وزير الداخلية: ضعف الجبهة الداخلية كفيل بزعزة الامن في الأردن وظهور المشكلات
مدار الساعة - التقى وزير الداخلية غالب الزعبي اليوم المشاركين في دورة الإدارة الشرطية العليا المنعقدة في اكاديمية الشرطة الملكية لعدد من كبار ضباط الأمن العام وذلك بحضور مدير الامن العام اللواء الركن أحمد سرحان الفقيه للحديث عن منظومة الامن الوطني ومكوناتها والعوامل المؤثرة فيها.
واستعرض وزير الداخلية خلال اللقاء الأحداث الجارية في المنطقة والظروف المحيطة بها وتداعياتها وما تتطلبه من اجراءات لحماية مكتسبات الوطن ومقدراته والحفاظ على امنه واستقراره والوقوف والتصدي لكافة التحديات التي تواجهه ، مؤكداً على الأهمية القصوى التي يحتلها الأمن في الحفاظ على الجبهه الداخلية والتي تعتبر على سلم أولويات واهتمامات الدولة لكي تظل قويةً متماسكةً مقاومة لأي تهديدات خارجية ، فضعف الجبهة الداخلية كفيل بزعزة الامن وظهور المشكلات المجتمعية والاقتصادية والسياسية مما يعرض امن تلك المجتمعات واستقرارها للخطر، مشيراً الى أن المقياس الحقيقي للأمن الوطني يمثله الشعور بالمواطنة الحقة لدى كافة افراد المجتمع وحرصهم الدؤوب على وطنهم وسعيهم للحفاظ عليه .
وقال الزعبي بأنه وبعد اعتماد مفاهيم الامن الشامل واشراك المواطن بالعملية الأمنية وحثه على التفاعل معها ، فإن علينا جميعاً الان فتح افاق جديدة لتلك المفاهيم لمواكبة التغيرات المستجدة التي طرأت على الجريمة واشكالها والتطور الذي رافق التقدم التقني ووسائل الاتصال المختلفة وما رافقه من تغير في المجتمع وانماط سلوكه ، وبما يعزز شعور المواطن بانتمائه للوطن ولمنجزاته ، وتشكيل هويته وقدرته على استشراف مستقبله ، والمساهمة في حماية منظومة الأمن الوطـــني .
مؤكدا ان جهاز الامن العام يشكل ركيزة واساس المنظومة الامنية لما يضطلع به من مهام وواجبات يقوم بها على اكمل وجه ، فلم تقتصر ادواره على مكافحة الجريمة انما كان له دور رئيس وفاعل في مساندة كافة موسسات الدولة في اداء عملها فكان اضافة الى دوره في مكافحة الفكر المتطرف من خلال برامج واضحة هادفة موجهه ، اضافة الى ادواره في ايجاد بيئة استثمارية واقتصادية وسياحي ملائمة ، ولا ننسى الدور الكبير الذي قام به رجال الامن العام اثناء تعاملهم مع ملف اللجوء السوري بكامل جوانبه .
وبين وزير الداخلية الزعبي حرص جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين واهتمامه بمنظومة هذا الجهاز حيث قال جلالته " إن جهاز الأمن العام هو خط الدفاع الأول عن المواطن ويحمل رسالة سامية تتجلى في خدمة الشعب وصون مكتسبات الوطن، كما يرسخ مفهوم سيادة القانون في ظل الدولة المدنية القائمة على مبادئ المساواة والعدالة والكرامة وحماية الحقوق والحريات " كما ووجه جلالته في اكثر من مناسبة الى ضرورة تأهيل كوادر الجهاز وتدريبه وتقديم الدعم له بكل ما يحتاجه اثناء اداء واجباته ، مع التأكيد على محورية دور رجل الأمن العام في بناء دولة القانون و توفير أقصى درجات الأمن والطمأنينة ، وايجاد قنوات مفتوحة دوماً للتواصل المتبادل بين رجل الأمن العام والمواطن ، وصولا لتأدية واجباتهم ومهامهم بصورة احترافية ومهنية تستند إلى أعلى معايير الانضباط والنزاهة والشفافية وحقوق الانسان .
وفي نهاية اللقاء أجاب وزير الداخلية على مداخلات واستفسارات الضباط المشاركين في الدورة واستمع لآرائهم ومقترحاتهم ووجهات النظر التي جاءت من خبراتهم الواسعة المكتسبة من خلال خدمتهم في جهاز الأمن العام وطبيعة عملهم في الميدان والتي تسهم في تطوير عمل منظومة الأمن الوطني
يشار إلى أن مدير الامن العام اللواء الركن أحمد سرحان الفقيه كان قد افتتح هذه الدورة والتي عُقدت في أكاديمية الشرطة الملكية لكبار ضباط الأمن العام ويعرض خلالها العديد من المواضيع الأمنية انطلاقاً من نهج مديرية الأمن العام في تطوير عمل المنظومة الأمنية بما يتناسب ومستجدات العصر ومتطلبات التنمية المستدامة وتخريج قيادات مؤهلة قادرة على تنفيذ استراتيجية مديرية الأمن العام الرامية لصون الحقوق والواجبات وتقديم الخدمة الفضلى للمواطنين بما يحقق مفهوم الأمن الشامل ليظل الأردن وطناً حراً عزيزاً أمناً.