نتمنى حدوداً مفتوحة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/09 الساعة 00:18
اليوم يكون رئيس الوزراء الأردني ضيف رئيس الوزراء العراقي - إن شاء الله - فالعلاقات بين البلدين الشقيقين بقيت، رغم تغير الأنظمة السياسية في العراق، في وضع معقول فلا تهديدات، ولا انذارات ولا تصالحات بعدها. فهذا الاسبوع قام رئيس الوزراء التركي بزيارة بغداد، ورغم الابتسامات فان القضية الاساسية بقيت دون حل: فهناك قوات تركية في منطقة حساسة شمال غرب الموصل يقول الاتراك انها لتدريب عراقيين على مقاتلة الارهاب، وقوات ثائرة كردية من حزب العمال التركي يرابطون في «كردستان العراق» رغما عن موافقة او عدم موافقة سلطات الحكم الذاتي في اربيل.

نحن لا نحتل اي متر من العراق، ونعمل بجد على مساعدة الدولة العراقية للسيطرة على حدودها في مركز طريبيل.. تماما كما نتمنى مساعدة الدولة السعودية على استعادة سيطرتها على الجهة المقابلة للاردن من حدودها، فالفراغ في غرب العراق او جنوب سوريا، هو خطر بحد ذاته، لانه مفتوح لنشاطات ارهابية او تخريبية، وليست لنشاطات مفيدة.

نحن نريد من العراق فتح الحدود وتأمينها، لان وضعها الحالي يشكل حصارا اقتصاديا للاردن وللعراق، وخرابا لتجارة كانت دائمة مربحة.

وبهلوانيات تجارة الأردنيين تبدو اشبه باللامعقول اذا تصورنا بضائع بشاحناتها المبردة وغير المبردة تقطع مئات الكيلومترات في السعودية لتصل الى الكويت.. ومن حدود الكويت الى العراق، بكل ما في الدنيا من عراقيل: احداها ان هناك شاحنات اردنية لا صدّام امامي لها، وتخالف السير على طرقات السعودية. ثم تأتي المصالح الوطنية الكويتية والعراقية لنقل البضائع من الشاحنات الاردنية ومن الشاحنات الكويتية الى الشاحنات العراقية.

والتجارة الاردنية معطلة من الجهة السورية، وكذلك مع لبنان عبر سوريا، ودون اي وجع رسمي سوري، فانها كذلك مع الاردن، ومع السعودية ودول الخليج العربي. هل هذا معقول؟!.

- نعم، فلا شيء معقول في العلاقات العربية ولعل قصة الدواء الاردني الذي يباع في سبعين دولة يبقى خارج حدود مصر، مع العلم ان الدواء المصري بتفاوت نوعيته يجد في الاردن صدر البيت: ويا مرحبا بالعرب.

هناك الكثير على جدول اعمال رئيسي الوزارة الاردني والعراقي. وهناك اولويات اهمها فتح طريبيل امام تجارة البلدين. وقد تكون المنطقة الحرّة بين حدود البلدين اسهل المشروعات المشتركة، وتفيد العراق اكثر من الاردن لانها تقدم، مجاناً، نموذجا مربحا للعمل العربي المشترك. فالسوريون لم يستفيدوا ابدا من مشروع مشابه لان عقول الناس مركبة على الحدود الصعبة، والحمائية المفرطة.. واذا لم يعجبك فانت ضد الوحدة العربية، وعميل للبنك الدولي وصندوق النقد.

ليس من مهمتنا تعديل عقول الناس، لكن التجارة الحرة هي التي توزع الربح على كل الاطراف. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/09 الساعة 00:18