الملك يوجه الحكومة لتخفيض النفقات واتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالرواتب العليا
مدار الساعة - زار جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، محافظة عجلون والتقى شخصيات ووجهاء المحافظة، بعد أن دشن مشروع سد كفرنجة ووضع حجر الأساس لمشروع مصنع ألبسة شركة الأزياء التقليدية.
وأكد جلالته، خلال اللقاء، أنه وجه الحكومة لتخفيض النفقات واتخاذ الإجراءات بهذا الخصوص، لاسيما فيما يتعلق بالرواتب العليا للمسؤولين، وكذلك المياومات والامتيازات.
وقال جلالته إن بلدنا قوي ومواطننا شجاع، ففي أي دولة أخرى يهرب المواطن من إطلاق النار، أما في الأردن تجد الأردني يهب نحو المواجهة لحماية بلده وإخوانه.
كما وجه جلالته، خلال اللقاء، رسالة للإعلام، وقال "كونوا مع الأردن، إن قواتنا المسلحة تقوم كل يوم، وكذلك جهاز الأمن العام والأجهزة الأمنية، بعمليات تحمي الأردن وتحمي المواطن ولا نعلن عنها". وقال جلالته، في هذا السياق، إننا نعيش أزمة إقليمية أكثر مما هي أزمة أردنية. ولفت جلالته إلى أن أكبر تحد نواجهه هو الوضع الاقتصادي، وقال "إنني أعرف التحديات بالنسبة للبطالة في عجلون بالذات"، مؤكدا ضرورة العمل على التخفيف من حدة الفقر والبطالة، ليس في عجلون فحسب، ولكن على مستوى المملكة.
وقال جلالته إن توفير فرص العمل أولوية بالنسبة لعجلون، ووَضَعنا اليوم حجر الأساس لمصنع ألبسة، سيوفر 700 فرصة عمل، خلال ستة شهور، مؤكدا جلالته ضرورة إنشاء مشاريع إنتاجية في جميع مناطق المملكة لمساعدة المواطنين. وأكد جلالته ضرورة حماية الفقراء والطبقة الوسطى، خاصة في ظل الظروف الصعبة.
كما أكد جلالة الملك أهمية التركيز خلال الفترة القادمة على المشاريع الإنتاجية، وتوفير فرص عمل كأولوية في عام 2017.
وشدد جلالته على ضرورة التنسيق بين الجميع، والعمل بروح الفريق الواحد، حكومة وأعيانا ونوابا، لما فيه مصلحة الوطن، ومواجهة التحديات وخدمة أبناء وبنات الأردن.
ولفت جلالته إلى أن سد كفرنجه، الذي دشنه اليوم، سيسهم في حل جزء من مشكلة المياه في عجلون.
وعن الانتخابات البلدية واللامركزية، لفت جلالته إلى أهمية هذه الانتخابات لجهة تفعيل مشاركة المواطنين في تحديد الأولويات التنموية. وأشار جلالته إلى أن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 20 بالمائة من عدد سكان المملكة، وأن 25 بالمائة من الموازنة العامة تخصص للتعامل مع تبعات أزمة اللاجئين، لافتا إلى أن هناك تقصيرا دوليا تجاه تقديم المساعدات للأردن جراء تحمله أعباء إضافية نتيجة استضافته لهم.
وعن الوضع السياسي في المنطقة، لفت جلالته إلى أن الأردن، ومن خلال رئاسته للقمة العربية المقبلة، سيبذل جهودا مشتركة مع الدول العربية لمواجهة الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
بدوره، أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، خلال اللقاء، أن جلالة الملك وجه المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لتنفيذ عدد من المبادرات الملكية لتتكامل مع الإجراءات الحكومية في مختلف القطاعات التي تخدم أبناء محافظة عجلون.
وبين أنه سيتم تنفيذ هذه المبادرات ضمن أولويات المحافظة، والتي تأتي استمرارا للمبادرات التي نفذت في عجلون خلال السنوات الماضية، وكان أهمها إنشاء 178 وحدة سكنية للأسر العفيفة، ومدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز، وثلاثة مراكز للشباب والشابات، ودعم عدد من البلديات بالآليات اللازمة. وقال الدكتور الطراونة إن المبادرات الملكية ستركز خلال المرحلة القادمة على المشاريع الإنتاجية في جميع المحافظات، وتمكين الأسر من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة توفر فرص العمل وتحسن من دخلهم، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية. ولفت إلى أن المبادرات التي سيتم تنفيذها تشتمل على تخصيص دعم للمشاريع الإنتاجية في المحافظة وستكون موجهة للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط، وإنشاء ناد للمتقاعدين العسكريين ضمن خطة الأندية في كل محافظة للارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، وكذلك بناء مساكن للأسر العفيفة، حسب أولويات وزارة التنمية الاجتماعية، والدراسات الميدانية.
وأوضح أن المبادرات تشمل أيضا تطوير مواقع تنزه سياحية في منطقة اشتفينا، بالتنسيق مع وزارتي السياحة والزراعة، من شأنها توليد فرص اقتصادية جديدة يستفيد منها أبناء المجتمع المحلي. وأشار الدكتور الطراونة إلى أن المبادرات ستشمل تزويد مجموعة من الحدائق القائمة بالألعاب المناسبة للأطفال، وإنشاء فرع لمركز زها الثقافي في القرية الحضرية في عجلون بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي. وعرض وزير الداخلية، سلامة حماد، المشاريع الحكومية التي تم إنجازها في المحافظة، وشملت مستشفى الأميرة هيا العسكري لخدمة محافظتي عجلون وجرش، وبناء مركز صحي شامل في عنجرة، واستكمال خط المياه الناقل إلى عجلون، وكذلك استكمال حفر آبار مياه الشرب في منطقة الصفصافة.
وأشار إلى هناك عددا آخر من المشاريع قيد التنفيذ، وتشمل طريق كفرنجة - الوهادنة، ومستشفى الأميرة إيمان الحكومي، ومشروع إعادة تأهيل غابات دبين، لافتا إلى أن الحكومة تعمل على طرح عطاءات لعدة مشاريع تنموية منها مشروع التيليفريك، وفتح وتعبيد شبكات طرق لبلديات المحافظة. من جهتهم، أكدت شخصيات ووجهاء محافظة عجلون، خلال اللقاء، أن الأردنيين والأردنيات، بقيادة جلالة الملك، سيبقون متلاحمين متعاضدين متحدين صفا واحدا في الحفاظ على أمن واستقرار الأردن، وعلى العمل يدا بيد لاستكمال مسيرة بناء الوطن وتقدمه وازدهاره.
وشددوا على وقوفهم وتصديهم ومحاربتهم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن ومقدراته، وأنهم يقفون بالمرصاد للعصابات الإرهابية المتطرفة، مؤكدين أن ما شهدته محافظة الكرك من أحداث إرهابية جبانة لن تزيدهم إلا قوة ومنعة ووحدة. ورحب محافظ عجلون الدكتور فلاح السويلميين في كلمته باسم أبناء الأسرة الأردنية الواحدة في عجلون بزيارة جلالة الملك إلى محافظة عجلون التي كانت على الدوام محل رعايته واهتمامه، مجددين العهد بأن يبقوا خلف قيادة جلالته الحكيمة لبناء أردن العروبة والمجد، وخدمة الوطن والمواطن بكل جد وإخلاص.
وقال "لقد حرصتم جلالتكم ومنذ تسلمكم أمانة المسؤولية أن تكونوا بين أبناء شعبكم الوفي والخير والمعطاء، تستمعون إليهم وتقفون على أوضاعهم ومشاكلهم وهمومهم، وتحملون في ضميركم ووجدانكم هذه الهموم والتطلعات أينما كنتم وحيثما توجهتم، وقد كان هاجسكم الأول تحسين مستوى المعيشة لكل مواطن ومواطنة في أردننا العزيز".
وقال فضيلة الشيخ محمود الشويات، في كلمته، إن أهالي عجلون، ومن مختلف منابتهم وأصولهم، يرحبون بزيارة جلالة الملك إلى المحافظة، التي تأتي في إطار نهج جلالته في التواصل مع أبناء شعبه.
واستعرض أبرز التحديات التي تواجهها محافظة عجلون، منها ارتفاع نسب البطالة والفقر، مما يستلزم من الحكومة تنفيذ مشاريع تنموية من شأنها إيجاد فرص عمل للشباب، لافتا إلى أهمية التوسع في التعليم المهني. وقال الدكتور تيسير الصمادي، في كلمة له، إن أهالي عجلون يقدرون جهود جلالة الملك الدؤوبة ورؤيته الثاقبة لضمان مستقبل أفضل لهم وللوطن الذي يفدونه ويفدون قيادته بالمهج والأرواح.
وعرض عددا من مطالب المحافظة، وشملت تحسين البنية التحتية لتتناسب مع طبيعة المحافظة الجبلية ولتكون جاذبة للاستثمار خصوصا في القطاع السياحي، وكذلك حماية الغابات من التحطيب الجائر، وإنشاء طريق دائري حول عجلون.
كما طالب بإيجاد السبل الكفيلة لمعالجة أزمة المياه، وإنشاء كلية تقنية متخصصة في مجالات السياحة والتراث والزراعة، وتعزيز القدرات البشرية والمالية لمديرة الحراج ومديرة الزراعة لتمكينها من الحفاظ على الثروة الحرجية. وفي كلمة لرئيس بلدية عجلون الكبرى، المحامي نبيل القضاة عرض أبرز التحديات التي تواجه بلديات المحافظة، مطالبا بزيادة الدعم المالي لهذه البلديات نتيجة ارتفاع نسبة المديونية، ورفدها بالآليات للتعامل مع الظروف الجوية، وإقامة المشاريع الاستثمارية والتنموية المستدامة، إضافة إلى المشاريع السياحية.
كما شملت المطالب إعادة إحياء الطريق الملوكي القديم الذي يربط جبل عجلون بالعاصمة، وتعديل إفراز الأراضي الزراعية إلى دونمين بدلا من أربعة دونمات. وقال نقيب المعلمين الأردنيين باسل فريحات، في كلمته، إن الأردنيين يقفون صفا واحدا خلف قيادتهم الحكيمة ضد قوى الإرهاب والتطرف والظلام وخوارج هذا العصر ومن يقف خلفهم ويحملون لواء الإسلام وثقافته الحقيقية ووسطيته واعتداله، ويفاخرون بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن. وقدر فريحات عاليا دور جلالة الملك في إبراز صورة الإسلام الحقيقية، ورعاية وإعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وجهوده في الحفاظ على أمن واستقرار الأردن ليبقى موئلا لكل من ينشد الأمن والأمان والاستقرار والكرامة والعزة. وأكد الأب عامر الريحاني، في كلمته، أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، صامد أمام جميع التحديات بصمود شعبه وجيشه، وسيبقى منبعا للنور ووطن الأمن والسلام. ولفت إلى رسالة عمان والتي جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة إلى مثل هذه المبادرات من جلالة الملك، لنشر ثقافة الاحترام المتبادل والتسامح وسيادة القانون والحريات والعدالة والحقوق المتساوية، إضافة إلى المبادرات الوطنية التي هدفت إلى تأسيس منظور وطني شامل.
وقال الريحاني إن العالم المسيحي يثمن مبادرة جلالة الملك من خلال المساهمة في ترميم القبر المقدس في القدس الشريف الذي يعد أقدس مكان ديني وتاريخي للمسيحيين، مقدرا دور جلالته في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقالت خلود الخطاطبة، في كلمتها، إن أبناء وبنات محافظة عجلون يقدرون لجلالة الملك مساعيه الدائمة للارتقاء بالدور الأردني ودور المواطن وتحسين ظروفه الاقتصادية، ويعاهدون جلالته أن يبقوا الجند الأوفياء للأردن وقيادته الهاشمية. ولفتت إلى دعم ورعاية جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله لقضايا المرأة وحرصهما على تحسين واقعها وتمكينها من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، ما مكنها من الوصول إلى مواقع قيادية.
وعن مطالب المحافظة، أشارت الخطاطبة إلى أن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ذكورا وإناثا في عجلون يتطلب من الحكومة إقامة مشاريع تنموية تتناسب وواقع المحافظة السياحي والجمالي بهدف تحسين الواقع المعيشي لأهلها وتخفيض أرقام البطالة والفقر.
وفي كلمة باسم القطاع الشبابي والرياضي، عبر مازن المومني عن تقديره لجلالة الملك على دعمه ورعايته للشباب، من خلال إنشاء المراكز الشبابية النموذجية، وإيجاد مقرات للأندية الرياضية والهيئات الشبابية، وإقامة الملاعب الخماسية، وتأمين هذه المؤسسات بالحافلات. وقال إن الشباب يسيرون وفق رؤية جلالة الملك في تحويل التحديات إلى فرص وإصرار على مواصلة مسيرة التقدم والازدهار، مشيرا إلى أنه من أولى أولوياتهم الوقوف في وجه الإرهاب والفكر المتطرف، وبناء المجتمع ودفع عجلة التنمية. وعرض المومني عددا من المطالب والتي شملت تطوير المجمع الرياضي إلى مدينة رياضية، وتعزيز مناطق المحافظة بالملاعب والصالات الرياضية، وتوفير الدعم للأندية والمؤسسات الشبابية.
وطالب النائب أحمد الفريحات بإعادة تنفيذ الطريق الملوكي الرابط بين العاصمة عمان وعجلون، وبناء جامعة حكومية في المحافظة. وأشاد محمد عليوة بجهود جلالة الملك في تأمين العيش الكريم للأردنيين، وتأمين مستقبل أفضل لهم، مضيفا أن الأردنيين جميعا يقفون خلف قيادة جلالة الملك في الدفاع عن الأردن.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، ووزير المياه والري، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومدير الأمن العام.
وكان جلالة الملك استهل زيارته إلى محافظة عجلون بتدشين مشروع سد كفرنجه، الذي أنشئ بسعة 8ر7 مليون متر مكعب وبكلفة تقدر بـ 29 مليون دينار بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية، ضمن المنحة الخليجية للأردن. واستمع جلالته إلى ايجاز قدمه وزير المياه والري المهندس حازم الناصر عن أهمية السد الذي يهدف إلى تعزيز المصادر المائية المتوفرة في وادي كفرنجة لغايات الري والشرب وتنمية البيئة المحيطة والمساهمة في درء خطر الفيضانات، إضافة إلى دعم القطاع الزراعي في المحافظة والمناطق المحيطة. وحضر حفل التدشين سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة، بلال ربيع البدور، ومدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، محمد سيف السويدي. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا" قال مدير مشروع السد، المهندس فيصل الغادي إن إنشاء السد جاء لزيادة المخزون المائي في السدود بالمملكة، إضافة إلى مساهمته في تنمية المنطقة لما يشكله من وجهة سياحية للمتنزهين، لافتا إلى مساهمته في تشغيل أبناء المنطقة أثناء فترة التنفيذ. ولفت إلى أن هناك دراسة لإنشاء محطة لمعالجة مياه الشرب من السد، بحيث سيتم معالجة نصف ما يحتويه من مياه ليستفيد منها أهالي المحافظة، فيما يخصص النصف الآخر لغايات الري في منطقة الأغوار. وفي منطقة الجنيد، وضع جلالة الملك حجر الأساس لمشروع مصنع ألبسة الأزياء التقليدية، فرع الجنيد، الذي سيوفر في مرحلته الأولى نحو 700 فرصة عمل لبنات المحافظة. واستمع جلالته إلى شرح من وزير العمل علي الغزاوي عن المشروع الاستثماري، الذي يقام على مساحة 6 ألاف متر مربع بكلفة 2 مليون دينار.
وقال المدير الإداري لشركة الألبسة التقليدية، هيثم طراد، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن المصنع سيتم تشغيله وإدارته واستثماره من قبل الشركة بموجب اتفاقية مع وزارة العمل، حيث من المتوقع أن يوفر في مرحلته الثانية حوالي 250 إلى 300 فرصة عمل إضافية.
وفي إطار حرص جلالته على تلمس احتياجات المواطنين في شتى مواقعهم، زار جلالة الملك منزل أسرة عفيفة، وتفقد أحوال العائلة المكونة من سبعة أفراد، بينهم اثنان من الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يعاني الوالدان من أمراض مزمنة. ووجه جلالة الملك المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين الظروف المعيشية لهذه الأسرة، وتوفير العلاج اللازم لأفرادها، وصيانة وتوسعة المنزل الذي يقطنون فيه.