العرب ضيف شرف على موسكو..ليس الا!
مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - سيكون الوفد العربي المشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 اكبر وفد في تاريخ المشاركات العربية في الحدث العالمي ممثلاً بالسعودية ومصر والمغرب وتونس.
ورغم هذا العدد من المنتخبات عربياً وعلى مستوى قارتي آسيا وافريقيا، الا انني استبق الأمور لأقول سنكون "ضيف شرف" في هذه المشاركة ..ليس الا.
التجارب السابقة لم تغيّر من العقلية الرياضية العربية شيئاً،بكل أسف، ولديّ ما استشهد به، مع انني أُمنّي النفس ان اكون قد أخطأت في تنجيمي عندما تبدأ المنافسات على الارض الروسية.
المنتخبات العربية التي بدأت المشاركة عام 1934 من خلال المنتخب المصري والى المشاركة السابقة 2014 بالبرازيل لم تتخط في احسن الأحوال حاجز الدور الثاني سواء فراداً او جماعات وبالتالي فإما ان يعود المنتخب او المنتخبان او المنتخبات الثلاثة ونحن نشتمه او كليهما او كلها، او نشتم الحكم على الغاء هدف صحيح او غير صحيح او يكون حديث الجماهير لغة التآمر، واعتقد ان لم اكن جازماً اننا سنعيد الشتم وسنظل بهذه اللغة، والوتيرة سترتفع مع تأهل اربعة منتخبات عربية، هذه المرة.
واذا كان اول منتخب شارك في كاس العالم وهو المنتخب المصري قد غاب عن البطولات 56 عاماً حيث كانت مشاركته الثانية 1990 ، والى جانبه المنتخب الاماراتي الغائب ايضاً عن البطولات حتى 2018، فهذا مؤشر بان مشاركة الكرة العربية هي فزعة وليس عن تخطيط يضمن حضورها الدائم في مجلس العالم للعبة.
اقول الكرة العربية، ولا اقول كل منتخباتها،فالنظام الذي يحتكم اليه الاتحاد الدولي "فيفا" لا يسمح لأن يكون للعرب مقاعد أكثر ما خصص لها، رغم مطالباتنا بزيادة مقاعدنا.
ولا نقول عن هذين المنتخبين الشقيقين المصري والاماراتي في حسابات الغياب، فحسب، ولا عن المنتخبات العربية الأخرى التي لم تتأهل على الاطلاق اذ لم تتأهل لكأس العالم من بين 22 دولة سوى ثمان دول، وانما نقول ماذا عن منتخبي الكويت والعراق، فالأول تأهل عام 1982 ولم يعد، والثاني تأهل عام 1986 وغاب مطلقاً؟!
ولكن السؤال ايضاً، للمنتخبات التي كانت أكثر مشاركة على المستوى العربي وهي السعودية والمغرب وتونس (خمس مرات) كم سنوات غابت عن المشاركات ؟!
المنتخب السعودي رغم حفاظه على المشاركة المظفرة التي بدأت 94، 98، 2002، 2006، الا انه غاب 12 سنة حتى تأهل لموسكو.
اما المنتخب المغربي فقد تأهل لأول مرة عام 1970 ولكنه غاب 16 سنة ثم غاب 8 سنوات ثم 10 سنوات! وكذلك المنتخب التونسي فقد كان تأهله الأول عام 1978 في الارجنتين ولكنه غاب 20 سنة حتى تأهل للبطولة في فرنسا 98 فانتظم في بطولتي 2002 و2006 ثم غاب الى ان تأهل لموسكو.
واذا كان المنتخب الجزائري لا يشذ عن قاعدة الغياب الطويل فقد تأهل لأول مرة عام 1982 وتأهل ثانية 1986 ثم غاب 24 سنة قبل ان يتأهل2010 و2014 وها هو يغيب عن بطولة 2018 !
تاريخ المشاركات العربية غير مشرف رغم كل هذا الضجيج الاعلامي العابر للقارات الخمس، فإضافة الى الغيابات الطويلة والغيابات الكلية للمنتخبات التي لم تتأهل على الاطلاق،والخروج المبكر سواء من التصفيات او النهائيات،فإن التأهل كان كثيراً لمنتخب واحد بدأها المنتخب المصري كما اشرنا ، ثم المغربي ثم غياب العرب جميعاً منذ 70 حتى 78 حيث وصل المنتخب التونسي وحيداً للارجنتين.
هذا التمثيل الفردي سار عليه المنتخب الجزائري 2010 و2014 والسؤال : اين العرب؟ فغياب السنوات يعني الغياب عن البطولات مع اننا نسقط من حساباتنا الألقاب وبتنا نعزّي حالنا فقط بالتأهل لأدوار متقدمة!
لو ان لدى الاتحادات العربية استراتيجيات حقيقية وعقليات وثقافات احتراف صحيحة لما وجدنا هذه الاختلالات العميقة، ولكسبت منتخباتنا من تجاربها وتقدمت نحو المنافسة، لا ان ندّق طبول الحرب وسيوفنا من خشب، والخوف ان توقع القرعة منتخباتنا في مجموعتين، وعندها تختلط الرياضة بالسياسة، اللهم باعد بين أشقائنا واجعل كل منتخب في مجموعة.