هل هناك مخطط ممنهج لاستهداف الهوية العشائرية الأردنية
خلف وادي الخوالدة
• العشيرة. منظومة اجتماعية. سياسية. ثقافية. علمية. اقتصادية. تعنى بكافة شؤون الحياة وجدت منذ بدايات وجود الأمة العربية قال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) صدق الله العظيم ومن خلالها تدار كافة شؤون الحياة. تمتاز العشيرة بالتزامها بالشرائع الدينية والقيم والأعراف الاجتماعية الحميدة المتوارثة. وهي الداعمة لدولة المؤسسات والقانون وصمام أمن وأمان الوطن. تعنى بحلّ كافة النزاعات والخلافات ومحاولة عدم تفاقمها بدليل أن القضية التي يطول أمد البت فيها من قبل الإدارة العامة أو القضاء سرعان ما تنتهي من خلال لقاء وجهاء العشائر على فنجان من القهوة العربية عنوان الكرم والصفح والجود.
• العشائر الأردنية: بطبيعة أصولهم وامتدادهم العشائري وطنيون وقوميون لا يقفون عند حدود أو حواجز وهمية أو عنصرية وكان طموحهم تحقيق ما نادى به مفجر الثورة العربية الكبرى الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي نادى بدولة عربية واحدة ذات رسالة ماجدة إلا أن حلمه لم يتحقق.
• أثبت أبناء العشائر الأردنية قوميتهم عملاً على أرض الواقع لا إعلاماً من خلال استقبالهم لإخوتهم اللاجئين والنازحين والمشردين وها هم يتقاسمون معهم لقمة العيش وضنك الحياة رغم شحّ الموارد والإمكانيات.
• أبناء العشائر الأردنية: هم من أقاموا مهرجان بلعما المليوني الذي كان واقي الصدمة وصمام أمن وأمان الوطن. وما تبعه من وقفات عزّ وفخر وكبرياء من قبل أبناء العشائر الأردنية. تلك المواقف التي أبهرت العالم بأسره. ولم يحزموا أمتعتهم كغيرهم عندما يتعرض أمن الوطن لأي استهداف ليلتحقوا بشركاتهم العملاقة والأبراج العالية والمليارات التي يمتلكونها في البنوك الأجنبية خارج الوطن.
• أبناء العشائر الأردنية: هم المرابطون على الحدود كالأسود للذود عن حمى الوطن. وهم الساهرون على أمنه واستقراره على مدار الساعة وليسوا من رواد النوادي الليلة والسهرات الماجنة. شعارهم الأردن وأمنه واستقراره وصون منجزاته أولاً وقبل كل شيء رغم أنف كافة المشككين والمتآمرين من عملاء العلمانية العالمية التي لا يمكن أن يريد مصدريها لأوطننا الأمن والاستقرار ولا لشعوبنا التقدم والازدهار.
• العشائر الأردنية: تستنكر وترفض رفضاً قاطعاً كافة الممارسات السلبية. وإذا ظهر بعض الممارسات من قبل نفر محدود من أبناء العشائر فإن السبب هو ما تعرضت له العملية التربوية ومنظومة القيم الثقافية والاجتماعية من أجندات أجنبية وما يعاني منه الشباب من فقر وبطالة وأوقات فراغ قاتلة وغياب للعدالة الاجتماعية مما جعل البعض منهم صيداً لأصحاب بعض تلك الأجندات. لأنهم ليسوا بأنبياء أو ملائكة محصنين عن أي خطأ أو هفوة.
• ما حققه بواسل الجيش العربي والأجهزة الأمنية من أبناء العشائر الأردنية من صور مشرّفة عن الأردن والعالم العربي والإسلامي عجز عنه الإعلام العربي بأكمله وذلك من خلال القيام بواجباتهم بكل جدّ وأمانة ونزاهة وعفة وانضباط وعمل انساني شهد لهم بذلك كافة شعوب وقادة الدول التي عملوا فيها مع قوات حفظ السلام الدولية.
• على ما يبدو أن هنالك مخططاً ممنهجاً يدار بكلّ خبثٍ ودهاء يستهدف الهوية العشائرية لينفرد من خططوا لذلك بترف المناصب والمكاسب دون غيرهم وليصولوا ويجولوا بفسقهم وترفهم كما يشاؤون.
• رغم كلّ ذلك يكفي أبناء العشائر الأردنية فخراً أنهم لا يعرفون ازدواجية الانتماء والولاء وإنما انتماؤهم للأردن الأعز والأغلى وولاؤهم المطلق لقيادتهم الفذة الحكيمة مهما تعرضوا من جحد ونكران وفقر وبطالة وهجمات ظالمة متتالية تستهدف هويتهم التي نشأت منذ فجر التاريخ.
wadi1515@yahoo.com