كتالوج التخريب البسيط 1/ 2

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/31 الساعة 00:05
لماذا نستهتر بتصريحات رسمية تتحدث عن مؤامرة على الاردن، ولماذا نُعيد كل اسباب فشلنا وتخلفنا وتقصيرنا الى مؤامرة تُحاك ضدنا بالمقابل، فكل انكسار او هزيمة نعزوه الى مؤامرة وكل فشل قومي نحيله الى نجاح المؤامرة، فهل المؤامرة حاضرة خارج الجغرافيا الاردنية فقط، أوَ ليس قابلا للنقاش في ضوء المنهج السابق ان الاردن شريك في المؤامرة، طالما انه يعيش بمعزل عن المؤامرة، وكل اسباب انتكاساته وخيباته هي من صنع ساسته وحكوماته ؟ على عكس الاخرين الذين تلاحقهم المؤامرة من اول مشروع تعبيد طريق الى وجود لافتة ممنوع المرور على اول طريق التحرير والتحرر المنشود. بمقابل نظرية المؤامرة السائدة والدارجة، ثمة رأي آخر يقول ان ما يحدث لنا هو صناعة ايادينا، بسبب عيوبنا المتأصلة منذ أمد وبفعل الاستكانة الى نظرية المؤامرة ذاتها، والقابل منطقيا، ان سبب ازماتنا هو حاصل جمع النظريتين، فهناك مؤامرة وهناك قصور وتقصير، نعم بيننا مهملون وفاسدون، ولكن هناك كذلك من لا يريد بنا خيراً بل يسعى لأن نتأخر ونتخلف لأن تأخرنا وتخلفنا يخدم مصالحه، وكل فترة تخرج الوثائق الغربية لتوضح كيف أنهم يتآمرون بحق على أعدائهم، والمنطقة العربية – ونحن جزء منها - ظلت لفترة طويلة عدواً للغرب وفى كثير من الأحيان كانت صديقاً يتعامل معه الغرب بحذر. كشفت المخابرات الأمريكية عن وثيقة موجودة على الإنترنت منذ فترة بعنوان “ كتالوج التخريب البسيط “، نقلها الدكتور معتز بالله عبد الفتاح باسقاط على التجربة المصرية، إنه كتالوج عمل أنتجته وكالة الاستخبارات الأمريكية فى سنة 1944 لمخاطبة أنصارها فى داخل أراضى العدو لنصرة أمريكا بتدمير العدو من خلال إجراءات يتخذونها تشل العدو دونما أن تعرضهم للخطر، لأنها تتم دون أن يبدو عليها أنها عمليات تخريب رغماً عن أنها تساعد كثيراً فى تراجع وتأخر وتخلّف مجتمعات الأعداء. طبعاً هذه النصائح وليدة فترتها بحكم أنها كانت موجهة لتدمير دول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها ظلت مفيدة وموضع تطبيق أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى وحلفائه حتى انهار، لكن المثير للتأمل أن الكثير من هذه النصائح هى بالضبط ما نتطوع به نحن كعرب واردنيين بالذات فى الجهاز الإدارى للدولة، لتحقيق أهداف العدو دون أن نكون بالضرورة عملاء له، ولنأخذ عدداً من الأمثلة من هذا الكتالوج المخابراتى : ولنبدأ بسؤال عن : ماذا لو أردت أن تخرّب مؤسسة أو هيئة من داخلها ؟ الجواب : فى أي اجتماعات أو نقاشات، عليك أن تُكثر من الكلام غير المفيد، واطلب الكلمة كلما كان ذلك ممكناً، وأكثر من ذكر القصص والحواديت الشخصية (طبعاً الهدف الواضح هو إضاعة وقت زملائك والمتعاملين مع المؤسسة). بالغ فى التأكيد على أهمية وضرورة وحتمية الالتزام الصارم بالتعليمات واللوائح والقوانين، ولا تسمح أبداً بالطرق المختصرة لتسريع عملية اتخاذ القرارات ( والرسالة الواضحة أن تجعل عمليات الروتين واتخاذ القرارات معقدة على نحو يضيّع الصالح العام من أجل استيفاء أمور شكلية ). افعل كل ما تستطيع كى تستعين بلجان فرعية بهدف الدراسة والتقييم، ثم قم بتعطيل عمل هذه اللجان قدر المستطاع واجعل هذه اللجان كبيرة قدر المستطاع بحيث تكون أكثر من 5 أشخاص، وأن يكون أعضاؤها من خلفيات مختلفة ولا تجمع بينهم اهتمامات مشتركة ( نفس هدف إضاعة وقت المؤسسة وتطفيش المتعاملين معها يتم بطرق مختلفة ).
الدستور
  • الاردن
  • عربية
  • المخابرات
  • إنترنت
  • عرب
  • اردن
  • لب
  • قوانين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/31 الساعة 00:05