رقصة النصر على انغام الهزيمة.. ورقصة النمو على انغام الازمات!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/21 الساعة 15:01
المهندس هاشم نايل المجالي ان مقياس الحكم على نجاح ثورات الربيع العربي هو مدى نجاحها في ارساء انظمة حكم ديمقراطية وفق منظور ديمقراطي حضاري تجرف فيه الثورات السلبيات والتناقضات وتقضي على التشوهات لانظمة ورموز النظام العميق السابق وترسي مكانها ادواتها وسياساتها ورموزها الفكرية الوطنية الحضارية في مرحلة التمكين الاولى لارساء العدالة الاجتماعية والمساواة والانتخاب الحر بينما نشاهد بان ثورات الربيع العربي قد اخفقت في مواسمها حينما قنط الوطنيون لتدخل اطراف اكثر قوة من الانظمة السابقة ولم يعودوا يرون في الافق ما يبقى الامل حياً فهناك اعداء التغيير والاصلاح لا يقبلون الا ما ينسجم مع اهدافهم ومصالحهم ولقد تشققت ارض بلادهم لتنقسم الى عدة اقسام دول ودويلات واصابت تلك البلدان الوهن والضعف والاعتلال عما كان عليه قبل الثورة ولم يعد بمقدورهم التصدي للازمات الاقتصادية والاجتماعية حتى السياسية ولم تعد هناك روح تصالحية لاعادة النسيج الاجتماعي المتماسك هذا التناقض الكبير ما قبل الثورة وما بعدها خلق وعي كبير لدى بقية الشعوب فجرة الربيع العربي ومخاطر التسرع والتهور ولا ننسى عندما كانت المانيا في اوج قوتها اثناء الحرب العالمية الثانية حينما خطب هتلر في الالمان قائلاً (ساسلم الارض الى الله فارغة كما خلقها فارغة) كان ذلك من شدة الغرور بالانتصارات ولم يتوقعوا يوماً الانهزام الى قعر الهاوية فانهزمت واصاب الالمان الذهول واستسلموا للحلفاء لكن رغم نقص عدد الرجال الذين ماتوا بالحروب اخذت النساء تساعد في اعادة بناء الدولة الالمانية لتقف على رجليها من جديد وقامت المانيا لتصبح من اقوى دول العالم اقتصادياً ومن كافة الجوانب ولو ان الالمان قنعوا بالهزيمة لظلت الكوابيس تلاحقهم بل رقصوا رقصة النصر على انغام الهزيمة لماذا لانه لديهم قوة التفكير الايجابي وتأثيره على الفرد والجماعة فحياتنا من صنع افكارنا فالافكار الايجابية تجعلك شخصاً ايجابياً والافكار السلبية تجعلك شخصاً سلبياً محبطاً يائساً انها ثقافة الهزيمة التي بدأت تسيطر على كثير من الشعوب والمجتمعات خاصة اذا كان المسؤولون محبطون لا جديد لديهم سوى التغول على جيوب المواطنين ليصبحوا صانعي حراكات من جديد وكما قال علي بن ابي طالب (لا تستحي من اعطاء القليل فالحرمان أقل منه). لذلك علينا ان نفكر فيما هو ايجابي وليس سلبي وان لا نتشبث بالهواء خوفاً من الغرق فعوامل النجاح في بلادنا موجودة الا اننا لا نأخذ بتلك العوامل وجعلنا من واقعنا المحزن المؤقت واقعاً ابدياً فعلينا ان ننبذ ثقافة الهزيمة واليأس والاحباط من عقولنا ولنعمل بأمل وثقة فبلادنا لا زالت غنية بكل ما فيها ففيها الرجال الاوفياء المخلصين والارض الغنية والمحبة والسلام والتوافق الوطني والاصلاح للتخلص من الفاسدين ( فيروسات التطور والنمو) حتى نتمكن من ان نرقص رقصة النمو والتطور ولو كانت على انغام الازمات. حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة. hashemmajali_56@yahoo.com
  • عرب
  • اقتصاد
  • نساء
  • ثقافة
  • نعي
  • لب
  • الهاشمية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/21 الساعة 15:01