الكويتي الغانم.. 58 رصاصة في سانت بطرسبورغ أحيت ضمير أمة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/18 الساعة 21:39
مدار الساعة - سلام الحايك - أعاد لنا بوصلة كدنا اضعناها في رمال سوريا المتحركة، وفي تلاطم بحر الدم في العراق، في يمن لم يعد سعيدا، وفي لبنان وما ادراك ما لبنان، ظمأ على شكل ارتواء. رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، ببضع كلمات وموقف أحيا أمة. لم يقل الغانم الكثير. فقط 58 رصاصة على شكل كلام، فزع منها الوفد الاسرائيلي المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في روسيا، فخرج. قال الغانم: ما ذكره ممثل هذه البرلمان المحتل الغاصب يمثل أخطر أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة، وينطبق على هذا المثل المعروف عالميا: إن لم تستحي فاصنع ما شئت". فضجت القاعة تصفيقا. هنا كررها عليه مرة أخرى قائلا: "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة في العالم". وقال في الثالثة: "اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال". خرج ما لا كرامة لديه، قاتل الاطفال، ومعه يده الملطخة برذيلة القتل. ليس هذا وحسب. لم تمض سوى ساعات حتى طاف التسجيل المصور لحادثة القتل ارض العرب. من الخليج حتى شواطئ الاطلسي. هل سيعني هذا للراصدين وجهة بوصلة العرب؟ نعم هم يعرفون جيدا. ويدركون كم كانت فلسطين دوما تتقن صناعة ضمير الأمة. دوما كانت تفعل ذلك. ها قد أعمت أمةً دماؤها. ومضت تسبح في بحر من ظلام منذ سبع سنوات عجاف لا تكاد تنتهي. لا تعرف فيها ما تصنع. وكأنها تغرق شيئا فشيئا، ثم فجأة تظهر جزيرة من امل. تهمس للغرقى ان هناك متسعاً قادماً لحياة. كان علينا ان ننتظر في مدينة «سانت بطرسبورغ» رجلاً بشماغ أبيض مثل قلبه ليسمعنا ما نشتهي من موقف. لم يكن ما فعله رئيس مجلس الامة الكويتي شيئاً عابراً، كما قد يظنه البعض. لا. أيقظت الكلمات المتفجرة من حنجرته بعض ما اصاب الامة. هو لم يقل لقاتل الاطفال اخرج يا عدو الله. بل فعل ضجيجا للنائمين من العرب. ان هيت لكم بوصلتكم الأولى. اصنعوا من قناديلها نورا ينير لكم طريقا من عزة.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/18 الساعة 21:39