شرق اوسط جديد ومستباح !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/10 الساعة 15:31
يبدو ان التقارب التركي الايراني لم يلاقِ استحسانا عند ثلاثي اضواء المسرح العالمي ( امريكا واسرائيل وبريطانا ) وسيعجل من تحقيق حلم الشرق الاوسط الجديد الذي راودهم منذ امد طويل , بعد ان وجدوا اجحافا كبيرا لم تنصف المنطقة حقها الطبيعي كما يتراء لهم في تقسيمات (سايكس بيكوا) ومن هنا كان لابد ان يعيدوا النظر في هذه القسمة وخاصة ان امريكا واسرائيل يحضروها مثلنا , وان نظرتهم ومصالحهم الحالية في المنطقة لاتتوافق مع ما ذهبوا اليه قديما , ومن هنا كان لابد ان يتم خلق ظروف واحوال في المنطقة تهيء لهم لمثل هذا التغيير , ومن هذا المنطلق قاموا بدعم (الفوضى الخلاقة ) والارهاب في المنطقة من الربيع العربي حتى الثورات المضادة انطلاقا من فكرة ان ( الولادة تأتي من الالم) , ويبدأ تنفيذ طروحات وتصورات الادارة الامريكية عن شرق اوسط ديموقراطي جديد بالغاء الخرائط الاستعمارية السايكس بيكية القديمة لانتفاء الحاجة اليها بسبب المتغيرات القومية والطائفية والديموغرافية الجديدة للبلدان المعنية بالتقسيم , اي تقسيم ما هو مقسم وتجزئة ما هو مجزء وهذا هو الحلم الأمريكي وحلم الانفصاليين والتابعين والسائرين ضد أحلام ومستقبل شعوبهم. ان الشرارة التي انطلقت من كردستان العراق هي التي ستكون وقودا لنار لن تنطفىء حتى تحرق المنطقة برمتها , والتي قد لاتبقي ولا تذر بعد ان تذكيها امريكا واسرائيل بامطار من الزيت الحارق, علاوة على تزامنا مع معارضة تركية ايرانية لمشروع الدولة الكردية على حدود بلديهما , والدول الاخرى تنتظر الطوفان القادم باذرعة مفتوحة منساقين اليها كالخراف اما موقف العراق واعلامه وهوالمتضرر الاكبر من الانفصال الكردي ما هو الا فقاعات هواء في فنجان حيث انه واقعا مقسما فالجنوب شيعي والوسط سني والان الشمال كردي , والذي سيكتوي بنارها تركيا وايران اللذان سيدخلان ضمن خارطة التقسيم الجديدة وقد تنضم اليها دولا اخرى لاتخطر على بال احد , والقطرة جاءت من دعم امريكي سافر للحزب الديموقراطي الكردي نكاية بتركيا , والذي يحلم بدولة له في شمال سوريا اسوة بنطيره الكردستاني , والغيث كائن في الغاء الاتفاق النووي الايراني الغربي , وفي تأزم العلاقات التركية الامريكية ثانيا والتي برزت على السطح بعد ان كانت مستترة طيلة هذه المدة. فلم رعب مخيف سيعرض على شاشاتنا يتم التحضير له بسيناريو امريكي وانتاج صهيوتي وكومبارس عربي واحداثهاتدور على ارض الشرق الاوسط الذي ستعج ساحاته بالخيول والجحوش والحمير ومن كل حدب وصوب لتغيير ما يجب تغييره , وفرسانهم حفنة من المأجورين الحاقدين المدفوعي الثمن , وسيكون وقودها الشيوخ والنساء والاطفال والابرياء والمهجرين في الاصقاع , وستمتزج ميائها مخضبة بدماء الاحرار والغيارة , وخاتمته تقسيمات انثية وطائفية وعرقية حتى يسهل حكمها والسيطرة عليها ... قريبا ... وان غدا لناظره قريب.
  • عرب
  • الجديدة
  • تقبل
  • مال
  • نساء
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/10 الساعة 15:31