسعار تشغيلية وليست ربحية وخصوصاً ان المحمية لا تتلقى دعماً حكومياً لا بل تدفع اثمان المياه والكهرباء مثل أي فندق آخر.

لقد شاهدنا زيارات لمواطنين اردنيين قدموا من مناطق خارج المحافظة، ما يؤكد ان المحمية ستكون نافذة لأبناء الوطن وغيرهم عندما تتكامل مرافقها وخدماتها.

ولكن لا بد من تقديم الشكر الى صاحب الدعوة الكريمة الصديق يحيى المومني الذي اتاح لنا ايضاً فرصة زيارة المحمية مع الوزير نورالدين والاصدقاء أمين المومني والدكتور رشاد الزعبي وبسام الخلايلة ونادر نور الدين وجبرعريقات.

ويبقى ان نقول : تستحق عجلون كمدينة وكمحافظة، دعم الدولة لها لتكون مدينة ومحافظة تنموية، ففيها كل مقومات الحياة، وهي التي دفعت الكثير من الاردنيين وغير الاردنيين ان يقيموا فيها اما لمشاريع استثمارية او لاقامة سكنية، وهي التي دفعت ابنها الدكتور مصطفى القضاة المستثمر في الامارات لأن يستثمر في مدينته باقامة مطعم قمة الياسمين ويشغّل فيه عمالة اردنية استعداداً لحفل افتتاح كبيرفي آذار المقبل، بعد ان تكون جميع مرافق هذا المشروع قد اكتملت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/19 الساعة 18:12