أم المعارك!
عادت قصة الأراجيل في المقاهي والمطاعم لتتصدر المشهد من جديد , بإعتبارها أم معارك أمانة عمان الكبرى التي بدأت قصفا مبكرا يستبق فترة تجديد تراخيص المنشآت ضمن حدودها.
يصعب نقد قرار منع التدخين و»الأرجيلة» في المقاهي والأماكن العامة , حتى المدخنين يؤيدونه ولو كرهوا.
نشد على أيدي الأمانة فهذا التنظيم مطلوب لكن ليس هو أم معاركها وليس هو أولوية وإن كان لا بد أن يأتي فيجب أن يكون مكملا لقائمة طويلة من المنجزات تبدأ بحل مشكلة المرور وتنظيم المدينة وتهذيب الأرصفة ونشر الحدائق البديل الشرعي للمقاهي وإصلاح الشوارع المتكسرة التي أرهقتنا وجمالية المدينة التي نفتقدها والنظافة وغيرها الكثير من المهام الموكولة الى الأمانة.
أولويات مواطني عمان هي تنظيم الأراضي, بين زراعي وسكني وصناعي والنظافة وتوفير مرافق عامة نظيفة ومؤهلة للاستخدام البشري وقبل ذلك التوسع كثيرا في إنشاء حدائق الأطفال , على حظر التدخين و»الأرجيلة» لأن الأطفال لا يذهبون إلى المقاهي , لكن الشارع مكانهم الوحيد للتسلية واللعب حيث فيها تشكل حوادث الدهس 7% من حوادث المرور في الأردن الأطفال فيها الأكثر تضررا فيقتل 27% منهم ويصاب 30% , لأن الشارع هو الملعب وهو مكان الترفيه فهناك 123 حديقة ومتنزه لنحو 3 ملايين مواطن بمعدل واحدة لكل 4ر23 شخص.
على فرض أن التدخين في الأماكن العامة سبب رئيسي لتدخين الأطفال , يتبين أن 9% من المدخنين بدأوا هذه اللعبة في سن 10-14 سنة وفي سن 15-18 سنة بنسبة (9ر47% وانتشار التدخين بين الفئة العمرية 13-15 سنة بلغ (3ر19%).
يقول أصحاب المقاهي ويؤيدهم زبائن كثر أن حظر التدخين والأرجيلة في المقاهي والأماكن العامة سيقضي على أهم مواقع التسلية والترفيه, على اعتبار أنها باتت الملجأ الوحيد للعائلة والفرد في ظل غياب المواقع المفترضة وهي الحدائق العامة المفتوحة وغير المحدودة بدوام.
جربت الأمانة ووزارة الصحة تطبيق قانون حظر الأرجيلة والتدخين في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة , وعندما قررتا أن تكون معركتهما الكبرى , تراجعتا تحت إغراء رفع الرسوم ورفد خزينة الأمانة بمال إضافي , فإستبدلت صحة المواطن برسم قدره عشرة دنانير للمتر المربع تدفعه المقاهي والمطاعم لتقديم الأرجيلة!!.
لم تخسر الوزارة والأمانة معركة حظر الأرجيلة تحت ضغط الرأي العام , بل تحت إغراء فرض رسم إضافي فكانت التضحية بالقانون سهلة.
تطبيق حظر التدخين والأراجيل في المواقع غير المرخصة ضروري جدا , لكنه ليس أم المعارك!
الرأي