صبري ربيحات يكتب: بين الصفدي وعطية.. هلا بالـ خميس
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/14 الساعة 20:01
مدار الساعة - خاص - كتب الوزير الأسبق والاكاديمي الدكتور صبري ربيحات:
انشغل الكثير من المهتمين في الشأن المحلي بمتابعة انتخابات النائب الاول لرئيس مجلس النواب والتي جرى التحشيد لها مبكرا.
فقد شهد الاسبوع السابق لانعقاد الدورة حراكاً اثار فضول الشارع وفتح شهية النقاد خصوصا بعد دخول الجاهات على خط الحراك ومحاولة كبار اللاعبين اقناع بعض الطامحين بالعدول عن الترشح لموقع النائب الاول مثيرين بذلك موجة من التساؤلات حول الغاية من وراء هذا التحرك والجهات التي تديره والاشخاص الذين تعمل الجاهات لحسابهم.
مع انطلاق اعمال الدورة بقي على الساحة ثلاثة مرشحين متساوين في اللون والطعم والرائحة ولا تباين يذكر بينهم في الثقل والخبرة والاتجاهات ولم يكن بمقدور الكثير من المراقبين التنبؤ حول الأوفر حظاً منهم.
فيما بعد بدا المشهد اكثر اثارة بانسحاب النائب خالد البكار فبدت فرص المتبقيين في ساحة المنافسة متساوية خصوصا وقد شغل كلٌ منهما موقع النائب الاول في دورات سابقة ولا مشكلات او مواقف مناكفة تحسب على أيٍّ منهما اذا ما استثنينا تصريحات سابقة للصفدي حول موضوع المساعدات والمنح الخليجية جرى تداولها من قبل بعض الناشطين.
في التحليلات التي تقترب من التكهنات والضرب في الرمال يرى البعض ان خيار دعم خميس عطية جاء في باب تحقيق حالة من التوازن في مواقع المجلس الرئيسة بين النواب من اصول شرقية وغربية وادامة حالة الانسجام التي شهدها المجلس في عامه الاول حيث اشغل عطية موقع النائب الاول واستطاع ان يلعب دوراً مهماً في دعم مساعي الرئيس لتمرير حزمة واسعة من التشريعات في مدة زمنية قياسية.
من جانب آخر يذهب البعض الى تفسير نجاح كل من خميس عطية في موقع النائب الاول والاعور في موقع مساعد الرئيس كاشارات الى إحياء تيار المبادرة النيابية التي قام على تشكيلها النائب في المجلس السابع عشر مصطفى الحمارنة وقدمت لادبيات العمل النيابي فكرة "الاشتباك الايجابي" التي انقذت حكومة عبدالله النسور من السقوط في اولى جولات نيل الثقة بعد خطاب الحمارنة الشهير وتقديمه للسلم الذي ساعد النسور على تجاوز الازمة وحالة التوتر التي سادت المجلس انذاك.
وجود كل من عطية والاعور كاعضاء في المبادرة وحاجة الحكومة والنواب الى اعتماد منهجية مختلفة في التعاون والتنسيق عوضا عن التغيير والتحول في المواقف التي يتخذها النواب هدف مرحب به من قبل الكثير من المعنيين والمهتمين والمراقبين اضافة الى قدرة خميس على استمالة عدد لا بأس به من الاصدقاء والحلفاء والاشقاء والاقرباء كعوامل مهمة في تسريع العمل الذي تتطلع له الحكومة وتباركه دوائر صناعة القرار.
النواب الذين شكلوا القاعدة الاساسية للمبادرة لا يخفون بهجتهم بنجاح رفاقهم في نيل ثقة المجلس ويراقبون عن كثب سير العمل في المجلس في الوقت الذي يسعون فيه الى إعادة تنظيم صفوفهم وامداد الزملاء باوراق ودراسات وتحليلات قد تسهم في جعل عملهم اكثر تنظيما والانضمام لهم من قبل بعض النواب الحائرين اكثر جاذبية.
المهندس عامر البشير يعمل ومنذ فترة على بلورة وتطوير رؤيته لمعالجة ازمة المرور والنقل ويجهد نفسه في مواضيع التخطيط الحضري الامر الذي جعله يبدو كوزير نقل الظل, في الوقت نفسه يراقب الدكتور عبدالله الخوالدة وامجد ال خطاب وبقية اعضاء المبادرة بصورة دائمة ما يقوم به المجلس ويحرصون على متابعة ادق التفاصيل وهم يهيئون انفسهم للانخراط في التيار الحزبي الذي يجري التحضير له.
مهما تكن النتائج ومن من يكون الفائز فإن الشارع الاردني لا يرى فروقاً تذكر بين أي من المرشحين ولا يعول كثيرا على المجلس ولجانه في إحداث فروق ملموسة او اختراقات تخفف من حالة الاحباط العامة التي تتجدد مع كل مرة يستأنف فيها المجلس أعماله. فدائماً يشعر المواطن بعدم قدرة المجلس على تحقيق ما يقول النواب بانهم يسعون له ولا الوعود التي قطعوها إبان حملاتهم الانتخابية.
لا أحد يشكك في صدق نوايا كل المرشحين ولا يرى الناس فرقا في حماس واخلاص اي منهم لكن الناس سئموا الوعود والحديث المنمق الذي سرعان ما يتهاوى عند اول تماس مع مشاريع القوانين والسياسات الضريبية التي تتقدم بها الحكومات.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/14 الساعة 20:01