الزيارة التاريخية لأول ملك سعودي.. هل بدأت ملامح تغيير تاريخ المنطقة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 10:46
مدار الساعة - سلام الحايك - ربما يكون الوقت الحالي مناسباً، أكثر من أي وقت مضى، للحديث عن تغييرات كبرى ستطال المنطقة ودولها، وربما أيضاً للحديث عن إعادة رسم الخرائط. تحالفات تنتهي وأخرى ترتسم، بما يشبه الانقلاب في الشرق الاوسط، وإن جاز لنا ان نقول الجديد. الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا، مؤخراً، كونها الأولى لعاهل سعودي منذ تأسيس المملكة، ليست بعيدةً عن ذلك. نقول ليست بعيدة عن ذلك لأن التاريخ يشير إلى التباين بين الدولتين في كثير من الملفات، وبخاصة الملفان الإيراني والسوري. فهل إعادة رسم التحالفات السياسية والتغير الجيوسياسي في الإقليم هو السبب الحقيقي في انفتاح الرياض على موسكو؟ أم أن علاقة روسيا بإيران تطلبت من الرياض المسارعة لخلق توازنات سياسية جديدة؟ أم أن الموقف الأميركي من الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من أربعة اشهر بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ودولة قطر من جهة أخرى تقف خلف الزيارة وتتطلب عقد تحالفات جديدة وقًوية؟ بداية الحديث بدايةً لنتذكر أنه في اليوم الذي يستذكر فيه الفلسطينيون والعرب ٧٠ عاماً على مرور النكبة تقوم إسرائيل في عواصم أوروبية عديدة احتفالات ثقافية بمناسبة مرور ٧٠ عاماً على تأسيس دولة الاحتلال. ولا يخفى ان الاحتفالات الاسرائيلية تقام، في ظل الظروف الداخلية التي تمر بها الامة العربية، وهو الامر الذي جعل رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز يدعو الى تعزيز الجهود المشتركة واعادة احياء التضامن العربي للحفاظ على استقرار المنطقة وتمكينها من تجاوز حالة الضعف والتراجع التي تعيشها. الفايز في الوقت نفسه، أكد مراراً وتكراراً أن أمن الخليج من أمن الأردن والعكس صحيح. منطقة متحركة لم يكن الوصف الذي أطلقه مؤخراً رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري بأن "المنطقة متحركة بحدود جديدة وانظمة جديدة" ضرباً من التشاؤم، فالرجل "يقرأ" أحداث المنطقة بعين الخبير المتمترس خلف تاريخ كبير بملفات السياسة وشؤونها. بل أن المصري وصل إلى حد القول بأن "مظاهر سوريا الجديدة والعراق الجديد وفلسطين الجديدة وقد يكون الاردن الجديد" قد بدأت، فيما تاريخيا الدولة العبرية بنيت على ايديولوجية دينية وليست سياسية. ليس بعيداً عن محمد بن زايد في قراءة للمشهد، يبدو أن الخيوط تقترب كثيراً من العاصمة الاماراتية أبو ظبي وولي عهدها محمد بن زايد الذي يرتبط بعلاقة شخصية قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بويين وكذلك مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الامير الشاب الذي لعب دوراً هاماً في هذا التقارب. عتب سعودي على واشنطن من هنا أو هناك، لا شك ان هنالك جملة من المتغيرات التي تقف خلف زيارة الملك سلمان الى موسكو، أولها، وفق المحلل السياسي الدكتور نبيل العتوم في حديث لـ"مدار الساعة"، العتب السعودي على واشنطن وموقفها من الازمة الخليجية، وهو الامر الذي دفع الرياض لموازنة العلاقات مع أميركا من خلال التقارب مع روسيا. وبحسب محللين فإن ملف الأزمة الخليجية كان حاضراً خلال المباحثات التي عقدها الزعيمان السعودي والروسي، وسط توقعات بأن تجدد موسكو دعمها للوساطة الكويتية، ودعوتها لحل الأزمة عبر الحوار. وتعصف بالخليج أزمة بدأت، في 5 حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة. المتغير الثاني، الدور الروسي فيما يتعلق بالازمة في ثلاث دول هي العراق وسوريا واليمن، ومحاولة ايجاد مقاربة لانهاء الازمة اليمنية، من خلال علاقات موسكو الوطيدة مع ايران، من اجل التفرغ لملفات أخرى ابرزها رؤية الامير محمد بن سلمان 2030، وكذلك تفرع الرياض للقضايا الداخلية والازمات الاقليمية الاخرى. إذن، الرياض رأت أن موسكو تملك مفتاحاً في مداخل أزمات اقليمية، فسارعت في محاولة منها إلى ايجاد تقارب مع روسيا فيما يتعلق بالأزمة السورية على وجه الخصوص، والازمة الخليجية مع قطر كذلك. ليست في مصلحة إيران ويرى العتوم أن التقارب السعودي الروسي، لا يصب في مصلحة ايران "اذ ان السعودية طلبت من موسكو كف يد ايران عن التدخل في شؤون المنطقة". التسليح المتغير الآخر في العلاقات السعودية الروسية، وفق العتوم، رغبة الرياض في ايجاد ارضية مع روسيا حول الصفقات العسكرية، والتي بدأت بعقد صفقة لشراء منظومة الدفاع الصاروخي اس 400 من موسكو. بالاضافة الى أن السعوديين أرادوا إيصال عتبهم على الأميركيين بتأخير تزويدهم بمنظومة ثاد الصاروخية كثيراً . وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف قال رداً على سؤال حول ما إذا كان التعاون العسكري التقني سيبحث خلال القمة الروسية السعودية: "يمكن توقع وروده أيضًا في أجندة العمل". وبحسب تصريح سابق للأمير محمد بن سلمان، تنفق السعودية بالمتوسط نحو 70 مليار دولار سنوياً على استيراد السلاح. وتستهدف رؤية السعودية 2030 توطين 50% من واردات السعودية من الأسلحة وفي مايو/أيار الماضي، أسست السعودية شركة صناعات عسكرية وطنية جديدة، تحمل اسم الشركة السعودية للصناعات العسكرية، من المستهدف أن تكون ضمن أكبر 25 شركة في العالم بحلول 2030. في المحصلة، هنالك افاق واعدة في التقارب السعودي الروسي، خاصة فيما يتعلق بصفقات الطاقة، وعلى الصعيد الاقتصادي ككل، وفيما يتعلق بالنفط والغاز وتحلية المياه ومشاريع اخرى مشتركة. بالاضافة الى ابراز الدور الروسي في حلحلة القضايا والازمات الاقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
  • مدار الساعة
  • الملك
  • لب
  • عرب
  • عربية
  • رئيس
  • الأردن
  • الجديدة
  • الاردن
  • اقتصاد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 10:46