هدنة مع السوشال ميديا أم حوار داخلي؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 00:04
لا يمكن رصد أو تحليل أو معرفة الآلية التي تم فيها اختيار مجموعة نشطاء على السوشال ميديا لحوار مع وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، فهناك 4 مليون حساب للاردنيين على الفيس بوك و400 الف حساب فاعل على تويتر والعدد يقل على موقعي انغسترام وسناب شات، لكن المحصلة النهائية للتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي تصل الى قرابة الـ 5 ملايين حساب وتحتل الاردن المرتبة الاولى عالميا في هذا المجال قياسا بعدد السكان، فنحن شعب يمارس النميمة باوسع اشكالها سواء الافتراضية او الواقعية، واذا اردت معرفة ما يجري في الاوساط السياسية فتابع العشوات والولائم لتعرف ما يحدث .
الانفتاح الرسمي محمود وواجب وهو ليس منّة او امتياز، فالاصل هو حق الجمهور في المعرفة، ولكن الانتقائية هي محط الانتقاد، فالاحزاب الاردنية المرخصة والفاعلة لم تحظ بلقاء حتى اللحظة من الحكومة رغم ما تمور به اللحظة الوطنية من احداث، وكذلك اتحادات العمال والنقابات المهنية، صحيح ان النشطاء يمتلكون اتباعا ربما يفوقون عدد اتباع حزب كبير، لكن الاثر والتاثير والديمومة لا تتحقق من النشطاء وتكوين الصورة الذهنية لا يحققها ناشط، مهما بلغ حجم انتشار صفحته، كذلك لا يمكن قياس التغذية الراجعة من هكذا لقاء يمكن ببساطة حسب المألوف الاردني الطعن بحضوره ووصفهم بكل التهم الطازجة والمعلبة مثل التسحيج، وانهم الفريق الخاص للقوات الالكترونية المجوقلة .
الخوض في مضمون اللقاء اكثر صعوبة من الخوض في ادواته وآلية تحضير هذه الادوات، فالحديث عن العاصمة الجديدة بقي سرّا نوويا غير مكشوف عنه الحجاب لا مكان العاصمة السرية ولا توقيت بدايتها، الا غمزة سريعة تشير الى ان التحضيرات تحتاج الى شهرين، أي ما بعد اقرار البرلمان للموازنة . وقد هاتف كاتب المقال ثلاثة مسؤولين عاملين منهم اثنان يعملان في وزارتين مسؤولتين عن هذا الامر فكانت اجابتهما، بانهما لا يعرفان شيئا عن الموضوع.
السوشال ميديا مهمة والتفاعل معها مهم ولكن لإحداث تغيير يومي او رفع لحظي لشعبية قرار ما، لكنها ليست اداة فاعلة لبناء رأي، فهي مثل الكثبان الرملية متحركة دون بوصلة او منطق، ومن تدعوه اليوم سيكون راضيا ومن تم تشفير حضوره فهو غاضب ورافض، وقرار بحجم عاصمة جديدة يحتاج الى بناء وطني عام وتحضير راي عام قابل وقانع، وليس الى ومضة رضى تتحقق من خلال شركة علاقات عامة تمتلك بعض شطارة، وليس من خلال وزير عامل، لم يقدم اي معلومة عن العاصمة الجديدة ورفع نسبة الريبة اكثر من تحشيد الرأي العام لها، فكل مخرجات اللقاء بمثابة مرافعة شخصية عن تصريحات وقرارات سابقة .
التواصل مع الرأي العام عبر السوشال ميديا يحتاج اولا الى حكومة الكترونية فاعلة وحاضرة، وهذا غير متوفر للاسف، فالمعاملات ورقية جدا، والمراجعين بالطوابير على منافذ دوائر ومؤسسات الخدمة، فنحن ما زلنا نتعامل بطريقة “ الانالوج “ ونحاور على طريقة الديجتال ولذلك ستكون المخرجات للحوار والتواصل مشروخة ومخالفة للمنطق، فنحن نضع جزرا في الخلاط لكي ننتج عصير البرتقال، فما زال نظام العلاقات العامة هو الفاعل والمُستخدم مما يشي باننا حتى اللحظة لم ندرك حجم الازمة ولم نعرف حدودها وهنا مكمن الخطر .
الدستور
الانفتاح الرسمي محمود وواجب وهو ليس منّة او امتياز، فالاصل هو حق الجمهور في المعرفة، ولكن الانتقائية هي محط الانتقاد، فالاحزاب الاردنية المرخصة والفاعلة لم تحظ بلقاء حتى اللحظة من الحكومة رغم ما تمور به اللحظة الوطنية من احداث، وكذلك اتحادات العمال والنقابات المهنية، صحيح ان النشطاء يمتلكون اتباعا ربما يفوقون عدد اتباع حزب كبير، لكن الاثر والتاثير والديمومة لا تتحقق من النشطاء وتكوين الصورة الذهنية لا يحققها ناشط، مهما بلغ حجم انتشار صفحته، كذلك لا يمكن قياس التغذية الراجعة من هكذا لقاء يمكن ببساطة حسب المألوف الاردني الطعن بحضوره ووصفهم بكل التهم الطازجة والمعلبة مثل التسحيج، وانهم الفريق الخاص للقوات الالكترونية المجوقلة .
الخوض في مضمون اللقاء اكثر صعوبة من الخوض في ادواته وآلية تحضير هذه الادوات، فالحديث عن العاصمة الجديدة بقي سرّا نوويا غير مكشوف عنه الحجاب لا مكان العاصمة السرية ولا توقيت بدايتها، الا غمزة سريعة تشير الى ان التحضيرات تحتاج الى شهرين، أي ما بعد اقرار البرلمان للموازنة . وقد هاتف كاتب المقال ثلاثة مسؤولين عاملين منهم اثنان يعملان في وزارتين مسؤولتين عن هذا الامر فكانت اجابتهما، بانهما لا يعرفان شيئا عن الموضوع.
السوشال ميديا مهمة والتفاعل معها مهم ولكن لإحداث تغيير يومي او رفع لحظي لشعبية قرار ما، لكنها ليست اداة فاعلة لبناء رأي، فهي مثل الكثبان الرملية متحركة دون بوصلة او منطق، ومن تدعوه اليوم سيكون راضيا ومن تم تشفير حضوره فهو غاضب ورافض، وقرار بحجم عاصمة جديدة يحتاج الى بناء وطني عام وتحضير راي عام قابل وقانع، وليس الى ومضة رضى تتحقق من خلال شركة علاقات عامة تمتلك بعض شطارة، وليس من خلال وزير عامل، لم يقدم اي معلومة عن العاصمة الجديدة ورفع نسبة الريبة اكثر من تحشيد الرأي العام لها، فكل مخرجات اللقاء بمثابة مرافعة شخصية عن تصريحات وقرارات سابقة .
التواصل مع الرأي العام عبر السوشال ميديا يحتاج اولا الى حكومة الكترونية فاعلة وحاضرة، وهذا غير متوفر للاسف، فالمعاملات ورقية جدا، والمراجعين بالطوابير على منافذ دوائر ومؤسسات الخدمة، فنحن ما زلنا نتعامل بطريقة “ الانالوج “ ونحاور على طريقة الديجتال ولذلك ستكون المخرجات للحوار والتواصل مشروخة ومخالفة للمنطق، فنحن نضع جزرا في الخلاط لكي ننتج عصير البرتقال، فما زال نظام العلاقات العامة هو الفاعل والمُستخدم مما يشي باننا حتى اللحظة لم ندرك حجم الازمة ولم نعرف حدودها وهنا مكمن الخطر .
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/29 الساعة 00:04