هل فتحت المصالحة الفلسطينية باب «السلطة» لـ دحلان؟
مدار الساعة – سلام حايك - قبل أشهر من إعلان حركة المقاومة الاسلامية حماس حل لجنتها الادارية في قطاع غزة حاول القيادي الفتحاوي المفصول والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان تنفيذ استدارة حادة نحو القطاع المطرود منه.
حينها وبقرار من حركة حماس التي كانت تسيطر على كل مفاصل غزة تقدم القيادي الفتحاوي المفصول خطوة نحو حماس التي تركت بابها موارباً شيئاً ما وذلك في اوج الصراع بين دحلان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
التقط عباس حينها الرسالة وبدأت الاتصالات الثنائية مع الحركة في محاولة من عباس لقطع طريق غزة على دحلان. لكن دحلان تقدم خطوة أخرى عندما اقنع ابو ظبي بالاتصال مع الحركة في غزة وهو ما تم.
في القاهرة بدأت اللقاءات وما هي الا ايام حتى اعلنت دولة الامارات تبرعها بنحو الـ 25 مليوناً لاحدى مؤسسات القطاع الخيرية. وبالطبع لم يكن دحلان بعيدا عن كل ما يجري.
فجأة تعلن حركة حماس حل لجنتها الادارية التي تحكم من خلالها القطاع. وهي انعطافة فاجأت الجميع وعلى رأسهم محمود عباس وغريمه اللدود محمد دحلان.
ورغم موافقة الحركة على اعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع إلا أن الاتصالات الجديدة للحركة مع ابو ظبي تجعل القطاع يلين بين يدي الرجل المثير للجدل دحلان.
صحيح ان دحلان سارع الى تهنئة الشعب الفلسطيني والقاهرة بتوقيع اتفاق المصالحة في العاصمة المصرية، وقوله أن الخطوة اعادت الأمل بإمكانية استعادة الوحدة الوطنية والنهوض مجددًا ومعًا بقضيتنا العادلة والانطلاق نحو إعادة تجميع الصفوف واستبدال الصراع الداخلي بالمصالحة الداخلية. الا انه اكد في المقابل ان "العبرة ليست في ما اتفق عليه بل في كيفية تطبيق الاتفاق على أرض الواقع ومتابعة ما تبقى من قضايا وملفات.. خاصة إنهاء عقوبات غزة بأقصى سرعة ممكنة، والجلوس إلى طاولة حوار وطني في القاهرة وبحضور الكل الفلسطيني من أجل تحصين وحماية وتنفيذ ما تم ويتم الاتفاق عليه وصولاً إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والإعداد لانتخابات وطنية شاملة تشمل كافة مستويات ومؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في القريب العاجل".
ما زالت الاسئلة حول المستقبل السياسي لدحلان في حقبة ما بعد المصالحة الفلسطينية مفتوحة على الغموض، خاصة وان للرجل اذرعاً وادوات طويلة سواء في الضفة الغربية او حتى في قطاع غزة. لكن ما يضبط الاجابة حقا هو الاجابة عن سؤال فيما اذا كانت الدولة الفاعلة في الملف الفلسطيني قد رفعت الغطاء عن القيادي الفتحاوي المفصول ام انها تعمد الى التمهيد لادواره المستقبلية؟
ما زال الغموض يلف الكثير من الاسئلة حول مصير دحلان وهو غموض في الحقيقة ربما اذا ما انجلى يجيب عن جوهر ما جرى ودفع حركة حماس الى اتخاذ قرارا بحجم تسليم قطاعها الى "عباس".