الأردنيون وتشرين الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 17:42
افي الأول من تشرين الثاني يشعر الأردنيون أنهم دلفوا فصل الشتاء مبكرا ، يدنو الغيم من رؤوس الشجر وتهب الرياح الرطبة فتندى القلوب قبل الشبابيك والمزاريب ، لكن يبقى وجدان الأردنيين مرتبط بالجيش أكثر، ففي الأول من تشرين الثاني يلبس العسكر الزي الشتوي ، تعلو "جرزة " الصوف فوق القمصان الخاكية ، وتلبس الخفارات " الفلدة" و"المعطف" لأن برد الصحاري يتسلل مبكرا ، فقط يومها يقتنع الناس أن الشتاء قادم والخير قادم.
في تشرين الثاني يقصر النهار ويسابق الناس الشمس ، فهي أيام الزيت كما يقول الفلاحين ؛ " أيام الزيت صبّحت مسّيت" ، فتشرين مرتبط بموسم فراط الزيتون ،والبحث عن مونة السنة من "الرصيع " وتنك الزيت التي تخبئ لسنة طويلة .
يرتبط الأردنيون في التشارين بالرحيل والحزن، ففيه غاب وجه وصفي التل ،وغاب حبيب الزيودي الذي نعى حابس المجالي بقصيدته " علامك غبت والدنيا تشارين " فهو غياب المطر في موسمه، وأستشهد فيه الطيار موفق السلطي في معركة السموع أيضا ، ورغم غيم الحزن الذي ملأ السماء ، فقد كان الأردنيون يفرحون في تشرين الثاني كل عام بالحسين بن طلال وميلاده ويحتفون به .
تشرين الثاني والأردنيون قصة من الذكريات من الأرض والشتاء والجيش والشهداء والحسين ووصفي وموفق السلطي والزيتون والزيت ، ويؤمنون أن الخير قادم رغم كل هذا البؤس عندما تزغرد المزاريب وتعلن بدء موسم الفرح.
تشرين الثاني والأردنيون قصة من الذكريات من الأرض والشتاء والجيش والشهداء والحسين ووصفي وموفق السلطي والزيتون والزيت ، ويؤمنون أن الخير قادم رغم كل هذا البؤس عندما تزغرد المزاريب وتعلن بدء موسم الفرح.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 17:42