الحواتمة: نحنُ في الأردن لا نستجدِي أحداً بل هو واجبٌ على العالِم الحرِ أن يدعمَنا
مدار الساعة - قال المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة بصفته رئيساً للمنظمة خلال العام 2017, ان المملكة وبقيادةِ جلالِة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، لم تألوُ جُهداً ولن تَتوانَ يوماً عن دعمِ اللاجئينَ من دولِ الإقليم، نُقاسمهم لقمةَ العيشِ والتعليمَ والصحةَ وغيرَها من مقوماتِ الحياةِ الكريمة، وقد قامت دولٌ عديدةٌ مشكورةً بدعمِ الأردن للتعاملِ مع أزمةِ اللاجئينْ، إلا أن الأزمةَ طالَتْ وتفاقمت الأوضاع وبقي الدعم محدُوداً، ونحنُ هنا في الأردن لا نستجدِي أحداً بل هو واجبٌ على العالِم الحرِ المتحضّر، أن يدعمَ الأردنَ في المجالاتِ كافة، ليستطيعَ الاستمرار بدعمِ اللاجئينَ وتأمينِ الحياةِ الكريمةِ لهُم.
وأضاف اللواء الركن الحواتمة إن الأردن يعتبر حجرَ الأساسِ في أمنِ واستقرارِ إقليمِ الشرقِ الأوسطِ فهو يتصدى للإرهابِ بكل حَزمٍ وثبات وهو صِمامُ أمانِ الإقلِيم وبالتالي للعالِمِ بأسرهِ فلولا الإرادةُ السياسيةُ للدولةِ الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رَجُلِ الحِكمةِ والسلامِ وجُهودِ قُواتِنا المسلحةِ الأردنيةِ الباسلة، والأجهزةِ الأمنية، لتمددت عصاباتُ الإرهابِ والقتلِ والدمار، الأمرُ الذي لن يعانيَ منه الأردنُ فقط، بل دولُ الإقليمِ والعالمُ بأسره.
وتاليا نص كلمة الحواتمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحابَ السعادةِ قادةَ ومدراءَ ورؤساءَ الوفودِ أعضاءَ المنظمةِ الدوليةِ لقواتِ الدرك والشرطة ذاتِ الصِبغةِ العسكرية.
السيداتُ والسادة.
إسمحوا لي أن أرحبَ بِكُم في المملكةِ الأردنية الهاشمية ضيوفاً أعزاءَ وشركاءَ إستراتيجيين في تعزيزِ الأمنِ والسلمِ الدوليين.
إن مُنظمتَنا التي تُعتبرُ أكبرَ منظمةٍ أمنيةٍ عالمية، لعبِت وتلعبُ دوراً مهماً في تعزيزِ الأمنِ والسلامِ والاستقرارِ في دُولِنا والذي ينعكسُ إيجاباً على العالِم بأسره، وكما تعلمون فإن الأمنَ لا يتجزأُ ولا يمكنُ لأي دولةٍ في هذا العالُمِ أن تُحقق أمنَها إذا لم يتحققْ أمنُ دولِ الجوار، ولا يمكن للعالِم أن يكونَ آمناً ومستقراً إذا تزعزعَ الأمنُ في أيٍ من دولِه أو أقالِيمهِ، وان اجتماعنا هذا يؤكدُ على متانةِ وقوةِ العلاقةِ القائمةِ بين أجهزتِنا الأمنية الأعضاءِ في المنظمة، هذه المنظمة التي لا تزالُ تَكبرُ عاماً بعد عام، بعدَ أن بدأت بدولٍ ثم بأقاليمَ، حتى وصلت اليومَ إلى العالمية، ويدلُ ذلك على أن اهتمامَ المنظمةِ ليسَ محصوراً بأمنِ واستقرارِ الدولِ الأعضاء، بل يتعدى ذلكَ إلى أمن واستقرارِ العالم.
الزملاء الأعزاء / السيدات والسادة
لا يَخفى على أحدٍ بأن العالمَ يعاني من قضايا أمنيةٍ، وسياسيةٍ، واقتصاديةٍ كبيرة تؤثرُ على الإنسانِ الذي كرّمه الله سبحانه وتعالى بغضِ النظرِ عن دينِه، او لونِه، أوعرقه، وهذهِ القضايا تتعددُ أنواعُها وأشكالـُها لتشملَ مجالاتٍ متنوعةً مثلَ المُـناخِ، والمياه، وغيرِها من القضايا التي تعتبرُ على تنوعِها جزءاً من أمننا جميعاً في الكرةِ الأرضية ، ويأتي على رأسِ هذه القضايا، قضَايا الإرهابِ، والنزوحِ واللجوءْ. فالإرهابُ لا يزالُ يشكلُ تحدياً لبعضِ الدول، وتهديداً لدولٍ أخرى، لا يميزُ بين دينٍ أو عرقٍ، ولا يُفرقُ بين دولةٍ وأخرى، فالإرهابُ لا هُــويةُ لُـهُ ولا دينْ، مُوقِعاً ضَحايا أبرياءَ في مختِلف بقاعِ الأرض، كما أن منظماتٍ إرهابيةً وعلى رأسها تنظيمُ داعش الإرهابي، ما زالت تـُهدد حياةَ الأبرياءِ من البشرْ، وقد آنَ الأوانُ أن يتم الإتفاقُ عالمياً على وصفِ وتعريفِ الإرهابِ لتتسنى دراسةُ استراتيجياتِ مقاومتهِ على الصعدِ كافةْ ، وبجهودٍ عالميةٍ مشتركة، فليس بمقدورِ دولةٍ بمفردِها التعاملُ معهُ ودحرُه، وفشلُ دولةٍ في التصدي لخطرِ الإرهابِ على أراضيها يُهدد محيطًها الإقليميَّ، وبالتالي العالمَ بأسره، كما أن ظاهرةَ التطرفِ ما زالت قائمة، وهي مرتبطةُ بالإرهابِ بشكلٍ وثيق، فالتطرفُ يقودُ إلى الإرهابِ ولا بدَّ من وضعِ آلياتٍ وإستراتيجياتٍ لمكافحةِ التطرف، وتعزيزِ التعايشِ السلميِّ بينَ الأديانِ والأعراق. ومن المؤكدِ هنا أنهُ لابدَّ من دراسةِ التاريخِ للاستفادةِ من التجارِبِ السابقةِ لنرسِّخ نظريةَ أن الحروبَ والنزاعاتِ المسلحةَ لا يمكنُ أن تجلِبَ للعالِم إلا المعاناةَ والدمار، وتُعيقَ من نهضةِ وتطورِ البشريةِ جمعاءْ، فالتاريخُ سياسةُ الماضي، والماضي تاريخُ المستقبل.
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
وبما أنني ما زلتُ أتحدثُ عن معاناةِ الإنسانْ، فلا بدَّ من التحدثِ عن قضايا النزوحِ واللجوءِ وتأثيراتِها على كرامةِ الإنسانِ وأمنهِ ونواحي حياتِه كافة، فأنتُم الآن في إقليمٍ يعيشُ حركاتِ نزوحٍ ولجوءٍ يومياً وأهمهُا أزمةُ اللاجئينَ السوريين ومعاناتُهم وغالبيتُهم من النساءِ والأطفالْ والطبقاتِ الفقيرةِ ولا بُـــدَّ من إعادةِ النظرِ في آليةِ مساعدتِهم والوقوفِ بجانِبِهم بمعزِلٍ عن السياسة، وأن يكونَ الهدفُ الأسمى كرامةَ الإنسانِ فالإنسانُ أخو الإنسانِ بغض النظرِ عن الفروقاتِ العِرقِيةِ والدينيةِ وغيرِها، لذلكَ كانَ العنوانُ الرئيسيُ لنشاطاتِ المنظمةِ خلالَ فترةِ رئاستِنا (الموائمةَ بين حقوقِ المهاجرينَ واللاجئينَ وحمايةَ الأمنِ الوطني) وأكررُ شُكري لكم على إقرارِ هذا العُنوانِ لفترةِ رئاستِنا من جميعِ أعضاءِ المنظمة.
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
إن المملكةً الأردنيةً الهاشمية وبقيادةِ جلالِة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، لم تألوُ جُهداً ولن تَتوانَ يوماً عن دعمِ اللاجئينَ من دولِ الإقليم، والذينَ أصبحَ عددُهم بالملايين والنسبةُ الأكبرُ منهم من سوريا الشقيقة، نُقاسمهم لقمةَ العيشِ والتعليمَ والصحةَ وغيرَها من مقوماتِ الحياةِ الكريمة، وقد قامت دولٌ عديدةٌ مشكورةً بدعمِ الأردن للتعاملِ مع أزمةِ اللاجئينْ، إلا أن الأزمةَ طالَتْ وتفاقمت الأوضاع وبقي الدعم محدُوداً، فنحنُ هنا في الأردن لا نستجدِي أحداً بل هو واجبٌ على العالِم الحرِ المتحضّر، أن يدعمَ الأردنَ في المجالاتِ كافة، ليستطيعَ الاستمرار بدعمِ اللاجئينَ وتأمينِ الحياةِ الكريمةِ لهُم. ولا يَخفى على أحدٍ الضغطُ الكبيرُ على ميزانيةِ الحكوماتِ الأردنيةِ المتعاقبة، بسببِ أزماتِ اللاجئين، وهنا لا بد أن أشيرَ الى أنّ ما نطلُبُه من دولِ العالِم ليس منحةً بل واجبٌ على جميعِ دولِ العالِمِ المقتدرةِ أن تقومَ بواجباتِها الإنسانيةِ في دعمِ اللاجئين.
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
يُعتبر الأردن حجرَ الأساسِ في أمنِ واستقرارِ إقليمِ الشرقِ الأوسطِ بأسرِه فهو يتصدى للإرهابِ بكل حَزمٍ وثبات وهو صِمامُ الأمانِ للإقلِيم وبالتالي للعالِمِ بأسرهِ فلولا الإرادةُ السياسيةُ للدولةِ الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رَجُلِ الحِكمةِ والسلامِ وجُهودِ قُواتِنا المسلحةِ الأردنيةِ الباسلة، والأجهزةِ الأمنية، لتمددت عصاباتُ الإرهابِ والقتلِ والدمار إلى خارجِ سوريا والعراق، الأمرُ الذي لن يعانيَ منه الأردنُ فقط، بل دولُ الإقليمِ والعالمُ بأسره، وكما أشرتُ سابقاً فأن الأمنَ العالميَ لا يتجزأ، فهي عمليةٌ تكامليةٌ تقعُ على عاتِق الدولةِ التي تؤمّن أمنها الوطنيَ بمختلِفِ مستوياتِه وتتعاونُ مع دولِ الإقليمِ لحفظِ أمنهِ واستقرارِه وكلِّ إقليمٍ يؤثرُ ويتأثرُ سلباً بباقي الأقاليم وصولاً إلى أمنِ واستقرارِ العالم. فدعُم الأردن واجبٌ وليس منحةً ليس بسببِ تحملهِ مسؤولياتهِ الأخلاقيةِ تُجاه أزمةِ اللجوء بل يتعدى ذلكَ وقوفهُ في وجهِ الإرهاب ومحافظتهُ على أمنِ المِنطقة وبالتالي العالمِ بأسره .
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
إن الوضعَ الأمنيَّ الداخليَ للمملكةِ الأردنيةِ الهاشمية في أعلى مستوياتِهِ والحمد لله حيث يَحضى الأردنُ بقيادةٍ هاشميةٍ حكيمةٍ مُحبةٍ للخيرِ والسلام، ولدينا قواتٌ مسلحةٌ مدرّبةٌ ومنضبطةٌ تحمي الحدود، ويوجدُ تعاونٌ وتنسيقٌ مستمران بينَ أجهزتِنا الأمنيةِ والتي تتمتعُ بأعلى درجاتِ الإحترافيةِ، كما أن قواتِنا المسلحةَ الباسلةَ وأجهزتَنا الأمنيةَ مضرِبُ مثلٍ في انتمائِها لترابِ الأردنِ وولائِها لقيادتِها الهاشميةِ الحكيمة، وعلى الرغمِ من الإمكاناتِ المحدودةِ للأردنِ إلا أنهُ يشاركُ في جميعِ الجهودِ الدوليةِ في الأزماتِ والكوارثِ ومكافحةِ الإرهابِ والأمنِ والإستقرارِ وحفظِ السلامِ في العالم، من خلالِ قواتِنا العسكريةِ والأمنيةِ المنتشرةِ في مُعظمِ مناطقِ الصراعِ في العالم، كما أن الأردنَ قويٌ سياسياً فهو طرفٌ فاعلٌ ومهم في المشاركةِ في حلِّ النزاعاتِ السياسيةِ في المِنطقة ويقوم بدورٍ أخلاقيٍ وايجابيٍ باستمرار، ويلمسُ ذلكَ الجميع، وأصبحَ السلوكُ السياسيُ الأردني مضربَ مثلٍ في العالمِ في احترامِ دولِ الجوار وعدم التدخلِ في الشؤونِ الداخليةِ لأيٍّ من دولِ العالم .
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
لقد ركزنا خلالَ رئاسِتنا لهذهِ المنظمةِ المهمّة، على حلِ الكثيرِ من القضايا العالقة، بل تعدينا ذلكَ وصولاً إلى تمتينِ العلاقاتِ بين دولِ المنظمةِ وكانت الإنجازاتُ كبيرةً وما كان ذلك ليتحققَ لولا تعاونُ جميعِ أعضاءِ المنظمة، فعلى صعيدِ إجتماعاتِ هيئاتِ المنظمةِ والخبراءِ من الدولِ الأعضاءِ كانت النتائجُ مميزةً وحققت أهدافَها كما هو مخططـٌ لها، وناقشت الهيئاتُ خلال إجتماعاتِها العديدَ من المِلـفات الأمنيةِ التي تهمُ الأعضاءَ ومنها الإرهابْ، والاتجارُ بالبشر، والجرائمُ المنظمة، والتسللُ عبر الحدود وغيرُها من المواضيعِ الأمنية، كما تم إنجازُ العديدِ من المشاريعِ التي تخدمُ أهدافَ المنظمةِ كما وردت في نظامها الأساسي والتي من شأنها تطويرُ آليةِ العملِ وتعزيزُ تبادلِ المعلوماتِ بين الأعضاء، مثلِ مشروعِ التعلمِ الإلكتروني بين الأجهزةِ الأعضاءِ في المنظمة، ومكتبةِ المنظمةِ وتطوير الموقعِ الإلكتروني والمجلات المؤسسية، كما جاءَ تعديلُ إسمِ المنظمةِ ليضفيَ عليها صفةَ العالميةِ وليوسّع من نشاطاتِها كمنظمةٍ أمنيةٍ تقومُ على المِهنيةِ والإحترافِ والتشاركيةِ بين أعضائِها ونظيراتِها من المنظماتِ الأمنيةِ العريقة، كما جاءَ إنضمامُ أجهزةِ أمنٍ جديدةٍ إلى عُـضوية المنظمةِ والطلباتِ التي قُدمت من أجهزةٍ أُخرى للإنضمامِ دليلاً واضحاً على أهميةِ مُنظمتِنا على المستوى الدولي. وهنا إسمحوا لي أن أكررَ تهنئتي لقائِد الدرك الوطني الجيبوتي على قَبولِ إنضمامِهم الى المنظمةِ كعضوٍ مراقب، وأهنئَ زميلي قائِـدَ الدرك البرازيلي على منحِ الدرك البرازيلي العُــضويةَ بصفةِ مشارك، كما أهنئُ زملائي كلا من : قائِد الأمن الوطني الفلسطيني، وقائِد الدرك الأوكراني على العُـضوية الدائمةِ التي مُنحت إليهم متمنياً لهم التوفيقَ والنجاحَ وأن يكونوا أعضاءَ داعمينَ وفاعلينَ في المنظمة، وأسمحوا لي أن اشكرَ جميعَ ضباطِ وضباطِ صف الأجهزةِ الأعضاءِ في المنظمة وجميعَ الخبراءِ الذينَ قدّموا أوراقَ عملٍ خلال فترةِ رئاستِنا للمنظمة، كما لا يفوتـُني أن اشكر فريقَ عملِ المنظمةِ من قواتِ الدرك الأردنيةِ على إختلافِ مواقعهم ورتَبهم على ما بذلوهُ من جهودٍ طيلةَ فترةِ رئاستِنا للمنظمة.
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
بعد مُضيِ عامٍ على فترةِ رئاستِنا للمنظمةِ إسمحوا لي بأن أقدمَ الشكرَ والعرفانَ لقائِد الدرك الروماني الذي أستملت منه الرئاسةَ العامَ المُنصرم وعلى حُسنِ تعاونِهم وإجراءات تسليمِ الرئاسةِ في عاصِمتهم الجميلةِ بوخارست. وإسمحوا لي من موقعي كرئيسٍ للمنظمة ان أعلن إنتقالَ رئاسةِ المنظمةِ إلى قائِد الدرك التركي الفريق عارف أستين مقرونةً بتمنياتنا لهُ ولقوات الدرك التركي بالنجاحِ والتوفيقِ لمصلحةِ المنظمةِ والدولِ الأعضاء، مؤكداَ أننا سنبقى داعمينَ للمنظمةِ أينما كانت رئاستُها.
الزملاءَ الأعزاء / السيداتُ والسادة
أشكُركُم على تَحمُلِكم عناءَ السفرِ وقدومِكم لهذا الإجتماعِ ومراسمِ تسليمِ الرئاسةِ متمنياً لكم طيبَ الإقامةِ في بلدكُم الثاني الأردن، وإسمحوا لي أن أدعوَ زميلي قائد الدرك التركي إلى هذه المِنصة لإستلام الرئاسة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.