«اليرموك» و«جماعة عمان» تؤكدان دور الشباب في مواجهة خطاب الكراهية (صور)
مدار الساعة – نظمت جامعة اليرموك وجماعة عمان لحوارات المستقبل الثلاثاء ورشة "كيف نبني تماسكنا الاجتماعي في مواجهة خطاب الكراهية " تحدث فيها وزير الداخلية الأسبق العين حسين هزاع المجالي ورئيس جامعة اليرموك الدكتور رفعت الفاعوري ورئيس جماعة عمان الزميل بلال التل .
وتناولت الورشة التي اقيمت في جامعة اليرموك حوارات حول قضايا وطنية شارك بها اكاديميون ومسؤولون في مؤسسات المجتمع المدني وطلبة الجامعة واعضاء من جماعة عمان.
ووقف المشاركون في الورشة دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه حيث استذكره الاردنيون بمرور اثنين وثمانيين عاماً على ميلاده الذي صادف يوم الثلاثاء.
المجالي : اعادة النظر بالمنظومة المجتمعية
وأكد العين المجالي ضرورة إعادة النظر في الاتجاه الذي نسلكه في ما يتعلق بمنظومتنا الاجتماعية، والعودة إلى الإرث الوطني والتمسك بالقيم الاجتماعية التي ضبطت إيقاع حياة أبائنا وأجدادنا، مشيرا إلى أهمية الإصلاح الاجتماعي الذي ترتكز عليه جميع الإصلاحات في كافة القطاعات الحيوية.
وحذر المجالي من خطورة المسلكيات الاجتماعية الغريبة على مجتمعنا والتي بدأت تتفشى بشكل مقلق تنخر في منظومة قيم المجتمع الأردني، وتشكل تهديدا حقيقيا لمكونات المجتمع، مشيرا إلى أنه ينظر إلى العشائرية كمؤسسة مجتمع مدني يجب دعمها، على أن تكون هذه العشائرية مبنية على أسس الشهامة، والتسامح، والكرم، والنبل، وأن تكون تحت سيادة القانون، فلا يمكن للعشيرة أن تكون بديلا لسيادة القانون.
وقال ان جامعة اليرموك، تعد إحدى مراكز التنوير الفكري لشبابنا الأردني، مستذكرا مناقب الملك الراحل الحسين بن طلال في ذكرى ميلاده الثانية والثمانين، الذي جسد معنى الأردنية، ومعاني المجتمع المتجانس، المتناسق، ورسخ كل القيم الأخلاقية التي تربطنا ببعض، وكان لها الأثر الكبير في تماسك مجتمعنا وقد حمل الراية من بعده جلالة الملك عبد الله الثاني، لافتا إلى أن الأردن اليوم يواجه تحديات كبيرة في كافة المجالات، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى سيادة القانون والعدالة في كافة مناحي الحياة، بما يشيع الأمان والطمأنينة بين أفراد المجتمع ويحثهم على العمل الجاد من أجل بناء مؤسساتنا الوطنية والنهوض بها.
ودعا المجالي الشباب إلى التوجه نحو الإبداع والريادة وخلق فرص العمل الخاصة بهم، وتغيير الفكرة النمطية السائدة لديهم حول التعلق الفكري بالوظيفة العامة، منوها إلى أن الحكومة لا تستطيع توفير فرص العمل لجميع أبناء المجتمع، الأمر الذي يحتم علينا التوجه لقطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة التي تنمي الفكر الشبابي، وتسهم في إحداث التغيير المنشود.
التل :التأكيد على اهمية العمل الجماعي
بدوره ألقى رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل كلمة أشار فيها إلى أن جماعة عمان لحوارات المستقبل تسعى لتقديم نموذج عملي للمجتمع، حول أهمية العمل الجماعي الذي تسوده روح الفريق، من أجل معالجة الخلل الذي أصاب حياتنا العامة، عندما سيطرت عليها الفردية، فأضعفت أطر العمل الجماعي من جمعيات، وأحزاب، وجماعات، وعشائر.
وشدد التل على أن جماعة عمان تؤمن بأن أقصر طريق للوصول إلى الحقيقة هو الحوار، وقد جاءت الجماعة للتحاور مع أبناء محافظة اربد، للاسترشاد بهم للوصول إلى أفضل السبل للمحافظة على نسيجنا الاجتماعي، وتنقيته مما علق به من أوضار طارئة لن تستوطن فيه، إن نحن بادرنا لعلاجها قبل أن تستفحل.
وأوضح التل أن وثيقة التماسك الاجتماعي التي أصدرتها جماعة عمان لحوارات المستقبل، تهدف إلى المساهمة في معالجة الاختلالات التي طرأت على سلوكنا الاجتماعي، من خلال استنهاض المخزون الثقافي في شخصيتنا الوطنية الأردنية، ليطرد كل ثقافة طارئة على مجتمعنا، أصبحت سلوكا غريبا عن قيمنا الأصيلة، لافتا إلى أن هذه الثقافة الطارئة أورثتنا نظرة دونية للعمل اليدوي والمهني، على الرغم من أن مكانة المرء في مجتمعنا لم تكن قديما مرتبطة بوظيفته، بل بكريم أخلاقه التي كانت تنميها عشائرنا في أبنائها.
وأضاف أن جماعة عمان تسعى لمد جسور التعاون مع مراكز التنوير والتغيير وفي مقدمتها الجامعات الأردنية، من اجل التحاور مع العقول المستنيرة للوصول إلى أفضل الطرق لاستعادة تماسكنا الاجتماعي، بعد أن اعتراه الكثير من الوهن والاختلالات التي يعد العنف من أبرزها، مؤكدا على أن العبء الأكبر في معالجة هذه الاختلالات يقع على المواطن نفسه، داعيا إلى إحياء دور الرقيب الاجتماعي في نفوس المواطنين، لما تشكله الرقابة الاجتماعية في بعض الأحيان من رادع أقوى من الرادع القانوني.
الفاعوري :المنطقة تمر في حالة استقطاب وتهميش
وقال الفاعوري أن المنطقة العربية تمر في حالة من الاستقطاب والتهميش وفي حراك الكثير منه غير إيجابي، حيث طال الاردن جزء من هذا الحراك، الأمر الذي يحتم علينا أن نتحاور ونتحدث بأمور لها علاقة بالشأن العام بأسلوب حضاري وديمقراطي، في الوقت الذي انقلب فيه هذا الحوار في دول الجوار إلى حوار يسمى ب"خطاب الكراهية" الذي أدى إلى خطاب تضمنه سيل من الدماء.
وأشار إلى أن جامعة اليرموك كالجامعات الأردنية الأخرى أصابها جزء من هذا البلاء في فترة ما يسمى ب "الربيع العربي" حيث انعكس هذا البلاء على مجتمعنا من خلال ظاهرتين وهما رفع سقف المطالب الشعبية والفئوية والجهوية في مجتمعنا، التي فاقت توقعات وإمكانات تلك المؤسسات
أما الظاهرة الأخرى وهي ظاهرة العنف الجامعي، وأصبحت تهدد المعاقل الأكاديمية والمؤسسية والانجازات الحضارية التي وصلت إليها في جامعاتنا.
ونوه الفاعوري أن ما تم في رسالة عمان والذي ضُمن بالمناهج التدريسية في معظم الجامعات الأردنية، كما أنها أصبحت وثيقة إقليمية يحتذى بها تدعو للتسامح، والحوار، وإظهار القيم السمحة في مجتمعنا، وديننا الذي ألبس اشكال من الحوار والفكر لا تمت لأصل الدين وليس لها علاقة بمفهوم إسلامنا الحنيف.
كان عضو جماعة عمان الدكتور محمد صايل الزيود عرض وثيقة التماسك الاجتماعي التي تعالج بعض المظاهر والاختلالات التي طرأت على العادات والتقاليد الاجتماعية وأدت إلى إضعاف تماسكنا الاجتماعي، ابتداء من تغير معايير اختيار الزوجين، وتقاليد الزواج والممارسات الخاطئة كإطلاق الرصاص في المناسبات، وسد الطرق بالمركبات، بالإضافة إلى مراسم المآتم وطقوس العزاء والجلوة العشائرية وديّة الدم.
كما شهدت الجلستان مداخلات لأعضاء جماعة عمان خالد ابوزيد ورائد سمارة ومحمد ابو هديب والدكتورة ريم الزعبي وريم بدران والدكتور أمال الجبور وشريف العمري والمحامي مروان قطيشات اشاروا من خلالها الى آلية عمل الفرق وكيفية ايجاد حلول لبعض القضايا المجتمعية.
وتركزت القضايا المطروحة على العدالة الاجتماعية وسبل تحقيقها، والتأمين الصحي الشامل وآليات القبول الجامعي، وتجسير الفجوة بين المواطن والحكومة، ومشكلة البطالة.