راتب المرعي يكتب: تَوْقيعَاتٌ عَلى دَرْبِ العَـالُوك
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 14:58
مدار الساعة - شعر : راتب المرعي الدبوش
(في رحيل حبيب الزيودي)
.......................................
نَـرْثـيـكَ ،
أمْ نَـبـْكيكَ،
أمْ نَقُولُ إذْ تَـغـيْبُ،
يَا حَبيبْ .
يَا نَاثـِرَ الْغِناءِ في الـــدُّروبْ
يا زارعَ الوُرودِ في الأرْواحِ، والْقُلـــ ـوبْ
يا أيـُّها الحَـــ ـرّاثُ في (مَوَارِسِ) الوطَنْ
( أمْسِ العَصِرْ ) ، والّلــهِ ، لاحَ بـَـــ رْقْ
ورَشْرشَتْ (مِــرْهاشَها) سَمَـاؤنا
يَا طِـيـْبـَها !!
كَالمِسْكِ (رِيـــ حَةُ ) الـــ تُّرابْ !
بَينَ اليَـــبَاسْ
و دَفْقَةِ الوَسْمِيّ ، يا الْحَبيبُ ، فَـــ رْقْ .
****
بالّلـهِ، أيـْنَ أنْتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ،أيْنَ أنتَ يا ابْنَ هذهِ التـِّلاعْ؟
يا سَجْـعَــةَ الحَمَامِ في مَفَارِقِ العالُـوكْ
يا هَـجْعَـةَ الـــرُّعْيانِ في شِعَابِ عَجلونْ
يا رَقْصَةَ الأحْبَابِ في مَعانَ و الطفيلةْ
يا فَرْحَةَ الْحَصّادِ إذْ يُعانِقُ السّنابلْ
يا نَشْوةَ الحِنّاءِ في مَفارِقِ الجَديلةْ
بالّلـهِ، أينَ أنتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ، أيـنَ أنتْ ؟ .
****
عَنْ هذهِ الّتي تُحِـبُّها، سَأخْـبُركْ:
فالشّيْخُ سَـرَّهُ المَطَـرْ
والأرْضُ، مِنْ شَوْقٍ بِها تَـزيّـنتْ
لِسِكّةِ الْمِحْراثِ... و (الذّكَـــ ـر ) ْ.
يَا شَوْقَهُ الْبِـذارُ... يَـنْـتَظِرْ !
يا لَهْفَةَ السُّفوحِ لِلّقاءْ !
يا فَرْحَةَ التِّـلاعِ والسّهـولْ !..
وهَاهُمُ الرّفَاقُ، يَا حَبيبْ
قدْ بَـيّـتُوا السُّرى إلى الحُقـولْ
فهلْ يَليقُ في مَواسِمِ البِـذارِ أنْ تغيبْ . !؟
وهل يليقُ بالْبُدورِ في اكْتِمَالِها الْأفُــولْ ؟!
****
يَا أيُّها الحَبيبْ
يَا وَمْضَ جَمْرِ الشّعرِ في حَياتِـنا
يَا ضَوْءَ بَرْقِ الفَنِّ في سَمَاءِ هذه البِلادْ
يَا بُـحّةَ النّاياتِ في مَشَاعِبِ الجبَالْ
يَا أنَّـةَ الْيَـرْغولِ ، و الـرّبـابِ ،
يَا تَصْفـيقَةَ الْقُـلُوبِ و الأكُــــفِّ
في دَبْـكَةِ الشَبابِ في الْأعْراسْ
لِـنَـسْرِنا فِـــ ـــراسْ،
لصايلٍ، وصالحٍ ، وحابسٍ ، و وَصْفــــي .
لِكُلِ مَنْ يعيشُ واقفاً ، يَـموتُ واقفاً
لَمْ تَـرْتَـعِـشْ لَهُ يَــدٌ ،
لَمْ تَـنْـكَسِرْ، والّلـهِ، عَـيْـنُهُ
ولمْ يَـلِـنْ لهُ مِـــ ـــ رَاسْ.
****
يَا أيـُّها الْحَبيبْ
إنْ قَالَ ( بيتُ الشّعرِ ) :
أيْــنَـهُ حَبيبْ ؟
أوْ (تَـلْفَـنَـتْ) صَبِـيّـةُ
قدْ بُـحّ صَوْتـُها ، بِـلَـثْـغَةٍ ، تَقولْ :
سَألْتُ عَنْهُ، (سِنْدِيَانْ)
مَرَرْتُ في الصّباحِ لَمْ أَجـِدْهْ
مَررتُ في الْمَسَاءِ لَمْ أجـِـدْهْ
( تَلْفَـنْتُ) لَمْ أَجـِـدْهْ .
فـأيـْنـَـهُ ؟ فـأيْـنـَـهُ ؟؟.
فَـهَلْ نَقُـولُ : رَاحْ ؟
وَهَلْ نَـقُـولُ : خَانَـهُ الْجَـنَاحْ ؟
وَهَلْ نَقُـولْ :
كَبَا بهِ جَـوَادُهُ في لُجّـةِ الْأمْواجِ والرّيـاحْ ؟..
****
يَا صَاحِبَ الـدُّرَرِ الْفَـرَائِــدْ
يَا نَجْمَةَ السُّمّارِ في لَيْلِ الْحَصَائِـدْ
الضّـادُ بَعْدَكَ أمْحَـلَتْ
وَدَفَاتِـرُ الشُّعَراءِ بَعْدَكَ ( عَـنّسَتْ )
وَ (تَـفَـرْنـَجَتْ) مِنْ فَـرْطِ عُـجْمَـتِها الْقَصَائِـدْ
وَغَدا صَهيـلُ الشِّـعْرِ أشْبـَهَ بِالْـبُـكُـاءْ .
****
قُمْ يا سَليلَ الأرضِ ، وَاسْكُبْ
زَيْـتـَكَ الْـوَضّـاءِ (جُـوداً ) ، إِثْـرَ (جـُــــوْدْ ) .
وَانْـثُـرْ خَميرةَ رُوحِكَ الْـوَلْهى عَلى
كُـلِّ الْمَحَابرِ ، والدّفَـاتـرِ ،
وَالْقَصَائدِ والـغِناءْ .
هَذا ( شَلِيلُ ) الْأرْضِ مَفْتُوحٌ عَلَى عَيْنِ السّماءْ
فَاجْعَلْ نُجُومَ الّليْلِ في الصّحراءِ شَاهِدَةً على وَطَنٍ،
يُسَيـّجُهُ النّشَامَى بِالْمَحَـبّـةِ والفِـداءْ .
راتب المرعي الدبوش
يـرقا / السلط 2012
هوامش القصيدة :
1 - المَوارس : جمع مارس . وهي لفظة شعبية أردنية تعني القطعة المستطيلة من الأرض الزراعية .
2 - المِرْهَاش : لفظة شعبية أردنية ، يستعملها الفلاحون للدلالة على المطر ينهمر سريعا وغزيرا لمدة لا تتجاوز نصف ساعة .
3 - ريحة التراب : رائحته.
4 - الوسميّ : وصف للمطر يسقط في بداية موسم الشتاء، حيث يباشر الفلاحون بعده زراعة الأرض بالحبوب.
5 - سكة المحراث : هي القطعة المعدنية المدببة التي تغوص في الأرض عند الحرث.
6 - الذّكَر: هو الجزء الأسفل من المحراث البلدي، يدخل في عروة السكة؛ لتثبيتها.
7 - فراس ، وصايل ، وصالح ، وحابس ، ووصفي هم نخبة من رجالات الأردن الذين قدموا أروع الأمثلة في الدفاع عن كرامة الوطن . وهم على التوالي : فراس العجلوني ، وصايل الشهوان، وصالح الشويعر، وحابس المجالي ، ووصفي التل.
8 - بيت الشعر : مرفق ثقافي تابع لأمانة عمان ، أداره حبيب فترة من الزمن.
9 - تلفنت : أجرت اتصالا تليفونيا .
10 - سنديان : اسم البرنامج الإذاعي الذي كان حبيب الزيودي يعده ويقدمه في الإذاعة الأردنية.
11 - عنّست : أصبحت عانس .
12 - تفرنجت : أصبحت إفرنجية غريبة ، لا فصاحة فيها.
13 – الجُـود : قربة صغيرة من جلد صغير الماعز ، تملأ بماء الشرب ، يحملها الفارس، والمزارع والمسافر ، وقد تستعمل لحفظ الزيت.
15 - الشليل : الجزء الأمامي السفلي من الثوب العربي، و(فَتْحُ الشليل) في الثقافة الشعبية الأردنية هو كناية عن الاستعداد لجردة الحساب . فإذا قال أحدهم لآخر : (هذا شليلي مفتوح) ، قصد أنه مستعد لوضع كل الأمور تحت مجهر النقد والحساب . ولا يقول ذلك أحد إلا إذا كان واثقا من نفسه وما صدر عنه من فعل وقول .
(في رحيل حبيب الزيودي)
.......................................
نَـرْثـيـكَ ،
أمْ نَـبـْكيكَ،
أمْ نَقُولُ إذْ تَـغـيْبُ،
يَا حَبيبْ .
يَا نَاثـِرَ الْغِناءِ في الـــدُّروبْ
يا زارعَ الوُرودِ في الأرْواحِ، والْقُلـــ ـوبْ
يا أيـُّها الحَـــ ـرّاثُ في (مَوَارِسِ) الوطَنْ
( أمْسِ العَصِرْ ) ، والّلــهِ ، لاحَ بـَـــ رْقْ
ورَشْرشَتْ (مِــرْهاشَها) سَمَـاؤنا
يَا طِـيـْبـَها !!
كَالمِسْكِ (رِيـــ حَةُ ) الـــ تُّرابْ !
بَينَ اليَـــبَاسْ
و دَفْقَةِ الوَسْمِيّ ، يا الْحَبيبُ ، فَـــ رْقْ .
****
بالّلـهِ، أيـْنَ أنْتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ،أيْنَ أنتَ يا ابْنَ هذهِ التـِّلاعْ؟
يا سَجْـعَــةَ الحَمَامِ في مَفَارِقِ العالُـوكْ
يا هَـجْعَـةَ الـــرُّعْيانِ في شِعَابِ عَجلونْ
يا رَقْصَةَ الأحْبَابِ في مَعانَ و الطفيلةْ
يا فَرْحَةَ الْحَصّادِ إذْ يُعانِقُ السّنابلْ
يا نَشْوةَ الحِنّاءِ في مَفارِقِ الجَديلةْ
بالّلـهِ، أينَ أنتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ، أيـنَ أنتْ ؟ .
****
عَنْ هذهِ الّتي تُحِـبُّها، سَأخْـبُركْ:
فالشّيْخُ سَـرَّهُ المَطَـرْ
والأرْضُ، مِنْ شَوْقٍ بِها تَـزيّـنتْ
لِسِكّةِ الْمِحْراثِ... و (الذّكَـــ ـر ) ْ.
يَا شَوْقَهُ الْبِـذارُ... يَـنْـتَظِرْ !
يا لَهْفَةَ السُّفوحِ لِلّقاءْ !
يا فَرْحَةَ التِّـلاعِ والسّهـولْ !..
وهَاهُمُ الرّفَاقُ، يَا حَبيبْ
قدْ بَـيّـتُوا السُّرى إلى الحُقـولْ
فهلْ يَليقُ في مَواسِمِ البِـذارِ أنْ تغيبْ . !؟
وهل يليقُ بالْبُدورِ في اكْتِمَالِها الْأفُــولْ ؟!
****
يَا أيُّها الحَبيبْ
يَا وَمْضَ جَمْرِ الشّعرِ في حَياتِـنا
يَا ضَوْءَ بَرْقِ الفَنِّ في سَمَاءِ هذه البِلادْ
يَا بُـحّةَ النّاياتِ في مَشَاعِبِ الجبَالْ
يَا أنَّـةَ الْيَـرْغولِ ، و الـرّبـابِ ،
يَا تَصْفـيقَةَ الْقُـلُوبِ و الأكُــــفِّ
في دَبْـكَةِ الشَبابِ في الْأعْراسْ
لِـنَـسْرِنا فِـــ ـــراسْ،
لصايلٍ، وصالحٍ ، وحابسٍ ، و وَصْفــــي .
لِكُلِ مَنْ يعيشُ واقفاً ، يَـموتُ واقفاً
لَمْ تَـرْتَـعِـشْ لَهُ يَــدٌ ،
لَمْ تَـنْـكَسِرْ، والّلـهِ، عَـيْـنُهُ
ولمْ يَـلِـنْ لهُ مِـــ ـــ رَاسْ.
****
يَا أيـُّها الْحَبيبْ
إنْ قَالَ ( بيتُ الشّعرِ ) :
أيْــنَـهُ حَبيبْ ؟
أوْ (تَـلْفَـنَـتْ) صَبِـيّـةُ
قدْ بُـحّ صَوْتـُها ، بِـلَـثْـغَةٍ ، تَقولْ :
سَألْتُ عَنْهُ، (سِنْدِيَانْ)
مَرَرْتُ في الصّباحِ لَمْ أَجـِدْهْ
مَررتُ في الْمَسَاءِ لَمْ أجـِـدْهْ
( تَلْفَـنْتُ) لَمْ أَجـِـدْهْ .
فـأيـْنـَـهُ ؟ فـأيْـنـَـهُ ؟؟.
فَـهَلْ نَقُـولُ : رَاحْ ؟
وَهَلْ نَـقُـولُ : خَانَـهُ الْجَـنَاحْ ؟
وَهَلْ نَقُـولْ :
كَبَا بهِ جَـوَادُهُ في لُجّـةِ الْأمْواجِ والرّيـاحْ ؟..
****
يَا صَاحِبَ الـدُّرَرِ الْفَـرَائِــدْ
يَا نَجْمَةَ السُّمّارِ في لَيْلِ الْحَصَائِـدْ
الضّـادُ بَعْدَكَ أمْحَـلَتْ
وَدَفَاتِـرُ الشُّعَراءِ بَعْدَكَ ( عَـنّسَتْ )
وَ (تَـفَـرْنـَجَتْ) مِنْ فَـرْطِ عُـجْمَـتِها الْقَصَائِـدْ
وَغَدا صَهيـلُ الشِّـعْرِ أشْبـَهَ بِالْـبُـكُـاءْ .
****
قُمْ يا سَليلَ الأرضِ ، وَاسْكُبْ
زَيْـتـَكَ الْـوَضّـاءِ (جُـوداً ) ، إِثْـرَ (جـُــــوْدْ ) .
وَانْـثُـرْ خَميرةَ رُوحِكَ الْـوَلْهى عَلى
كُـلِّ الْمَحَابرِ ، والدّفَـاتـرِ ،
وَالْقَصَائدِ والـغِناءْ .
هَذا ( شَلِيلُ ) الْأرْضِ مَفْتُوحٌ عَلَى عَيْنِ السّماءْ
فَاجْعَلْ نُجُومَ الّليْلِ في الصّحراءِ شَاهِدَةً على وَطَنٍ،
يُسَيـّجُهُ النّشَامَى بِالْمَحَـبّـةِ والفِـداءْ .
راتب المرعي الدبوش
يـرقا / السلط 2012
هوامش القصيدة :
1 - المَوارس : جمع مارس . وهي لفظة شعبية أردنية تعني القطعة المستطيلة من الأرض الزراعية .
2 - المِرْهَاش : لفظة شعبية أردنية ، يستعملها الفلاحون للدلالة على المطر ينهمر سريعا وغزيرا لمدة لا تتجاوز نصف ساعة .
3 - ريحة التراب : رائحته.
4 - الوسميّ : وصف للمطر يسقط في بداية موسم الشتاء، حيث يباشر الفلاحون بعده زراعة الأرض بالحبوب.
5 - سكة المحراث : هي القطعة المعدنية المدببة التي تغوص في الأرض عند الحرث.
6 - الذّكَر: هو الجزء الأسفل من المحراث البلدي، يدخل في عروة السكة؛ لتثبيتها.
7 - فراس ، وصايل ، وصالح ، وحابس ، ووصفي هم نخبة من رجالات الأردن الذين قدموا أروع الأمثلة في الدفاع عن كرامة الوطن . وهم على التوالي : فراس العجلوني ، وصايل الشهوان، وصالح الشويعر، وحابس المجالي ، ووصفي التل.
8 - بيت الشعر : مرفق ثقافي تابع لأمانة عمان ، أداره حبيب فترة من الزمن.
9 - تلفنت : أجرت اتصالا تليفونيا .
10 - سنديان : اسم البرنامج الإذاعي الذي كان حبيب الزيودي يعده ويقدمه في الإذاعة الأردنية.
11 - عنّست : أصبحت عانس .
12 - تفرنجت : أصبحت إفرنجية غريبة ، لا فصاحة فيها.
13 – الجُـود : قربة صغيرة من جلد صغير الماعز ، تملأ بماء الشرب ، يحملها الفارس، والمزارع والمسافر ، وقد تستعمل لحفظ الزيت.
15 - الشليل : الجزء الأمامي السفلي من الثوب العربي، و(فَتْحُ الشليل) في الثقافة الشعبية الأردنية هو كناية عن الاستعداد لجردة الحساب . فإذا قال أحدهم لآخر : (هذا شليلي مفتوح) ، قصد أنه مستعد لوضع كل الأمور تحت مجهر النقد والحساب . ولا يقول ذلك أحد إلا إذا كان واثقا من نفسه وما صدر عنه من فعل وقول .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 14:58