العمرو يكتب: مؤتمر زوال اسرائيل
مدار الساعة – نضال العمرو - منذ بداية نشأة الكيان الصهيوني وهو يتّبع أساليب المراوغة والاحتيال والتلفيق كسياسة أساسية يبنى عليها كانتوناته ، حتى باتت سياسة الكذب والاحتيال الأداة الأميز له على المستوى الدولي بينه وبين الدول، وعلى المستوى الداخلي ايضاً.
ويتذكر المجتمع الدولي كذب الكيان الصهيوني وخصوصاً أمريكا في مقولة فلسطين أرض بلا شعب وأنهم يسعون جاهدين لتحويل فلسطين فقيرة الموارد والمصادر، والتي يقطنها أناس بدائيون، إلى أرض العسل والبرتقال ، فاكتشف العالم أجمع أن الناس في فلسطين يعيشون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وانهم شعب وجد ليبقى ووجد للأبد .
بالكذب والاحتيال أسس الصهاينة كيانهم اليهودي في فلسطين وكان ذلك عن طريق الإبادة العرقية الواسعة لسكانها العرب من المسلمين والمسيحيين الموجودين هناك منذ قرون ، واستخدم قادة الصهاينة هذه النقطة على نطاق واسع قبل تأسيس كيان إسرائيل، وجاءت الفرصة المواتية لطرد الفلسطينيين في أوائل العام 1948، عندما نشبت الحرب بين الفلسطينيين والصهاينة بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين، حيث أجلى الصهاينة عرقياً نحو سبعمئة ألف فلسطيني من أرضهم، و رفضوا بإصرار السماح لهم بالعودة إلى منازلهم حتى بعد أن توقفت الحرب .
روّج الصهاينة للغرب والعالم على مدار أربعة عقود متتالية أفعالهم العنصرية بكذبة مفادها أن الفلسطينيين لم يتم تطهيرهم عرقياً من قبل الصهاينة بل كما ادعى الكيان أنهم فروا من منازلهم ؛ لأن الدول العربية المحيطة بهم طلبت منهم المغادرة حتى تتمكن جيوشها من الدخول وإلقاء اليهود في البحر، ثم يعود الفلسطينيون إلى منازلهم بعد أن يجري تطهير اليهود ؛ وبات اللوم يوجه للفلسطينيين أنفسهم بضغط من اللوبي اليهودي في أمريكا لإقناع الأمريكيين في هذه الرواية .
تنشأ الدول معتمدة على التطور الطبيعي للمجتمعات ؛ إلا أن الكيان الصهيوني أنشأ وهو يحمل أجنة موته في أحشائه ، كيان التناقضات الإثنية والعرقية بين مستوطنيها الذين لا يجمعهم رابط سوى الدين المحرّف ؛ كيان زيّف زوراً وبهتاناً أساطير تضليلية خاصة به، واخترع مفاهيم يحاول عنوة الالتصاق بها، مثل مفاهيم القومية اليهودية ، والأمة اليهودية وغيرها.
ما بني على باطل فهو باطل وإلى زوال ، قاعدة كونية يؤمن بها الكثيرين مهما حاول ساسة وقادة الكيان الصهيوني وحلفائهم تجاوزها إلا أنهم يعلمون علم اليقين أنها واقعة لا محالة ، وباتوا يسعون بكل الحيل والافتراءات افتعال قضايا في المنطقة والعالم للتغطية عليها بمؤتمرات مزيفة ضعيفة في مواجهة الوعي العالمي الجديد الذي صنّف إسرائيل دولة عنصرية معتدية حتى داخل أوروبا وأمريكا، ونمو شعور مختلف عند دافع الضرائب التي تذهب إلى إسرائيل، وقراءات مراكز البحوث السياسية والاقتصادية أن أمريكا لم تعد في الميدان العالمي وحدها أمام بروز قوى أخرى، والذهاب لما هو أبعد من ذلك وهو وجوب زوال اسرائيل ليعم السلام العالمي المنشود والذي مصدره الشرق الاوسط بلا كيان إسرائيل .
يتذكر المتابعون ما أثاره وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر وعلى فترات زمنية متقاربة حين تنبأ بزوال الكيان الصهيوني وما رافق توقعاته من ضجة صهيونية منذ عام 2012 وعند إعادته للموضوع في أواخر شهر أكتوبر / تشرين الأول عام 2015 راجت خلفه تعليقات وتحليلات ونفي من اللوبي الصهيوني العالمي ، وإثبات من شخصيات صهيونية محلية وخاصةً عندما أعرب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن مخاوفه من زوال دولة إسرائيل خلال السنوات القادمة، مطالباً كيانه بأن يستعد لهذا اليوم من الآن ؛ وأشارت صحيفة هآرتس الصهيونية (الثلاثاء 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي 2017) أن نتنياهو حذر خلال نقاش ديني من مخاطر تهدد وجود كيان إسرائيل مطالباً بأن تستعد لها لكي تتمكن من إحياء يوم استقلالها المئوي بعد ثلاثة عقود ؛ واجد ان استعداداتهم بدأت بلقاء ما يعرف بمؤتمر الخيار الأردني- الأردن هي فلسطين .
تحذيرات نتنياهو بحسب الصحيفة خلال لقائه التوراتي الذي استضافه في منزله مع عقيلته سارة بمناسبة عيد العرش حيث ذكر بأن مملكة حشمونائيم عاشت لمدة 80 سنة وأنه يعمل لضمان اجتياز إسرائيل لهذا الجيل والوصول ل100 سنة ؛ وأضاف قالئلاً " إن وجودنا ليس بديهيًا وإنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الدولة " ؛ كل ذلك يؤكد التخبط الذي يعيشون فيه ، وان استعداداتهم هي بالذهاب الى افتعال الاحتيال والكذب والمراوغات في مؤتمرات يستعينون بها مع خونة وعملاء لهم في المنطقة للمساعدة الآنية في التخفيف من آثار القادم الذي لا محال من وقوعه وهو زوال كيانهم الهش وانهم لن يشهدوا الذكرى المئوية لقيام كيانهم وان دولتهم لن تكون موجودة في 15 مايو / ايار 2048 .
ان عجلة التاريخ مسألة مستمرة تصاحبها تغييرات جذرية أدت فيما مضى إلى زوال إمبراطوريات كانت أقوى كثيراً من كيان إسرائيل ؛ صحيح أن الكيان الصهيوني يتمتع حالياً بقوة امنية فريدة من نوعها في المنطقة ؛ لكن الاصح قولاً ايضاً أن هذا الكيان و بعد مضي 69 عاماً على زرعه في المنطقة لايزال هناك 12 مليون فلسطيني و300 مليون عربي يؤمنون ويتصرفون على أساس أنه كيان غريب عن المنطقة ولا بد من اقتلاعه من أرض فلسطين ومنطقتنا العربية.
استنتاجات كثيرة بنيت على العديد من التوقعات من قبل أمريكيين متعاطفين مع إسرائيل، وبعض من يحملون جنسيتها، حشدوا علماء مستقبليات فيما سيجري من تحولات في المنطقة خرجوا بآراء أن ما بعد الثورات العربية الحديثة إلى جانب ضعف الأمان في الداخل الإسرائيلي، ضاعف أعداد المهاجرين، وقلص أعداد العائدين إليها، وأن أسباباً أخرى مثل ولادة جيل يرفض الحروب، ولا يؤمن بتحويل إسرائيل إلى ثكنة عسكرية تعلن فيها حالات الطوارئ في كل مناسبة أدى إلى ضعف الانتماء لوطن خاص بهم .. ولكل هذا اقول .. تريثوا انه مؤتمر زوال اسرائيل .