على كُلٍ

مدار الساعة - كتب .. محمد عبد القادر رفع العقوبات.. ثم ماذا بعد؟!! أما وقد أفضنا فى الاحتفاء بقرار رفع العقوبات الأمريكية الذى يستحق, فيلزمنا بعد الآن الانصراف الى ترتيب الأوضاع التى تهيئ بلادنا للاستفادة القصوى من انهاء الحظر الاقتصادي وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية. لا يعتبر رفع العقوبات غاية فى حد ذاته وليس نهاية المطاف بالطبع لكنه بداية حقيقية للتواصل الفعال مع الولايات المتحدة, مازلنا امام تحدي رفع اسم السودان من لائحة الارهاب والعمل على مغادرة مربع العقوبات المفروضة بموجب قانون سلام السودان فى 2006. هنالك جملة تطورات مهمة افضت الى هذا التطور الايجابي فى العلاقات مع امريكا اولها مشروع الحوار الوطني الذى اطلقه الرئيس عمر البشير فى يناير من العام 2014 ومثل (ضربة معلم) ارست تجربة جديدة فى تسوية النزاعات, وافضت الى عافية انتظمت المشهد الداخلي واكدت جدية الحكومة فى التوصل الى سلام اصبح فيما بعد اهم بند فى خطة المسارات الخمسة التى اقرت امريكا بموجبها رفع العقوبات. يلزم السودان ابتداء الحفاظ على ما تحقق من انجاز فى ايفائه لخطة المسارات الخمسة, لابد من التركيز على محاربة الارهاب والعمل على تحقيق الامن الاقليمي خاصة فى دولة الجنوب وتوسيع دائرة السلام فى الداخل والاهتمام بتوصيل الاغاثة والتوصل لاتفاقات نهائية توقف العدائيات, كما ان السودان مطالب ببذل جهود اضافية لتعزيز اوضاع حقوق الانسان والاهتمام بالشواغل الدولية للولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسها ملف كوريا الشمالية. تحسين الوضع الداخلي عبر تنفيذ توصيات الحوار الوطني سيسفر عن صورة ذهنية ايجابية عن السودان تساعد على المزيد من الانفتاح، هذه الصورة مطلوبة لبلد يتوثب الآن لاستقبال الشركات الاجنبية وتدفقات رؤوس الاموال ويجتهد فى تأهيل بنياته على نحو يلبي رغبة القادمين الى اسواقه والساعين للاستفادة من موارده الطبيعة. لا اعتقد ان السودان كان فى حاجة لأية وصاية امريكية لتحقيق السلام وتعزيز الامن الاقليمي ومكافحة الارهاب وتوصيل المساعدات الانسانية والاهتمام بالحريات وحقوق الانسان , هذه المطالب وان كان ينظر اليها البعض بأنها شروط امريكية لكن السودان خطا فيها خطوات واسعة قبل ان تندرج ضمن خطة المسارات الخمسة , مازلت اكرر ان احدى عبقريات سياستنا الخارجية بقيادة الربان الماهر البروفيسور ابراهيم غندور انها ادخلت (العادي) فى اجندة الحكومة فى دبلوماسية (خد وهات) وحصلت بالطبع على ما ارادت من واشنطن. من المؤكد ان خطاب الرئيس عمر البشير امام فاتحة اعمال البرلمان استصحب تطور رفع العقوبات بحكم اشرافه المباشر على ملف العلاقات الخارجية, البرنامج التركيزي لتحسين الخدمات والتنمية يخاطب بشكل اساسي مطلوبات المرحلة المقبلة وكذلك التوجيه بتنفيذ توصيات الحوار الوطني, السودان مطالب بهيكلة الاقتصاد وانتهاج سياسات محفزة للانتاج ومراجعة قانون الاستثمار وتهيئة الجهاز المصرفي لاستيعاب التدفقات المالية القادمة, والعمل الدؤوب من اجل اكمال الخطوة القادمة المتعلقة برفع اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب. * رئيس تحرير (الرأي العام)