في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أم تغلي مياهاً لإيهام أطفالها انها تعد لهم طعاما

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/25 الساعة 00:17


مدار الساعة - في محاولة للتحايل على أطفالها الجائعين، تغلي منال قدراً مملوءاً بالمياه على النار، موهمة إياهم أنها تعد طعاماً لا تقوى على توفيره، على غرار عائلات كثيرة تعجز عن تأمين قوتها في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

ويعاني أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة من سوء تغذية حاد، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام منذ العام 2013. ورغم سريان اتفاق لخفض التوتر في المنطقة وتوقف الأعمال القتالية، لكن ذلك لم ينسحب تحسناً لناحية إدخال المساعدات الإنسانية.

وتقول منال التي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في منزل متواضع في مدينة حمورية في الغوطة الشرقية لوكالة فرانس برس بتأثر شديد "أملأ قدراً كبيراً بالمياه لأوهم أبنائي أنني أطهو الطعام لهم الى أن يناموا بعدما ينهكهم الانتظار".

وتوضح فيما تغرورق عيناها بالدموع "خلال ثلاثة أيام لم يأكلوا سوى الخبز"، مضيفة "أتمنى أن أتذوق كوباً من الشاي وأشارك به أطفالي. لم نحتس الشاي منذ أسابيع عديدة".

وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات منطقة الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية، ما أحدث نقصاً كبيراً في الأدوية والمواد الغذائية، عدا عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني في حال توفرها. كما تسبب الحصار بنقص الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه نظيفة ومحروقات.

ولا يقوى أبو عزام (38 عاماً)، زوج منال، على العمل بسبب إصابة يعاني منها جراء قصف استهدف منزلهم السابق في مدينة النشابية بريف دمشق وأدت الى مقتل أحد أطفاله قبل سنوات وقطع رجل ابنه البكر عزام.

واضطرت العائلة التي تعيش ظروفاً صعبة منذ ذاك الحين الى بيع كل ما تملك وصولاً الى أثاث المنزل لتأمين قوتها اليومي. والمنزل خال الا من سرير معدني وفرش على الارض وقطع اخرى بسيطة... ويقول أبو عزام "نتناول وجبة صغيرة خلال 24 ساعة، وهذا لا يشبع الأطفال".

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/25 الساعة 00:17