عملية تجميل أخرى للوحش!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/12 الساعة 01:07

حلمي الاسمر

منذ أن اعتمدت «المفاوضات» اسلوبا وحيدا لمقاومة الاحتلال، دخلنا في سلسلة عمليات تجميل لوحش الاحتلال، ومع كل عملية تجميل جديدة، صعد مشروع الإجرام الصهيوني في فلسطين درجة جديدة!

عملية التجميل الجديدة، التي دعيت «صفقة القرن» بدأت تتضح معالمها أكثر فأكثر، ومع كل خيط من خيوط «الفجر الكاذب» يتضح أي مستقبل ينتظر فلسطين وأهلها وكل وطننا العربي، فنحن منذ عقدين من الزمان تقريبا نسكن داخل «خلاط» يشتد أو يهدأ وفقا لمن يضع يده على «الكبسة» ويبدو أننا قريبون جدا من عملية تسارع جديدة في الخلط!

ملامح «صفقة قرن الشيطان» وفق ما يتسرب للصحافة العبرية، والتي سيعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول المقبل، تقول أن مرجعية المبادئ المتعلقة باستئناف المفاوضات بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية في الوثيقة الموعودة، ستستند إلى التفاهمات التي توصل إليها كل من رئيس الوزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة، في حينه، إسحاق هيرتزوغ، إلى جانب أفكار طورها فريق ترامب. وتنص تفاهمات نتنياهو - هيرتزوغ على أنّ حل الصراع مع الفلسطينيين يجب أن يستند إلى استعداد فلسطيني لتقديم «تنازلات» في منطقة «ج»، التي تشكل أكثر من 60 في المائة من الضفة الغربية، مقابل التزام «إسرائيل» بتجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وتقديم تل أبيب «بوادر حسن نية» أخرى للفلسطينيين(!) إضافة إلى تضمين وثيقة ترامب «أفكاراً من خارج الصندوق» لحل الصراع، أعدها كل من المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة جيسين غرينبليت، والسفير الأميركي في الكيان ديفيد فريدمان، وكلاهما ينتميان للتيار الديني اليهودي الأرثوذكسي، ومعروفان بحماسهما الشديد للمشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية. ويكفي أن نعلم أن نتنياهو امتدح، خلال محاضرة ألقاها في لندن الأسبوع الماضي «أفكاراً من خارج الصندوق أعدها فريق ترامب»، كي نحكم على ماهية هذه الأفكار «العظيمة»!

والسؤال الآن، هو لم هذا التحريك المفاجىء في مياه المنطقة الراكدة، التي خطط لها ان تترك المجال للكيان الصهيوني أن يبتلع الأرض ويقضمها على مهله، ولم تتغير الظروف كلها باتجاه مصالحة رام الله وغزة؟ العنوان الرئيس هنا هو مواجهة إيران، وهو أمر لا يمكن أن يتم دون إشراك الوحش في الصفقة، ولهذا لا بد من «عظمة» يتلهى بها الفلسطينيون، ولا بأس من تسمية العظمة بالقول أنها «وليمة» ومن يرفض المشاركة في أكل العظمة، سيكون بطرانا ومصيره مجهول، فإما أن يوافق او يستقيل!

إنه فصل آخر من فصول الملهاة الفلسطينية العربية، له جانب حسن رغم كمية السواد التي تلفه، فمثل هذا «التآمر» هو عملية تسخين لطنجرة الضغط، التي كلما بردت، بَعُد الفرج، وما بعد الضغط إلا الانفجار الكبير!
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/12 الساعة 01:07