الفلاحات والتحول الجديد
مدار الساعة - نهار ابو الليل - ينتظر القيادي الاسلامي سالم الفلاحات وهيئة التأسيس لحزب الشراكة والانقاذ الذي تقدم به الى وزارة الشؤون السياسية مؤخرا، فترة الترخيص ليشرع بالعمل ورحلة الألف ميل.
الفلاحات الذي امضى نحو نصف قرن في جماعة الاخوان المسلمين ومن اوائل الذين انخرطوا في حزب جبهة العمل الاسلامي يقدم على هذه الخطوة التي يعدها الكثيرون منعطفاً جديداً في مسيرة هذه الشخصية الوازنة في العمل الحزبي باعتباره مفكراً ورمزاً من رموز الجناح الاسلامي السياسي في الحركة في حين يرى الفلاحات ان الاحزاب الاردنية والعربية هي التي تسير الى منعطفات جديدة يتطلب منها اعادة مراجعة مسيرتها.
كما ينظر الكثيرون الى ان تأسيس حزب جديد يضم في قائمته رجلاً بهذا الوزن وما عرف عنه من خدمة طويلة تحمّل فيها المسؤولية والعبء الكبير منذ كان يعمل في "الأُسر والشُعب" الى ان تدرج ووصل مسؤولية "امانة الحزب ومجلس الشورى" يعد ايضاً، نقطة تحول في ملفات سياسية داخلية قد تكون توافقية بين أقطاب وقد تكون مختلفة بين اقطاب اخرى تختلف أيديولوجياتها في شؤون حساسة واستراتيجية.
لا نقول ان الرجل بتأسيس الحزب الجديد نقل البندقية من كتف العمل الاسلامي الى كتف الشراكة والانقاذ يسير الى منعطف جديد وتحول في رسم خارطة طريق جديدة لسياسي محسوب تاريخيا على جماعة الاخًوان المسلمين، ذلك ان الرجل يحمل فكراً عالياً وراقياً يمكن ان يتماشى ويتمازج مع جميع الرؤى الحزبية والفكرية دون تنازل.
لا جديد في ان نقول ان الفلاحات من القيادات الاسلامية المعتدلة وله وجهات نظر يُحترم عليها ، فهي تكفي حقه، فقد ظل رقماً صعباً في مواقف عديدة ولم يتزحزح عن الثوابت الدينية والوطنية التي تخدم الأمة وتأخذها من السراب او الخيال الى واقعها الحقيقي وما يجب ان تفعله.