الشريف: لهذا أغفل الأردن الرسمي ذكرى معاهدة وادي عربة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/13 الساعة 09:44

مدار الساعة - قال وزير الإعلام الأسبق د.نبيل الشريف إن العداء الإسرائيلي وما تحيكه إسرائيل من مؤامرات في المحافل العالمية ضد الأردن هو التحدي الرئيسي للأردن، مؤكدا أن مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني أصابت إسرائيل في مقتل.

وأضاف خلال محاضرة نظمتها لجنة الشؤون الوطنية والقومية في رابطة الكتاب الأردنيين وأدارها مقرر اللجنة الكاتب أسعد العزوني، أن جلالة الملك عبد الله الثاني أفشل مؤامرات الحكومة الإسرائيلية للهيمنة على المسجد الأقصى المبارك ،وتمكن من منع نتنياهو من نصب كاميرات عند بوابات الأقصى وساعده في ذلك صمود المقدسيين الذين هبوا هبة رجل واحد دفاعا عن أقصاهم.

واستهل د.الشريف محاضرته باستعراض التحديات التي تواجه الأردن في هذه المرحلة بالتحديد، وأهمها التحدي الإقتصادي خاصة وان نسبة البطالة المعلن عنها رسميا وصلت إلى 18.5%،وأن نسبة الدين العام بلغت 91% من الناتج المحلي الإجمالي ،كما ان الديون وصلت إلى 33 مليار دولار ،في حين أن نسبة عجز الموازنة بلغت 6.5%،موضحا أن العجز المزمن في الميزانية يدفعنا للإستدانة.

وعزا وزير الإعلام السابق كل ذلك لأمور عديدة اهمها وقف المساعدات الخارجية بإستثناء الأمريكية، مؤكدا أن دول الخليج العربية اوقفت مساعداتها نهائيا بعد تغير مفهوم المساعدات الخليجية منذ خمس سنوات، وان الأشقاء العرب يعرفون صعوبة الأوضاع في الأردن وتداعيات ذلك، ومع ذلك لم يبادروا لإنقاذ الأردن .

وقال أيضا إن الأردن في حالة تصد دائم للتحدي الأمني من وراء الحدود خاصة وأن الحدود الأردنية –العراقية تبلغ 550 كم ،ويوجد في الأردن نحو 1.3 مليون لاجيء سوري يكلفون البلاد25% من الميزانية، ناهيك عن كلفة إنقطاع الغاز المصري التي تبلغ 5.5 مليار دولار، مؤكدا أن التحدي الإسرائيلي هو الأسوا .

وأضاف د.الشريف أن ذكرى معاهدة وادي عربة مع إسرائيل مرت قبل أيام بهدوء، وتميزت بإهمالها كليا من قبل الأردن الرسمي تعبيرا عن الإنزعاج من إسرائيل،مشددا على العداء الإسرائيلي للدولة الأردنية، وبروز غضبة إسرائيلية وبرود وإدارة ظهر.

وأوضح وزير الاعلام السابق أن إسرائيل غير راضية من تأثير جلالة الملك عبد الله الثاني الإيجابي على صناع القرار في العالم، مؤكدا ان جلالته أقنع الرئيس الأمريكي ترامب بإضافة بيت لحم على جدول زيارته لإسرائيل في رسالة واضحة مفادها ان هناك صوتاً غير الصوت الإسرائيلي،الأمر الذي أزعج نتنياهو الذي رتب كل شيء مع اليهودي كوشنير مستشار وصهر الرئيس ترامب.

وتابع د.الشريف أن جلالة الملك عبد الله الثاني تصدى وبكل حزم لمشروع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وأقنع ترامب بخطورة هذه الخطوة، دليلا مؤكدا على بعد نظر جلالته، ناهيك عن إصرار الأردن على محاكمة قتلة الشهداء الأردنيين على أيدي مجرمين إسرائيليين وفي المقدمة القاضي راضي زعيتر والشهيدان اللذان اغتالهما حارس امن في السفارة الإسرائيلية بعمان،كما ان الأردن إستنكر وبشدة إستقبال نتنياهو لحارس أمن السفارة كبطل، وما يزال يرفض عودة السفيرة الإسرائيلية لعمان لأنها جزء من المشهد القبيح والفضائحي لاستقبال نتنياهو للقاتل.

وأضاف د.الشريف أن الأردن حاليا يواجه تحديا امنيا من نوع خاص ناجم عن مرحلة ما بعد الرقة والموصل بعد إضعاف داعش، لافتا أن الغريب في الأمر عدم مشاهدة أي جثة لداعشي في الموصل او الرقة ،مؤكدا ان ما جرى هو إعادة تموضع لداعش ،الأمر الذي يدعونا في الأردن حذرين وأعيننا مفتوحة ،مشيدا بيقظة أجهزة الأمن الأردنية.

ولفت وزير الإعلام الاسبق إلى ان مخيم الركبان السوري المحاذي للحدود الأردنية ويضم أربعة آلاف داعشي نقلوا من الرقة ،يشكل تحديا امنيا كبيرا للأردن،موضحا أن الأردن تعرض لضغوط كبيرة لإدخال هؤلاء إلى أراضيه ،وتبين أن داعش خطط أن يتخذ من الركبان مقرا له بدلا من الرقة لإستخدام عناصره ضد الأردن.

وف سياق متصل شدد د.الشريف على أن الإضطرابات الإقليمية التي تتسم بالغموض تشكل تحديا كبيرا للأردن ،وان هناك تخوفا كبيرا من تقسيم الإقليم إثنيا، بدليل ما يجري في العراق وسوريا من إخلاءات إثنية وعرقية ،كما اوضح أن عودة الحرب الباردة بين امريكا وروسيا وغموض إدارة ترامب في مواقفها ،كما هو حاصل بالنسبة لأزمة الخليج والموقف في لبنان.

وقال أن إيران جارة تاريخية للعرب ،وانها باتت موجودة في أربع عواصم عربية هي بيروت وبغداد وصنعاء ودمشق، وأن حزب الله إكتسب خبرات كبيرة بمشاركته في أحداث سوريا، مشددا على ضرورة الحوار مع إيران ،رغم المآخذ عليها.

وفي سياق متصل اوضح أن صحيفة الواشنطن تايمز المحسوبة على اليمين الامريكي كشفت مؤخرا عن سعي إدارة ترامب لإنفجار إقليمي جديد في المنطقة بين إيران والسعودية، مشددا أن اليمين الأمريكي والإسرائيلي يجران المنطقة لحرب تدميرية ذاتية وان إسرائيل تلعب دور المحرض في هذا الشأن ،ولن تقوم بحرب نيابة عن احد.

واكد د.الشريف أن الحل الوحيد المتاح للأردن هو الاعتماد على الذات والتأسيس لذلك من خلال المناهج الدراسية والمساجد والإعلام ،والعمل على إصلاح العوار الذي أصاب القيم مثل ثقافة العيب ،مؤكدا انه لا يجوز أن يكون لدينا بطالة ونحن نستقبل مئات الآلاف من العمالة الوافدة.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/13 الساعة 09:44