مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.. نفقات بلا عائد

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/12 الساعة 08:43
مدار الساعة – ظل مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية يشكل اضاءة في تبيان حقائق الامور ومرجعية لأهل الفكر والسياسة والنخب والمجتمع للتعرف على دقة وصحة كثير من القضايا والاحداث التي يتناولها في قياساته. وكسب المركز ثقة الرأي العام الاردني وكان نموذجاً لجهات عربية ودولية لتناوله واهتمامه بامور تعني المجتمع والوطن كونه يتمتع بالثقة والمصداقية، ولربما يعود هذا لفهم وجرأة وشجاعة القائمين على المركز بإظهار النتائج على حقيقتها دون توجيه او تلاعب ذاتي او لضغوطات ما. في السنوات الأخيرة بدأ مركز الدراسات الاستراتيجية يتراجع في تأدية مهمته وصارت معلوماته والنتائج التي يقدمها للاعلام والمجتمع يشوبها الشك فصار يبتعد عن اهتمامات الرأي العام وتتراجع استقلاليته لأن المسؤولين على المركز ارتخت ايديهم عنه بحثاُ عن الرضا والمحاباة وطول البقاء فيه وخشية جهات لا تريد ان تتكشف اخطاء مسؤوليها وقصورهم في مسؤولياتهم الوطنية، كما يحدث بين حين وآخر في قياس مدى رضا الناس عن الحكومة او ما حققته الحكومة من تقدم او تراجع في أدائها. آخر ما صار يُعرف به المركز تنظيم ورشات جلسات لا تهم المواطن المثقل بهموم الحياة المعيشية في ظل تردي الوضع الاقتصادي ، او عمل جلسات على نطاق ضيق جداً من المشاركين وربما من المحسوبين، ومنها لا يتم نشر ما جرى فيها كما حدث في الجلسة الأخيرة واطلاع الناس عليه، وانه صار وسيلة للسفر بهدف كسب المنافع . لم نسمع منذ وقت طويل بأن المركز تبنى قضية من قضايا الوطن الشائكة وقد صارت تحدث على مدار الساعة، مثل حوادث السير ونتائجها وما يترتب عليها من كلف مادية وأثرها النفسي على اسر الضحايا واسباب هذه الحوادث وأي فئة مسببة وما هي الحلول الجذرية؟ ومثل هذه المشكلة، تبرز مشكلة العنف المجتمعي وانتشار المخدرات، والبطالة بنسبتها الحقيقية، والتلوث الفكري او ما يُعرف بالتطرف والارهاب والسرقات والاعتداءات المتبادلة بين عامة الناس والموظفين والأجهزة الأخرى،وغيرها من مشكلات. واذا كان المركز قد اعّد جلسات لمثل هذه القضايا فالمطلوب ان يعلن عنها اعلامياً وبشكل مستفيض لإطلاع الرأي العام عليها أولاً، وان يعيد الى أذهان الناس ثانياً بأنه مركز ما يزال على قيد الحياة، وليس عبئاً في نفقاته على الجامعة يضاف الى عبء مديونيتها حيث تعاني جامعاتنا برمتها.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/12 الساعة 08:43