لماذا وكيف فشل المؤتمر الصهيوني «الخيار الأردني هو الحل»
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 11:00
محمد مناور العبادي*
الصمت الحكومي الرسمي على مؤتمر "الخيار الاردني : السبيل الوحيد للسلام" كان له ما يبرره سياسيا. فالمؤتمر الذي نظمه "مركز الحوار اليهودي – الاسلامي" ومولته منظمات يهوديه كنديه اخرى باسرائيل يعتبر مؤتمرا "ساقطا" منذ لحظة انعقاده بل وانه اثبت حتى لمنظميه انهم معزولون رسمياً وشعبياً عن كل من وما حولهم وانهم يتحدثون لانفسهم فقط في غياب كل من له قيمه عن المؤتمر ومتابعته صحفيا.
اذ ان احدا من مسؤولي اسرائيل وسفارات المجتمع الدولي وهيئاته رفضت ارسال مندوب عنها للمؤتمر ولم تحضره اية شخصية فلسطينيه او اعتبارية لا من اسرائيل ولا من السلطه ولا من اية بقعة في العالم وتجاهله الاعلام الاسرائيلي والعالمي المحترم.
حتى اهم من حضر المؤتمر وهو الكاتب الاسرائيلي ماريتن شيرمان مؤسس والمدير التنفيذي لمعهد اسرائيل للدراسات الاستراتيجية والمستشار السياسي والامني لرئيس الحكومة الاسرائيلي الاسبق شامير كتب مقالة اكد فيها بان رئيس الائتلاف الاردني المعارض الدكتور مضر زهران الداعي للمؤتمر لن ينجح في اية انتخابات وقال انه يراهن على ذلك وان مشاركته في المؤتمر لاتعني باي حال من الاحوال دعمه للدكتور مضر زهران.
وابتدأ مقالته بمقتطفات تؤكد ان العلاقة الاردنية الفلسطينية تاريخيه وان احدا من الشعبين لن يحل محل الاخر بل واكد ان دستور السلطة الوطنية الفلسطينية لا يؤكد ان فلسطين دولة مستقله بل انها جزء من الامة العربية وان مهمة الفلسطينيين تعزيز شخصيتهم الوطنية المستقلة التي اعترف بها العرب للحفاظ على الهوية الفلسطينية من اجراءات اسرائيل لطمسها وهو امر اكده كل من تحدث عن فلسطين من الاردنيين والفلسطينيين وقيادات المقاومة الفلسطينية التي لم يكن الاردن على علاقة ودية معها في مرحلة تاريخية نسيها الجميع
ونشر في بداية مقالته مقتطفات تاريخية حول العلاقه الاردنية الفلسطينية التي هي تكاملية وان احدا لايمكن ان يحل محل الاخر جاء فيها:
- الشهيد الملك عبد الله الاول –قال في القاهرة، 12نيسان 1948: فلسطين وشرق الأردن دولة واحدة، فالاولى هي الساحل وشرق الأردن هي العمق البري لها"
- العاهل الاردني - الملك حسين، عمان، 1981 الأمير الحسن، 1970 : الحقيقة هي ان الاردن فلسطين...وفلسطين هي الاردن".
- منظمة التحرير الفلسطينية قالت اكثر من مره :ان "الفلسطينيين والاردنيين شعب واحد".-
- فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كتب في نيوزويك، 14 مارس 1977.:"فلسطين هي الأردن والأردن هي - فلسطين ..."
ورغم ان المؤتمر استهدف الكيان الاردني التاريخي الا ان اوراق العمل التي قدمها الارهابيون الانفصاليون ممن شاركوا فيه اكدت ان النظام الاردني قيادة وجيشا وشعبا هو العدو رقم واحد لمخططاتهم وان الجيش الاردني عصي على الاختراق رغم الحدود الطويلة مع اسرائيل والتي يربض عليها ببسالة اسود لايجرؤ احد ممن يريد العبث بالاردن وامنه واستقراره وتحقيق احلامه المريضه من الاقتراب منهم
مؤتمر "الخيار الاردني هو الحل" فشل بامتياز بل واعترف القلة الذي نظموه ليستمعوا لبعضهم البعض بان النظام الاردني -قيادة وجيشا وشعبا - هو العدو رقم واحد لمخططاتهم، وقال المؤتمرون ان ذلك يستدعي تحويل الاردن الى دولة فلسطينية خالصة، لامكان فيها للهاشميين، ولا للجيش العربي الاردني والاجهزة الاستخبارية علهم يحققون احلامهم !!!!
جاء ذلك في ورقتي عمل ناقشهما المؤتمر - بكل استهبال - :الاولى قدمها الارهابي يايدي كوهين بعنوان : "ملك الاردن عدو لاسرائيل - يعني الكاتب اليمين الاسرائيلي - والنظام الملكي الاردني هو مصدر مشاكل اليمين الاسرائيلي"
والورقة الثانية قدمتها راشيل افراهام بعنوان "الجيش والمخابرات في الاردن يحمون حدود الاردن الطويلة "
لقد كان الهدف الحقيقي للمؤتمر كما قال القائمون عليه وبينهم 4 من الاردنيين والفلسطينيين، تحويل الاردن الى فلسطين بالتخلص من القياده الاردنية، والجيش الاردني، واقامة حكومة عميلة لليمين الاسرائيلي، يحلم الدكتور مضر زهران رئيس ما يسمى بائتلاف المعارضة الاردنيه في الخارج بان يكون رئيسها كما قال ،على اعتبار نظريته القائلة " ان كل فلسطين ينبغي ان تكون لليهود، وان شرق نهر الاردن للفلسطينيين".
وهكذا فشل المؤتمر فشلا غير مسبوق في تحقيق اي هدف من اهدافه، كما فشل في تركيبته وتوقيته، واصبح معزولا تماما عن، وعما ، كل ما ،ومن ،حوله، بحيث استحق بجدارة لقب افشل مؤتمر يعقد في المنطقة شكلا وموضوعا.
اذ رغم الهالة الاعلاميه التي احاط بها المؤتمرون مؤتمرهم الا انه كان معزولا سياسيا وشعبيا واعلاميا ودوليا واقليميا وحزبيا سواء عند انعقاده او خلال جلسات العمل او لدى اختتامه.
ولم يشارك به من الفلسطينيين الذين زعم المنظمون ان المؤتمر يعقد لحل مشكلتهم ، الا 4 شخصيات فقط ،يحتمون برعاية دول اجنبيه، ساهمت مباشرة في طرد الفلسطينيين من ديارهم، وما زالت تحول دون عودتهم . ومثلما كانت تركيبة المؤتمرهزيلة، فان توقيته كان مشبوها ،اذ انه يجيء بعد الانتصارات الفلسطينية في اليونسكو ،التي اجبرت الولايات المتحده على الانسحاب منها.. كما يجيء في الوقت الذي حقق فيه الاردن والفلسيطينيون انتصارات غير مسبوقه في الغاء حميع الاجراءات الاسرائيليه في المسجد الاقصى، ودعم المجتمع الدولي للاردن والفلسطينيين في مسعاهم هذا، فضلا عن ان المؤتمر ياتي بعد فرض الاردن شروطه على اسرائيل في قضية مقتل اردنيين على يد حارس امن السفارة الاسرائيلية. كما يجيء في الوقت الذي اعترفت فيه حماس باخطائها بالانفصال عن الضفة واعادت غزة للحضن الفلسطيني ، والاتصالات متواصله حتى تبقى فلسطين بجناحيها (الضفة وغزة) دولة واحده رغم انف اليمين الاسرائيلي. وذلك لاستكمال تحقيق الطموحات الفلسطينية في دولة يؤكد دستورها انها جزء من الامة العربية تستهدف تحقيق اتحاد كونفدرالي يضمن بقاء الشخصية الفلسطينية المستقلة والحرة في وطن حر . كما يجيء توقيت االمؤتمر لاشغال الامة بمشكلات جانبيه لالهائها عن حربها ضد الدواعش والقاعده مما يمكن اعتبار توقيته مشبوها. لقد انتقد الاعلام الموضوعي العالمي المؤتمر، وافضل ماقيل فيه صدرعن شخصيه يهوديه وصفت المؤتمرين بانهم عبارة عن " مونولوج "ساخر يتحدث فيه المشاركون الى انفسهم كلاما سبق ورددوه عشرات المرات امام انفسهم وليس ديالوج يجري في حوار حول قضية محدده. واليوم وبعد فشل مؤتمر انهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، يتذكرالاردنيون والفلسطينيون وكل العرب والمجتمع الدولي بفخر واعتزاز مواقف الملك عبد الله الثاني الثابته التي تؤكد على ان حل القضية الفلسطينية هي مفتاح الامن والسلام والاستقرار ليس في الشرق الاوسط بل في العالم كله، وان الاردن لن يتخلى عن مسؤولياته التاريخية في القدس وفلسطين وسيبقى داعما للشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعه كاملة وان فلسطين هي فلسطين والاردن هو الاردن ولا خلط بينهما في اشارة الى حتمية اعطاء الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة لاصحابها بما فيها حقهم في اقامة دولتهم المستقله القابله للحياه على ارض وطنهم في فلسطين اولا وقبل كل شيء.
هذا هو سر الصمت الاردني الرسمي بل والعربي والعالمي على مؤتمر تصفية القضية الفلسطينية في الوقت الذي تتوالى فيها الانتصارات العربية والفلسطينية الداعيه الى اعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخيه وفق مقررات المجتمع الدولي التي يعمل الاردن جاهدا على تكريسها وتذكير العالم بها في كل اجتماع او لقاء او مناسبة يلتقي بها الملك عبد الله الثاني مع اي مسؤول او اكاديمي او رجل اعمال دولي ...ولكن يبدو ان القائمين على المؤتمر يعيشون في عالم اخر. * صحفي وباحث وكاتب
ولم يشارك به من الفلسطينيين الذين زعم المنظمون ان المؤتمر يعقد لحل مشكلتهم ، الا 4 شخصيات فقط ،يحتمون برعاية دول اجنبيه، ساهمت مباشرة في طرد الفلسطينيين من ديارهم، وما زالت تحول دون عودتهم . ومثلما كانت تركيبة المؤتمرهزيلة، فان توقيته كان مشبوها ،اذ انه يجيء بعد الانتصارات الفلسطينية في اليونسكو ،التي اجبرت الولايات المتحده على الانسحاب منها.. كما يجيء في الوقت الذي حقق فيه الاردن والفلسيطينيون انتصارات غير مسبوقه في الغاء حميع الاجراءات الاسرائيليه في المسجد الاقصى، ودعم المجتمع الدولي للاردن والفلسطينيين في مسعاهم هذا، فضلا عن ان المؤتمر ياتي بعد فرض الاردن شروطه على اسرائيل في قضية مقتل اردنيين على يد حارس امن السفارة الاسرائيلية. كما يجيء في الوقت الذي اعترفت فيه حماس باخطائها بالانفصال عن الضفة واعادت غزة للحضن الفلسطيني ، والاتصالات متواصله حتى تبقى فلسطين بجناحيها (الضفة وغزة) دولة واحده رغم انف اليمين الاسرائيلي. وذلك لاستكمال تحقيق الطموحات الفلسطينية في دولة يؤكد دستورها انها جزء من الامة العربية تستهدف تحقيق اتحاد كونفدرالي يضمن بقاء الشخصية الفلسطينية المستقلة والحرة في وطن حر . كما يجيء توقيت االمؤتمر لاشغال الامة بمشكلات جانبيه لالهائها عن حربها ضد الدواعش والقاعده مما يمكن اعتبار توقيته مشبوها. لقد انتقد الاعلام الموضوعي العالمي المؤتمر، وافضل ماقيل فيه صدرعن شخصيه يهوديه وصفت المؤتمرين بانهم عبارة عن " مونولوج "ساخر يتحدث فيه المشاركون الى انفسهم كلاما سبق ورددوه عشرات المرات امام انفسهم وليس ديالوج يجري في حوار حول قضية محدده. واليوم وبعد فشل مؤتمر انهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، يتذكرالاردنيون والفلسطينيون وكل العرب والمجتمع الدولي بفخر واعتزاز مواقف الملك عبد الله الثاني الثابته التي تؤكد على ان حل القضية الفلسطينية هي مفتاح الامن والسلام والاستقرار ليس في الشرق الاوسط بل في العالم كله، وان الاردن لن يتخلى عن مسؤولياته التاريخية في القدس وفلسطين وسيبقى داعما للشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعه كاملة وان فلسطين هي فلسطين والاردن هو الاردن ولا خلط بينهما في اشارة الى حتمية اعطاء الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة لاصحابها بما فيها حقهم في اقامة دولتهم المستقله القابله للحياه على ارض وطنهم في فلسطين اولا وقبل كل شيء.
هذا هو سر الصمت الاردني الرسمي بل والعربي والعالمي على مؤتمر تصفية القضية الفلسطينية في الوقت الذي تتوالى فيها الانتصارات العربية والفلسطينية الداعيه الى اعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخيه وفق مقررات المجتمع الدولي التي يعمل الاردن جاهدا على تكريسها وتذكير العالم بها في كل اجتماع او لقاء او مناسبة يلتقي بها الملك عبد الله الثاني مع اي مسؤول او اكاديمي او رجل اعمال دولي ...ولكن يبدو ان القائمين على المؤتمر يعيشون في عالم اخر. * صحفي وباحث وكاتب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 11:00