اللوفر الجديد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/10 الساعة 00:03
وسط أجواء التوتر والمقاطعة والتحشيد التي يشهدها العالم العربي افتتحت دولة الامارات العربية المتحدة احد اكبر المشروعات الثقافية لهذا القرن وربما اكبرها على الاطلاق. فعلى حافة جزيرة السعيدية في امارة ابو ظبي وعلى خلفية تتداخل فيها الصحراء مع مياه الخليج شيدت مباني متحف اللوفر بنسخته الاماراتية.
يسعى المشروع الثقافي الاماراتي العملاق الذي فتح ابوابه للزوار أول من أمس، الى نشر ثقافة الوئام والسلام والتقبل والتسامح ويطمح الى تعميق التواصل بين الحضارات والشعوب من خلال نشر الثقافة والفن والآثار والمقتنيات التي تعكس وحدة الانسانية وتنوع اسهاماتها في بناء الحضارة والمنجزات التي تنعم بها البشرية.
اللوفر العربي الذي سيعمل بموجب اتفاقية تعاون ثقافي وتبادل لاستعارة وعرض المقتنيات بين فرنسا والامارات تمنح المتحف استخدام الاسم الذي ارتبط بقلعة اللوفر التي بنيت على الضفة الشمالية لنهر السين في القرن الثاني عشر واصبحت فيما بعد قصرا لعدد من الملوك الفرنسيين قبل ان تتحول لتصبح متحفا للفنون والاثار والمقتنيات التي تعبر عن انجازات واسهامات الحضارات والشعوب عبر التاريخ الانساني.
النسخة الاماراتية من اللوفر العالمي أقيمت بكلفة تجاوزت 654 مليون دولار اميركي ويستعد لاستقبال ما يزيد على خمسة الاف زائر يوميا ويطمح لتقديم عروض تختلف في طبيعتها عما اعتادت المتاحف العالمية التقليدية عليه بحيث يجري التركيز على التداخل والتفاعل بين الحضارات الانسانية عوضا عن عرضها في تراتبية زمنية تتجاهل التأثير والتبادل الذي شكل سمة من سمات التاريخ الانساني.
كما في اللوفر الفرنسي الذي يشتمل على اكثر من مليون لوحة فنية واكثر من ستة آلاف وستمئة قطعة اثرية فإن الكثير من المقتنيات التي سيعرضها المتحف تمثل الحضارة والفن الانساني وتقدم للعالم تاريخ وحضارة وفن الشرق ومقتنياته سواء تلك التي تم تجهيزها او التي سيتم استعارتها من المتاحف العالمية للعرض. الكثير من الآثار والاعمال والمقتنيات التي تمثل الحضارات الشرقية تعرضت للاعتداء فقد جرى نقلها وسرقتها وبيعها في العديد من بلدان العالم خلال مراحل الاستعمار او بعد الاحتلال الاميركي للعراق وثورات الربيع العربي.
الانجاز الاماراتي الضخم ليس هو الاول في الخليج العربي فقد انجزت الكويت خلال العام الماضي دارا للاوبرا ومسارح للعرض اعتبرت الاكبر والاضخم في محيطها كما تهتم دولة قطر ومنذ اكثر من عقدين من الزمان ببناء المتاحف وجلب المقتنيات والاعمال النادرة لها وتنفق على مشروعاتها مئات الملايين من الدولارات.
السباق الثقافي الخليجي في مجال انشاء واطلاق المشروعات الثقافية العملاقة ظاهرة تسترعي الانتباه وتدعو الى التأمل. فهي تعمل على إغناء الفضاء العربي الثقافي وإكسابه الوجه الانساني كما انها تشجيع السياحة وتضيف الكثير من عناصر الجذب للمكان.
بالمقابل يبقى السؤال فيما اذا كان لمثل هذه المشروعات العملاقة تأثير على تغيير طرق التفكير والشعور والسلوك وفيما اذا كان لها اي تأثير على الحد من روح الاستعلاء والتمييز ومكانة الطفل والمرأة وحتى العلاقات البينية بين الشعوب والطبقات.
نتمنى ان تسهم الثورة الفنية الثقافية في محيطنا العربي في خفض التوتر وإشاعة المزيد من الديمقراطية والى احداث التغيير في علاقاتنا وافكارنا وتصوراتنا وانسانيتنا لنكون اكثر حبا وتسامحا وتقديرا للآخر، فالفن وتقديره لا يزدهران إلا في بيئة مشبعة بالروح الانسانية والاحترام لكرامة الاخر والاعتراف بحاجته للعيش والتقدم والتعبير.
الغد
يسعى المشروع الثقافي الاماراتي العملاق الذي فتح ابوابه للزوار أول من أمس، الى نشر ثقافة الوئام والسلام والتقبل والتسامح ويطمح الى تعميق التواصل بين الحضارات والشعوب من خلال نشر الثقافة والفن والآثار والمقتنيات التي تعكس وحدة الانسانية وتنوع اسهاماتها في بناء الحضارة والمنجزات التي تنعم بها البشرية.
اللوفر العربي الذي سيعمل بموجب اتفاقية تعاون ثقافي وتبادل لاستعارة وعرض المقتنيات بين فرنسا والامارات تمنح المتحف استخدام الاسم الذي ارتبط بقلعة اللوفر التي بنيت على الضفة الشمالية لنهر السين في القرن الثاني عشر واصبحت فيما بعد قصرا لعدد من الملوك الفرنسيين قبل ان تتحول لتصبح متحفا للفنون والاثار والمقتنيات التي تعبر عن انجازات واسهامات الحضارات والشعوب عبر التاريخ الانساني.
النسخة الاماراتية من اللوفر العالمي أقيمت بكلفة تجاوزت 654 مليون دولار اميركي ويستعد لاستقبال ما يزيد على خمسة الاف زائر يوميا ويطمح لتقديم عروض تختلف في طبيعتها عما اعتادت المتاحف العالمية التقليدية عليه بحيث يجري التركيز على التداخل والتفاعل بين الحضارات الانسانية عوضا عن عرضها في تراتبية زمنية تتجاهل التأثير والتبادل الذي شكل سمة من سمات التاريخ الانساني.
كما في اللوفر الفرنسي الذي يشتمل على اكثر من مليون لوحة فنية واكثر من ستة آلاف وستمئة قطعة اثرية فإن الكثير من المقتنيات التي سيعرضها المتحف تمثل الحضارة والفن الانساني وتقدم للعالم تاريخ وحضارة وفن الشرق ومقتنياته سواء تلك التي تم تجهيزها او التي سيتم استعارتها من المتاحف العالمية للعرض. الكثير من الآثار والاعمال والمقتنيات التي تمثل الحضارات الشرقية تعرضت للاعتداء فقد جرى نقلها وسرقتها وبيعها في العديد من بلدان العالم خلال مراحل الاستعمار او بعد الاحتلال الاميركي للعراق وثورات الربيع العربي.
الانجاز الاماراتي الضخم ليس هو الاول في الخليج العربي فقد انجزت الكويت خلال العام الماضي دارا للاوبرا ومسارح للعرض اعتبرت الاكبر والاضخم في محيطها كما تهتم دولة قطر ومنذ اكثر من عقدين من الزمان ببناء المتاحف وجلب المقتنيات والاعمال النادرة لها وتنفق على مشروعاتها مئات الملايين من الدولارات.
السباق الثقافي الخليجي في مجال انشاء واطلاق المشروعات الثقافية العملاقة ظاهرة تسترعي الانتباه وتدعو الى التأمل. فهي تعمل على إغناء الفضاء العربي الثقافي وإكسابه الوجه الانساني كما انها تشجيع السياحة وتضيف الكثير من عناصر الجذب للمكان.
بالمقابل يبقى السؤال فيما اذا كان لمثل هذه المشروعات العملاقة تأثير على تغيير طرق التفكير والشعور والسلوك وفيما اذا كان لها اي تأثير على الحد من روح الاستعلاء والتمييز ومكانة الطفل والمرأة وحتى العلاقات البينية بين الشعوب والطبقات.
نتمنى ان تسهم الثورة الفنية الثقافية في محيطنا العربي في خفض التوتر وإشاعة المزيد من الديمقراطية والى احداث التغيير في علاقاتنا وافكارنا وتصوراتنا وانسانيتنا لنكون اكثر حبا وتسامحا وتقديرا للآخر، فالفن وتقديره لا يزدهران إلا في بيئة مشبعة بالروح الانسانية والاحترام لكرامة الاخر والاعتراف بحاجته للعيش والتقدم والتعبير.
الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/10 الساعة 00:03