من تكبر على الناس ذل

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/05 الساعة 15:31
الحمد لله الخالق البارئ المصور العزيز العلي المتكبر، الجبار الذي كل جبار له ذليل خاضع، وكل متكبر في جناب عزه مسكين متواضع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القهار الذي لايدفعه عن مراده دافع ،الغني الذي ليس له شريك في الملك ولا منازع. ذرة كبر تدخل صاحبها النار فما بالك في الذي عندما تريد ان تصافحه وتسلم عليه وترحب به وعندما تمد يدك اليه يمدها بتثاقل وعندما يصافحك تشعر بانه يعاني من هشاشة عظام لانه مد يده دون ان يصافح كالرجال.. يداه مرتخيتان الى اقصى درجة وتنظر الى وجهه تجده مرتفعا مشمئزا.. يا اخي دعك من الكبر فما انت الا انسان ضعيف الله اعطاك الجاه والرزق ويستطيع ان ينزعهم منك بـ"كن فيكون"، واتساءل هل لو كان من سلم عليه مديره في العمل او معالي وزير او عالم لاني لا افضل كلمة دكتور فليس كل دكتور عالم ومع ذلك ساكتبها او دكتور او ممن اعطاهم الله تعالى الوجاهة والسيادة والمكانة الكبيرة في الدنيا. واستميحكم عذرا بأنني ساجيب اعتقد وقتها ان يرحب به خير ترحيب وتشتد ساعداه ويصاحفه بكلتا يديه وقد يطقطق عظام يديه من حرارة الترحيب به اضف الى ذلك تكرار عزومة عشرات المرات ( جيرة الله ) والكثير الكثير من انواع الاهتمام الذي يقصد به ارضاء العبد لا إرضاء الخالق. وطبعا النوع الاول الذي نسي ان التواضع هو من يرفع من شأن الانسان لكنه اصر الا ان يكون متكبرا على الخلق وعباد الله ،ولكن نقول بأن ماله وجاهه ومنصبه قد اصاباه بالعمى والغرور والتكبر الذي لا يشفع له طبعا. اما المصيبة الاكبر من لا عنده شيئا سوى سرواله الذي يلبسه فلا يعجبه احد ويتغاضى عن السلام ولا يحب ان يتعامل مع عباد الله بل ينظر اليهم نظرة دونية لانه يعتقد بان الله (واستغفر ربي ) قد كسر القالب بعد ان خلقه والعياذ بالله. ولنا في هدي الفاروق مع نفسه وولده أسوة ففي يوم جمع الناس وصعد المنبر وقال إني كنت أجير اً عند بني فلان وكنت أرعى الغنم لبني فلان وتكلم على هذا النحو فلما نزل عاتبه بعض الناس بأن لا داعي لذكر ذلك فقال أعجبتني نفسي فقالت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فأردت أن أذلها ودخل عليه يوماً أحد أحفاده في حلة جديدة وقد تنظف وتطيب وترجل فقام عليه عمر فضربه بالدرة فقالت أمه لم يا أمير المؤمين فقال رأيت أن نفسه أعجبته فأردت أن أذله،و لا يفهم أحبتي أن معنى ذلك مواصلة الإذلال المتواصل للأهل والأولاد إنما هو التوازن والمؤمن بصير.
  • الملك
  • وزير
  • مال
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/05 الساعة 15:31