’التنظيمات الإرهابية وتطوير الذات‘

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 13:18
مدار الساعة - كتب .. سامي المعايطة مدير مركز العمق للدراسات الاستراتيجية بشكل مباشر لا يمكن لأي متابع وباحث لمسيرة التنظيمات الإرهابية يعلم بأنها لا تفنى ولا تنقرض وإنما تتحول من شكل إلى أخر ،فعلى مدار نشؤ ونمو هذا الفكر فإنه يمكن تشبيه بشجرة التين التي تقلع ساقها ولكن تعود جذورها إلى سرعة النمو والتمدد والبحث عن عناوين جديدة ولافتات براقة وتكون قد إمتلكت خبرة تراكمية في مجال وسائل القتال وزرع بذور الإرهاب والتخريب والدمار وتعزيز ثقافة الدماء من خلال ما يلي : البناء على الحالة التراكمية بإستهدافها من قوى الشر والإستعمار العالمية لتشكيل خطاب إستقطابي جديد لعناصر جدد وإستغلال حالة فقدان النوافذ والأبواب لمن أصبح حكما غارقا بهذا المستنقع لتجديد مفاهيم نموت ليحيا فكرنا وهذا عنوان يحمل تشعبات كبيرة شاهدناها منذ نشوء ما يسمى بالتنظيم الخاص واقغانستان والألبان والتجارب الي يعلمها كل متابع . امتلكت هذه التنظيمات الإرهابية قواعد بيانات ضخمة بالتجربة السورية والعراقية من خبرات إستخبارية من خلال تعاملها المباشر مع الاجهزة الإستخبارية ومفاتيحها ونقاط ضعفها ومصادرها وكيفية إبتزازاها والمناطق الرخوة وصراع الأنظمة مما يمكنها من القدرة على سرعة الاستجابة لتوجهات الانظمة والضغط عليها وقراءاتها وحرب المعلومات الإستخبارية وقدرتها على إمتلاك مهارات التفاوض وتبادل المصالح والمعلومات ونقاط الدخول والخروج في تشكيل التحالفات التكتيكية. بناء صفوف متتالية من القيادات بالمراتب المتنوعة وسرعة تقديم البدائل وما عادت تقاد بطرق شخصية وأتباع وإنما خلقت حالة مؤسسية في سرعة اعادة هياكلها التنظيمية وقيادتها الميدانية والقدرة على الفصل بين القتالي والسياسي والشرعي والامتداد الافقي والعمودي وفهم الإستراتيجيات الأمنية للأجهزة الإستخبارية والقيادات السياسية . امتلاكها خاصية الاختراق للمجتمع الغربي كما العربي والإسلامي وهذه ميزة جديدة تعجز عنها كثير من الاجهزة الامنية والاستخبارية دون تشاركية فإمتلكت خاصية الأممية والدولية وتحالف بعضها مع بعض أو العصابات المسلحة وتجار المخدرات والسلاح ومرونتها بالرد السريع والذئاب المنفردة والخلايا النائمة في كل بقاع العالم وأصبحت تضاهي عصابات المافيا العالمية أو المؤسسات الأمنية الخاصة مثل البلاك ووتر . الإحتراف في إستغلال التكنولوجيا والتقنية الحديثة والسوشيال ميديا وأصبحت هناك خبرات معرفية لكثير من أعضائها تفوق الكثير من الأجهزة الأمنية والاستخبارية والعسكرية . من اليديهي بعد تجربتها في بلاد الشام والعراق تعلمت درسا في الابتعاد عن التكدس الديمغرافي أو نقاط تجمع لقياداتها مع بعضها البعض وأصبحت تمتلك القدرة على محاكاة الاجهزة الإستخبارية والأمنية والعسكرية أيضا بما يشابه تجارب حزب الله من خلق معادلة السياسة والارهاب وإبرام الصفقات وتنوع العناوين واللافتات . استطاعت هذه التنظيمات إمتلاك خبراء في فهم طبيعة المجتمعات والمكونات الديمغرافية واللعب على التناقضات وتضارب المصالح الدولية وصراعاتها وكيفية اللعب على مسألة غياب القطبية العالمية وضغوط الشعوب والرأي العام في مختلف الدول العربية والغربية واللعب بها بكل إحتراف وحنكة . وأخيرا وليس أخرا نحتاج الى التوقف عند حديث رئيس الاركان الأردني بأن انتهاء داعش لا يعني انتهاء الإرهاب فهو كائن لا يفنى ولكن يتحول من شكل إلى أخر وهذا ما يقتضيه أن يتعامل معه المؤسسات الامنية والاستخبارية والعسكرية والسياسية بدقة وحذر والابتعاد عن نشوة النصر الأني فهم أيضا أصبحوا يتقنون التعامل باستغلال الإعلام بطريقة تفوق ذكاء كثير من الدول وللحديث بقية ..
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 13:18