دراسة: 7.2 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 12:50
عدد مستخدمي مختلف شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن يقدر بحوالي 2ر7 مليون، وأكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداما في الأردن هي "فيسبوك، انستغرام، سنابشات، تويتر، ولينكد" مدار الساعة - تتفاوت الآراء حول التأثير الايجابي والسلبي الذي تحدثه مواقع التواصل الاجتماعي على اللغة العربية، إذ يستخدم البعض اللغة الفصحى فيما السائد بين الشباب من يدخل مصطلحات أجنبية واحيانا الكتابة باللهجات المحلية الامر الذي يضعف اللغة. وأمام هذا الواقع يدعو خبراء الى تحفيز الجميع وبالذات الطلبة على فتح صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تعزز من دور اللغة العربية وتفتح المجال لهم للإبداع والابتكار. ويبين أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية المفتوحة الدكتور بشار شريف، أن واقع اللغة العربية بين أوساط المجتمع، ولا سيما فئة الشباب "يعد بائساً على مختلف المستويات (قراءة وكتابة ومحادثة)، عازيا ذلك لعدة أسباب، أبرزها فقدان الشعور لدى العديد من الشباب بأن اللغة العربية تشكل هوية له، حيث لا يشعر بانتمائه الحقيقي لها، إضافة إلى الاعتقاد بصعوبة اللغة العربية وعدم حاجتهم المباشرة لها، وظنهم بعدم أهميتها في حياتهم العملية، بالإضافة إلى أسلوب التدريس الذي ينتهجه بعض معلمي اللغة العربية، والذين بدورهم يتعاملون مع الإعراب وكأنه (غاية) وليس (وسيلة)، الأمر الذي يزيد من الفجوة بين الشباب واللغة العربية. ويؤكد أهمية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز هوية اللغة العربية شريطة أن ترتبط بما يستهويه الشباب في الوقت الحاضر، واستغلال حرص الفرد للتعبير عن ذاته ودفعه لتعزيز لغته العربية، مع ضرورة نشر عبارات مختصرة عبر مختلف الوسائل المتاحة لتكريس السمات العامة للغة العربية وتعزيزها. وتشير دراسة عالمية نشرت حديثا الى أن عدد مستخدمي مختلف شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن يقدر بحوالي 2ر7 مليون، وأكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداما في الأردن هي "فيسبوك، انستغرام، سنابشات، تويتر، ولينكد"، ويمكن لهؤلاء ان يتواصلوا مع الملايين في العالم. ويشدد الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي رائد سمور، على أهمية تواجد اللغة العربية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا أن اللغة العربية مرت بالعديد من الظروف المختلفة منذ عصر الطباعة ومروراً بالإعلام التقليدي والسينما والدراما والإعلانات وغيرها، حيث دخلت العديد من المصطلحات الغربية عليها، إلا أن التأثير الذي أحدثته هذه المتغيرات لا يقارن بحجم التأثير السلبي الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر على اللغة العربية وهويتها. وبين أن نمط المجتمع كان يمكن تغييره في الماضي خلال مدة لا تقل عن 20 سنة، في حين تستطيع مواقع التواصل الاجتماعي إحداث هذا التأثير في مدة لا تتجاوز خمس سنوات، الأمر الذي يؤكد طبيعة التأثير الذي أحدثته هذه المواقع بصفة عامة. ويشير إلى أنه بالرغم من التأثير الإيجابي "المحدود" الذي أحدثته هذه المواقع في تحفيز القراءة والكتابة لدى المستخدم العربي، إلا أنه أصبحنا نلحظ الكم الكبير من الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية، نتيجة دخول "لغة هجينة" بين العامية والفصحى والأيقونات والرموز التعبيرية، ما يعكس عدم توقير اللغة العربية والاعتزاز بها لدى مستخدميها. ويلفت سمور إلى أن أخطر ما يواجه اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي هو استخدام لغة "الأرابيزي" والتي تعني كتابة العربية باستخدام الحروف والرموز الإنجليزية، حيث يمكن ملاحظة ذلك من خلال متابعة المحتوى اللغوي الموجود على هذه المواقع، مبيناً في الوقت نفسه أن الحل يكمن في إضافة منهاج دراسي يعنى بتدريس أبنائنا "لغة التواصل الاجتماعي" باللغة العربية، حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من زيادة مخزونها اللغوي من جهة، ومواكبة مختلف التطورات والتعامل معها بلغة عربية صحيحة بوجه عام. ويصف عضو مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور عبدالمجيد نصير، واقع اللغة العربية بأنه "سيئ للغاية"، وذلك لعدة أسباب تتحدد في الجهل العام الذي يعاني منه مختلف الأفراد في اللغة العربية بصورة عامة، إضافة إلى الإصرار على الجهل وعدم التعلم لتصحيح اللغة المستخدمة، مبيناً أن مجمع اللغة العربية هو الجهة المنوط بها النهوض باللغة العربية والتصدي لمختلف الأخطاء التي تصيب اللغة، إلا أنها لا تستطيع مواجهة الكم الهائل من هذه الأخطاء لوحدها، بالرغم من العديد من الحملات والمتابعات والبرامج التي تقوم بها، وتأكيدها المستمر على احترام قانون حماية اللغة العربية الذي صدر منذ أكثر من عامين. ويلفت نصير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بنشر الجهل باللغة العربية وحببته لدى المستخدمين الشباب، وهذا ما يمكن ملاحظته عبر جولة بسيطة في مضمون ما يكتبه ويتناقله ويتابعه الأفراد في هذه المواقع، ما يعكس حجم الإساءة للغة العربية وعدم احترامها من قبل مختلف الفئات الاجتماعية ولاسيما المتعلمة منها، الأمر الذي يؤكد ضرورة عقد سلسلة من المحاضرات والدورات وورش العمل التي تعنى بتصحيح مختلف الأخطاء اللغوية، وذلك للنهوض باللغة العربية لمختلف الفئات بوجه عام. ويختتم نصير حديثه بضرورة تشجيع نوادي اللغة العربية في المدارس، وتحفيز الطلبة لفتح صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعزز هوية اللغة العربية، وحث الشباب واستنهاض هممهم لحماية اللغة العربية من الاستعمال السيئ للغة الذي يقع فيه الجميع. بترا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 12:50