هناك فساد .. ولكن ليس من أقاربي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/12 الساعة 01:04
من يتتبع سيرة الكتابة عن الفساد والاسماء المتداولة في الاوراق المكتوبة، سيجد فيها ناظما واضحا، ان معظمها مبني على المنقول واقول معظمها لأن الوثائق محفوظة في احراز مثل صناديق الجدات؛ ما فتح المجال للخيال ان يبوح بكل المرسوم على الخرائط الدماغية وسط تصفيق الجمهور الذي لم يحضر العرض اساسا ولا يطالب بالادلة فالمهم استثارة الغريزة وابداء جرأة افتراضية على حائط وهمي، اما الناظم الثاني فكل الفاسدين او الذين يستحقون النقد على تصريحاتهم لا ينتمون بصلة قُربى للكاتب الجريء الشجاع، الذي يبكي وطنا مُضاعا، ويقصف الفاسدين وصمت الحكومة عليهم، واذا راجعنا سياق تقديم اسماء من العيار الثقيل للمحاكمة بتهم فساد وافساد سنجد كيف تغلبّت قرابة الدم على مصلحة المحاكمة العادلة، فرأينا الاعتصامات ورأينا سرادق التضامن وعباءات الابتهاج بالخروج من التوقيف بالسلامة .
كل الجرأة على الفاسدين تسقط لمجرد ملامستها طرف قريب فكل اقاربنا المسؤولين يتمتعون بقدر هائل من النزاهة ولا يجوز الاقتراب منهم، ولولا بعض حرج لتم وضع لافتة ممنوع الاقتراب او التصوير على صدورهم وظهورهم، وحين يُقدم احدهم على اتهام او انتقاد اقاربنا نرجمه كما ابليس بكل التهم ونستنهض في الدفاع عنه كل فرسان العشيرة الإلكترونيين للرد على الناقد او الكاتب، وبالمقابل تنهال اللايكات والتعليقات المادحة من غير اقارب المتهم او المقصود بالنقد، ناهيك عن اتصالات العتب والمعاتبة وبعض هواتف التهديد بالقصاص من الذي تطاول على صلة القرابة ورابطة الدم، وفي احايين قليلة يعاتبك احدهم بلطف “ يا أخي ما في غيره، يلحقوا فلان وفلان وبعدين بفرجها الله “ وباقي مفردات الترطيب الاجتماعي حتى بات الفساد برعاية كافة انواع الكريمات في الاسواق .
أمس اقدم احد الاباء على التبليغ عن ابنه الذي ادخل ورقة او روشيتة الغش في الامتحانات الثانوية حسب الزملاء في موقع عمون الاخباري، نقلا عن اذاعة الجيش، والحادثة على بساطتها انتجت خبرا وتعليقا من نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم وربما نرى غدا تكريما لهذا الأب الذي يُشكر فعلا على موقفه وعلى كسره نموذج “ ليس من اقاربي فاسد او غشاش “، لكن سلوكه هو الاصل وليس الاستثناء، وحين نتمتع جميعا بهذه الروحية في مقاومة الفساد والفاسدين سنكون جديرين بالمحاسبة القاسية لكل فاسد وعكس ذلك سيبقى الفساد يرتع بين ظهرانينا لانه محمي بروابط الدم ومحمي بسلوك الرقابة الحكومي المريب والدافع للفساد والمشجع عليه اما بضعف الرقابة واما بانتقائية محاسبة هذا الفاسد وترك ذاك لاسباب معروفة ومفهومة لكل اردني .
مع بداية مارثون الخطابات النيابية لاقرار الموازنة المقرة سلفا كما نعلم وكما قال رئيس اللجنة المالية على احدى القنوات الفضائية، سنسمع الكثير من التهم وسنسمع الاسماء ذاتها تتكرر، وسنلقى الرد الحكومي نفسه، فالحكومة تسمع المطالبات بالحرب على الفساد من اشخاص يقومون بأنفسهم بالتوسط للفاسدين ولفلفة القضية والتلويح بكشف قضية فساد على احدهم اذا لم تلفلف قضية قريبه او نسيبه، وسنرى كيف يطلب كل نائب لمنطقته بالخدمات على حساب باقي المناطق ودون مراعاة الاوليات والاحتياجات، المهم ان يتحدث النائب وان يرعد قبل ان ينتهي بمطالب مكرورة ووعود بتسهيلات مناطقية، وهكذا تتكرر الحالة ويستمر المسلسل المكرور وهذا فساد بكل اركانه وتفاصيله.
الحكومة عندما تخضع لأي شكل من اشكال الابتزاز تضع نفسها في خانة الفساد والتستر عليه من أجل التستر عليها، واول شروط الحرب على الفساد عدم خشية الفساد نفسه وعدم التورط فيه سابقا او لاحقا.
الدستور
كل الجرأة على الفاسدين تسقط لمجرد ملامستها طرف قريب فكل اقاربنا المسؤولين يتمتعون بقدر هائل من النزاهة ولا يجوز الاقتراب منهم، ولولا بعض حرج لتم وضع لافتة ممنوع الاقتراب او التصوير على صدورهم وظهورهم، وحين يُقدم احدهم على اتهام او انتقاد اقاربنا نرجمه كما ابليس بكل التهم ونستنهض في الدفاع عنه كل فرسان العشيرة الإلكترونيين للرد على الناقد او الكاتب، وبالمقابل تنهال اللايكات والتعليقات المادحة من غير اقارب المتهم او المقصود بالنقد، ناهيك عن اتصالات العتب والمعاتبة وبعض هواتف التهديد بالقصاص من الذي تطاول على صلة القرابة ورابطة الدم، وفي احايين قليلة يعاتبك احدهم بلطف “ يا أخي ما في غيره، يلحقوا فلان وفلان وبعدين بفرجها الله “ وباقي مفردات الترطيب الاجتماعي حتى بات الفساد برعاية كافة انواع الكريمات في الاسواق .
أمس اقدم احد الاباء على التبليغ عن ابنه الذي ادخل ورقة او روشيتة الغش في الامتحانات الثانوية حسب الزملاء في موقع عمون الاخباري، نقلا عن اذاعة الجيش، والحادثة على بساطتها انتجت خبرا وتعليقا من نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم وربما نرى غدا تكريما لهذا الأب الذي يُشكر فعلا على موقفه وعلى كسره نموذج “ ليس من اقاربي فاسد او غشاش “، لكن سلوكه هو الاصل وليس الاستثناء، وحين نتمتع جميعا بهذه الروحية في مقاومة الفساد والفاسدين سنكون جديرين بالمحاسبة القاسية لكل فاسد وعكس ذلك سيبقى الفساد يرتع بين ظهرانينا لانه محمي بروابط الدم ومحمي بسلوك الرقابة الحكومي المريب والدافع للفساد والمشجع عليه اما بضعف الرقابة واما بانتقائية محاسبة هذا الفاسد وترك ذاك لاسباب معروفة ومفهومة لكل اردني .
مع بداية مارثون الخطابات النيابية لاقرار الموازنة المقرة سلفا كما نعلم وكما قال رئيس اللجنة المالية على احدى القنوات الفضائية، سنسمع الكثير من التهم وسنسمع الاسماء ذاتها تتكرر، وسنلقى الرد الحكومي نفسه، فالحكومة تسمع المطالبات بالحرب على الفساد من اشخاص يقومون بأنفسهم بالتوسط للفاسدين ولفلفة القضية والتلويح بكشف قضية فساد على احدهم اذا لم تلفلف قضية قريبه او نسيبه، وسنرى كيف يطلب كل نائب لمنطقته بالخدمات على حساب باقي المناطق ودون مراعاة الاوليات والاحتياجات، المهم ان يتحدث النائب وان يرعد قبل ان ينتهي بمطالب مكرورة ووعود بتسهيلات مناطقية، وهكذا تتكرر الحالة ويستمر المسلسل المكرور وهذا فساد بكل اركانه وتفاصيله.
الحكومة عندما تخضع لأي شكل من اشكال الابتزاز تضع نفسها في خانة الفساد والتستر عليه من أجل التستر عليها، واول شروط الحرب على الفساد عدم خشية الفساد نفسه وعدم التورط فيه سابقا او لاحقا.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/12 الساعة 01:04