’مالوش بالطابق‘.. مدرب بياع خضار!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/30 الساعة 15:40
مدار الساعة - كتب :عبدالحافظ الهروط
توقفت كثيراً في المؤتمر الصحفي الذي دعا اليه اتحاد كرة القدم وهو يقدم المدير الفني جمال ابو عابد لقيادة المنتخب الوطني عندما قام المدير الفني للاتحاد،الخبير التونسي الدكتور بلحسن مالوش بتشخيص امور كثيرة وحتى لا اقول – تشريح الامور- ظل اتحاد اللعبة غائباً عن معالجتها سنين طويلة.
وشعرت لأول مرة بنشوة الى درجة الطرب لأن ما افاض به هذا الخبير هو الذي يتحدث عنه الوسط الرياضي من خبراء واعلاميين وعامة الناس والجماهير المحبة لكرة القدم في حين ازعم ان الاتحاد كان يضع في اذنيه طيناً وعجيناً،ولا ادري لماذا؟
من محاسن الرياضة لأي لعبة انه لا يمكن التسترعليها ، فهي مكشوفة على الارض وشمسها لا تغيب الا بغياب التراجع الفني وغياب النتائج المخيبة، وهذا حال الرياضة الاردنية برمتها وكرة القدم منها.
اضع جانباً كل ما عرضه مالوش بشفافية ومصداقية واقناع، واقول من عندي انه وضع النقاط فوق الحروف وتحتها، ولكن اتناول التعليق على ما كشفه الخبير التونسي بوجود 850 مدرباً اردنياً،وإن لا تهمنا كثرتهم فإن ما يهمنا هو ان يعمل 25 % على الأقل في تدريب الاندية والمنتخبات الوطنية ولما لا يكون عشرة مدربين او 20 يدربون في الخارج طالما هذا العدد الكبير موجود في الاردن؟
اقول هذا ، وهو رأي شخصي، يأتي بعد نحو أكثر من ثلاث سنوات عندما انتقدت الدورات التدريبية في الاردن مع انني من المنحازين الى ان يتولى قيادة فرقنا الكبيرة وفي الصفوف الاخرى من حيث تصنيف الدرجات مدربون اردنيون والسبب أننا لم نتأهل بغيرهم الى أكثر من اللعب في كأس اتحاد آسيا ، وان الفائز في الدوري المحلي ، سيكون بالطبع اردنياً ، سواء كان المدرب من خارج الاردن او وطنياً.
هذا الرأي ومن قبل، ازعج القائمين على الدورات التي يقيمها الاتحاد الاردني بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، ويومها قلت : كل هذا الزخم والكم من الدورات التي تعقد ويشارك بها المدربون الاردنيون لا فائدة منها إن لم تفتح لهم الطريق لتدريب الفرق المحلية والمنتخبات الوطنية، وتؤهل بعضهم لقيادة فرق ومنتخبات عربية.
صحيح ان لدينا كفاءات تدريبية منهم من أخذ الفرصة ولم يوّفق ومنهم من ينتظر، ولكن على الاتحاد ان يتطلع لهذه العملية بمسؤولية واهتمام بحيث يستقطب المميزين من المدربين ويعمل على تسويق من هم ايضاً على كفاءة عالية لتدريب الفرق محلياً وخارجياً، وهو الدور ذاته المطلوب من المدرب في تسويق نفسه ويبحث عن الفرصة او يستثمرها، وكذلك المطلوب من الأندية.
بالتأكيد ان المهنة وأي مهنة، تعتمد على النوعية وليس الكمية، ولو نظرنا الى عدد المدربين مقارنة بعدد الأندية فإنهم أكثر من ثلاثة اضعاف ما اعرفه، وقد يكون هذا العدد الضخم أكثر من هذه النسبة، مع ان عدد الأندية في الاردن يفوق ضعفي الاندية في المملكة العربية السعودية وغيرها من بلدان شقيقة.!!
ليس لدي احصائية بعدد المدربين العاملين مع المنتخبات الوطنية والأندية المحلية، ولكن الكتاب من عنوانه، اذ هذه الأغلبية من هذا الجيش عاطلة او معطلة عن العمل حالها حال نحو 400 الف طلب توظيف في ديوان الخدمة المدنية يحملون الشهادات العلمية ويمضون حياتهم على قارعة الطريق.
لقد اقسم لي مدرب وطني درب فرقاً اردنية كبيرة،بأنه دخل محل بيع خضار فوجد مدرباً وضع شهادة التدريب داخل المحل، وعندما سأله ما الذي دفعك لهذا؟ قال حتى يقول الزبائن إنني حاصل على شهادة تدريب.
ولقد صدق مالوش وهو يعبّر عن انزعاجه من كثرة المدربين، وأخشى ان يتنطع آخرون ويقولون "مالوش بالطابق" !
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/30 الساعة 15:40