الحباشنة يكتب عن حبيب: عرار والزيودي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/26 الساعة 20:41
بقلم: فارس الحباشنة الشعراء تفضحهم قصائدهم، حبيب الزيودي رحل غاضباً. وأكثر ما بدا عليه أنه استسلم لالعاب الموت قبل ميعاده، لم يكمل المواجهة، ولربما هو الشاعر عندما يكمل رحلة العمر في قصيدة. ويختار أرضاً أخرى ليكمل عليها معركته. ارضا يستنسخ منها صورا اخرى للحب والفروسية والوطن والاهل والعشيرة والتراب والظلم والقهر والفقر الملعون، وليبث في ارض يباب حياة وروحاً من خيال. ولم يدرِ حبيب الزيودي ان برحيله قد مات الشعر. رحل وترك لنا لذة معتقة في اشعار خالدة، اشعار مركزة بروح وخلاصة ومذاق اردني بحت وخالص. لربما مذاق قصائد حبيب الزيودي لا تجده عند شاعر اردني ما عداك عن مصطفي وهبي التل "عرار". وغالبا، لا تمر من عند قصائده دون حفظها و تخزينها في الذاكرة ودون ان تترك تجربة في لذة تلقيها. عاش حبيب الزيودي من اجل الشعر، لربما هي رسالته الناقصة دوما، ومن الفشل صنع طريقا لمتعة جديدة في كتابة الشعر، رسم من الاردن صوراً جميلة في الشعر، وطقوس الغواية جعلته يرسم وطنا من شعر. وليس من الصدفة أن يتجدد كل عام الاحتفال برحيل حبيب الزيودي. شخصية ادبية وفكرية فذة واستثنائية في التاريخ الاردني وفي سجل الثقافة العربية، ولا بد أن ننحني أمام نعش ذكرى رحيله وهي تدخل الاردن تاريخ العالم والانسانية بالادب والشعر والثقافة والفكر . على كل الأحوال ان قلبت كتب تاريخ الادب والنقد، فلن تعثر الا على اسمين اردنيين عرار والزيودي، وهما من عيون الشعر العربي، ولكن اردننيتهما حرمتهما أن يكونا نجوما للشعر العربي، فهذا هو قدر الاردني المبدع.. و السلام . ولكنهما بقدرة عجز السياسي و السلطوي وفشلهما التحقا ليكونا طيفا لاسطورة وطن وهوية تقاوم المحو والاندثار.
  • اردن
  • الاردن
  • ثقافة
  • عربية
  • عرب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/26 الساعة 20:41