اللواء الحواتمة يقرأ الوطن بألوان العلم
مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - عند الحديث عنه، لن تكون هناك شهادة مجروحة بحق مدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، لا من رفاق السلاح ولا من ابناء المنطقة والعشيرة ولا من المعارف والأصدقاء، فهو رجل وطن لا يحُسب على أحد او جهة او مكان.
نبدأ بهذه المقدمة، لتجارب سابقة، كان فيها العتب والنزق والتوتر والعنف المجتمعي يفرض حضوره، ولكن للأمانة ومن باب الموضوعية المهنية، اذ يسجل للشعب الاردني انه لم يستغل تلك الأجواء وحتى هذا الوقت ليحرف الحواتمة ومن معه من ابناء قوات الدرك عن مسؤوليته الوطنية وهي انه للوطن كله وللشعب أجمع.
في حديثه لبرنامج ستون دقيقة الذي استضافه به التلفزيون الاردني كان هذا النشمي "الأسمر" يفضي الى الزميلة عبير الزبن معلومات تبعث الثقة للناس، ويفيض بعبارات الطمأنينة وينثر على سهول وجبال الاردن الأشم عزائم رجال هذا الجهاز، الذي ان اخطأنا كمواطنين بحقه ذات يوم، كان الجهاز هو الذي يعتذر.
وفي لهجته الوطنية ولغته العسكرية التي تحدّث بها كان المشاهد يلتقط من طبقات صوت الحواتمة معاني عديدة في العمل العسكري الاحترافي بعد ان توافر لهذا الجهاز افضل أدواته التي يتعامل بها رجل الدرك مع المواطن، وهو الشعور الانساني.
اما من ضمن ما تناوله الحواتمة في البرنامج وهو التركيز على القوى البشرية من حيث إعداد الفرد وتأهيله والوصول به الى احترافية عالية ومعرفة الانظمة والشعور بحقوق الانسان وتسليحه بالشهادات العلمية وتعليمه مختلف اللغات فهو ان هذه الجوانب اولوية الجهاز التي تتواءم مع مرحلة التدريب والتطوير، فالسكون لم يكن يوماً من ايام الحياة العسكرية او جزءاً من عملها.
الا ان الرسالة التي نستشفها من حديث مدير عام قوات الدرك والتي تطمئن المواطن الاردني وكل من يعرف الاردن، بأن هذا المكوّن العسكري من مكونات المؤسسة العسكرية على اختلاف اسمائها وواجباتها، هي التوحد في العمل بما فيه من تنسيق وانسجام لأن المسؤولية الوطنية واحدة، فيما المسؤولية العربية او الاقليمية والدولية،تندرج حسب تخصص كل مكون ولكنها ليست بمعزل عن مسؤولية الدفاع عن الاردن ومصالحه.
جميل جداً ان نسمع من اللواء الحواتمة ثقة العالم بأجهزتنا العسكرية سواء في قوات حفظ السلام حيث يظهر فيها منسوبو هذه الاجهزة بين نظرائهم في عساكرة العالم ، بفكرهم وشجاعتهم وانسانيتهم واخلاقهم وكفاءتهم وانضباطهم، وجميعها ندركها كأردنيين وعرب، ولكننا في الوقت ذاته ، نعرف في الاردن مدى الاحترافية العالية التي يتميز بها رجل الدرك في الأداء عند تنفيذ المهام المطلوبة و"الحل مهما كانت المواقف" بحسب رأي من يقف على رأس هذا الجهاز.
نعم، هي قراءة الحواتمة للوطن الذي لا يخفى عليه وقد خبر تضاريسه وتاريخه وجغرافيته وحيث يراه بألوان العلم وهذا العلم له قصة أٌخرى، كما يكفي هذا الرجل العصامي انه طوال حديثه كان يتحدث عن الجهاز وبقية الأجهزة، ولم يلمح الى نفسه بكلمة أو حرف.