بين شهداء الأمن العام وحادثة الدكتور الذيابات

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 16:54
د. مفلح الجراح ربما كل الاردنيين شاهدوا حادثة الدكتور محمد الذيابات وآخرين عبر الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، وكان وقعه صادما ومؤثرا ، مما حدا بالتدخل السريع من قبل الحكومة ممثلة هنا في وزير الداخلية ، لا بل تعدى الامر الى تطرق جلالة الملك للحادثة اثناء زيارته الى جهاز الامن العام؛ وان دل هذا على شيء فإنما يدل ذلك على حرص القيادة الهاشمية على سلامة المواطن وكرامته ورد الاعتبار له؛ ايمانا راسخا في عقيدة الهاشميين والاردنيين التي تقوم على كرامة الاردنيين جميعا وامنهم، ونهجا سديدا لمقولة الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه الانسان اغلى ما نملك . ولانني اعرف الدكتور الذيابات شافاه الله وعافاه منذ فترة طويلة وجاورته في سكن الجامعه واطلعت على صفاته الطيبة والكريمة، وهدوئه الأخاذ، وحواره الدافء، وسريرته النقية، وكرمه المشهود، فهذا كله يدفعني ان اكون غاضبا جدا مما حدث، حيث قمت بالتوجه مع زميل لي الى المستشفى ولكنهم اخبروني انه غادر وعرفت في نفس اليوم ان هناك اجتماعاً لعشائر الرمثا مما اضطرني الى تأجيل موعد زيارته لظروف الدكتور الصحية الطارئة والتي ادعو الهر عز وجل ان يشفيه ويعافيه ويرده سالما الى اهله وعشيرته ومحبيه وبلده. ولانني اؤمن بقوله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وان الانسان في طبعه الخطأ احيانا؛ وخير الخطائين التوابين ، ولانني ادرك تماما رجولة اهلنا في الرمثا العزيزة ، وطيب معشرهم، واصالة كرمهم الذي لا يسبق ، ولانني اؤمن ايضا بالدور الكبير لجهاز الامن العام ومنتسبيه والظروف القاسية التي قد يمر بها في ضوء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية، والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها مواطننا الكريم والتي فتحت الابواب لخروج البعض عن دالة الصواب سواء كانوا من الشعب او من الاجهزه الامنية التي هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب مما ادى الى دخول هذه التصرفات الغريبة الى مجتمعنا الاردني الاصيل . وهنا لا اجد المبررات لتلك التصرفات او العنجهيات، ولكنني اضع النقاط على الحروف في وجوب تشخيص المشكلة وتحديدها وايجاد الطرق والحلول لمعالجتها وهذا لا يأتي ابدا الا بتكاتف الجهود في العمل المخلص ، والتسامح الشامخ لوجه الله تعالى في ان نتعلم من اخطائنا وان نعطي الفرصة لمن اخطأ لاعادته الى جادة الصواب بعد ان نبين له مقدار تصرفه الخاطئ ، والتاكد من مدى قابليته للعودة الى الطريق السليم والصحيح ، نكون بذلك نبني مجتمعنا على احسن وجه؛ فلذلك جاء ايماني عظيما بحكمة وشهامة الدكتور محمد واهلنا في الرمثا جميعا على قدرتهم على التسامح والصفح اكراما لله ثم لجلالة الملك ثم للشعب الاردني العظيم. واذكركم هنا بأن جهاز الامن العام وادارة البحث الجنائي فيه؛ قد قدم الكثير من دماء شهدائه الابرار دفاعا عن الوطن والمواطن في اكثر من موقع فكانت دماؤهم الزكية تسيل على الارض الاردنية لتمتزج بترابها الطهور لتنبت كرامات اردنية جديدة نسير على هديها، ونقتدي اثرها، كذلك فإن افراد الجهاز الان يعملون ليل نهار في خدمة المواطن وراحته وامنه، فربما هذه الدماء الزكية ، وهذا العمل المضني يشفع لمن اخطأ من زملائهم في قلب الدكتور العزيز محمد الذيابات ومن معه، وفي قلوب الاردنيين جميعا، وخصوصا اهلنا في الرمثا العزيزة والابية؛ لتكون هذه الشفاعة الخالصة التي جاءت لوجه الله واكراما لدماء شهدائنا الابرار في جهاز الامن العام وفي كافة انحاء البلاد منارة خير وهداية وعنوان رئيس من التسامح والصفح تجعلنا جميعا نلتزم بالنهج القويم ، والطريق السليم لبناء اردن قوي ومتين بعيدا عن كل التجاوزات والاخطاء التي سوف تذبل وتضمحل امام هذه الشفاعة العظيمة وامام هذه المنارة المضيئة ؛ شفاعة الاردنيين الاحرار ومنارة عزهم وتوادهم وتراحمهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 16:54