«عمان الجديدة» و«الباص السريع».. قصة حكومة فقدت بوصلتها
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 10:33
مدار الساعة - نهار ابو الليل - لم يفق الأردنيون بعد من صدمة مشروع الباص السريع، الذي انطلقت فكرته في العام 2009، حتى عاجلهم رئيس الوزراء هاني الملقي بمشروع أضخم هو عمان الجديدة.
وحتى تتضح أكثر تفصيلات "عمان الجديدة"، وليأخذ كل وزير وقته في الحديث عن هذا المشروع، لنتحدث نحن بعجالة عن "سريعنا" الذي كان كالحكومة بطيئاً في كل شيء.
نقول؛ أخيراً افاقت حكومة الملقي وهي تفرك عينيها وتتذكر ان مشروعاً يحمل اسم "الباص السريع" مرّ عليه نحو عقد من الزمان وقد تناثرت قوالب الإسمنت وشيدت جدراناً غير متواصلة على جوانب شوارع امتدادها من مدينة صويلح غرب العاصمة عمان قبل ان تتعثر وتتوقف عند أمتار من صحيفة الرأي ونفق الصحافة.
زاد الطين بلة لأن مسار الباص صار "مجّر حيّة" كما هو معروف عند العرب فاختنقت السيارات والمركبات بمختلف أنواعها وموديلاتها وأشكالها حتى صار القادم من صويلح مروراً بالجامعة الاردنية وانتهاء في قاع المدينة وبالعكس يشعر بالحنق ويتمنى ان تأتي آليات امانة عمان لتجرف كل الذي حدث من تعديل على هذا المسار.
حكومات جاءت وغادرت والمشروع "ميّت" وثار حوله غبار وزوابع من الكلام وصل الى اتهام جهات بالفساد حتى قيل عنه بأنه مشروع وهمي حاله حال مشاريع أعلنت الحكومة عنها ثم صمتت او غابت كتلك مشاريع لم يكتب لها النجاح او النور !
حكومة الملقي وقد بدأت بتحريك عجلة العمل بعد عام على تشكيلها قيل ان وراء هذا الحماس الجهة الفرنسية المممولة للمشروع "الحاضر الغائب"لغاية كتابة هذه السطور حيث ينتظر ان ينتهي العمل به عام ٢٠١٩.
أياً كانت الأسباب وراء هذه الفزعة "الملقية"الا ان المواطن الاردني يئس من كل المشاريع الوطنية التي تبشّر بها الحكومة وبجميع مؤسساتها وهي التي اثقلت عليه برفع الرسوم والاسعار والضرائب وغيرها .
صحيح ان عجلة "الباص السريع" تحركت بعض الشيء من الغرب باتجاه الشرق الا ان المسافة ما تزال طويلة فالعجلة تدور ببطء حالها حال الحكومة المتباطئة في تحريك اي مشروع اقتصادي او وطني يخدم المواطنين وخصوصاً ان مشروع الباص السريع تعلّق عليه الحكومة آمالاً عريضة لحل أزمة من أزمات النقل الخانقة .
ولكن خبراء في هندسة الطرق والنقل والمرور ينظرون بتردد ان هذا المشروع الحيوي لن يحل المشكلة جذرياً لأسباب عديدة منها حُزم المشروع التي ستأخذ وقتاً طويلاً حتى تُنجز والامر الآخر هو التزايد السكاني وتزايد المركبات اضافة الى ان الباص السريع سيكون له توقفات كثيرة .
جميع هذه الأمور وغيرها ستظل تحول دون حركة مرورية سلسة.
اما ما قبل عملية التشغيل فإن المواطن سواء في صويلح وعمان او من هو قادم وعائد الى بيته من جميع أنحاء المملكة ويرى العمل الذي تقوم به امانة عمان حالياً في هذا المشروع والتعديلات والتحويلات التي اجرتها على الطريق الرئيس للمشروع والطرق الفرعية يشعر بالضيق والتأخير ويتحسّب لتأثيرات فصل الشتاء .
ويبقى السؤال : لماذا تعطل المشروع كل هذه السنوات وهل حكومة الملقي قادرة على إنجاز المشروع اذا ما كتب لها البقاء وقد عُرف عنها بأنها حكومة توزيع المناصب و"الاختفاء" لشراء بطارية سيارة فيما المحافظات تئن تحت وقع الفقر بل والموت البطيء.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 10:33