ثلة لن تنسى
الحمد ثم الحمد ثم الحمد، الحمد لله الذي هدانا لكي نحمده على نعمه وآلائه، الحمد لله الذي سخر لنا كل شيئ، الحمد لله الذي أصبغ علينا نعمة وجود الأردن منذ الأزل في بلاد الشام لكي تكون أرض المنشر والمحشر بنهاية الدنيا الفانية ليعود العدل والمساواة والتسامح على المعمورة. والصلاة والسلام على أولي العزم من الرسل وسيد الخلق وبوابة الله في الهداية محمد صلَى الله عليه وسلم. وقد أزجى الله للبشرية نعماً لا تعد ولا تحصى ومنها وجود الأردن منذ الأزل على الخارطة العالمية بدليل وجود آثار 18 نبي ورسول عبروه أو إستقروا على أرضه بإعتباره من أوائل دول بلاد الشام بان المسيحية قد بدأت من أراضيه. كما تم انتشار الإسلام بتوأمة سرمدية مع بيت المقدس بوابة السماء والأردن مفتاح بوابة حوار الأديان والحضارات مما أفرز إنساناً مميزاً في البذل والعطاء من شتى الأصول والمنابت بنى حكماً مع الهاشميين بعقد إجتماعي متين ما يقارب قرناً من الدهر وكما جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملانهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً.
وبما انني صاحب التفائل الدائم بالإيمان المطلق بانه لا يزال هناك إناس يثروا بعملهم على صفحات الوطن نكهة في مجال تخصصاتهم لتكون رصيداً سرمدياً في قابل الأيام، فمنهم ذاك المعتق في دهاليز اللغويات الذي طلب العلم من المهد إلى اللحد يعلم ويتعلم، ذاك الخارج من رحم جنوب العز والعطاء وادي موسى الذي جلب علم اللغويات وأدابها من بلاد الأنكل سام لينشره في جامعات الوطن، ومؤسساً صرحاً علمياً شامخاً في معان الأبية (جامعة الحسين بن طلال- طيب الله ثراه)، إنه المهني الأكاديمي معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي: عادل عيسى الطويسي الذي ينتطره عمل شاق في إعادة التعليم العالي لسيرته الأولى نتيجة لتربيتيه أسرة نموذجية.
أما ذاك البدوي التي أخرجته قبيلته المسيحية من رحم مدينة الإخاء المسيحي- الإسلامي أول مدينة أرست هذا الإخاء في العصر الحاضر ( مدينة مأدبا ذات الفيسيفساء في الحب والود والوئام)؛ الذي قدم الخدمات الرعوية المختلفة لكنائس المعمورة، وصاحب القول: (أريد أن أزرع فرح الحياة) والذي طبقه عملياً على الأسس الروحية للحياة المسيحية، مثل فرح العيش كمسيحيين الأرض المقدسة التي تعلمنا الصبر. إنه المونسنيور البطريرك فؤاد الطوال رئيس أساقفة اللاتين في القدس. الذي نفذ نصيحة والدته : عندما رأت تعييناتيه الكثيرة في الرسالة وتنقله من قارة إلى أخرى لتقديم الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي، معلقة: ولد هذا الولد بدويا، وسوف يبقى بدويا. ثم عاد الآن، ليكون تحت خيمة البطريركية الكبيرة التي تحمي الجميع بنوعية الحياة الإنجيلية التي ستحمي كنيسة الأرض المقدّسة والمنطقة، ثم هذا البطريرك العربي الوحيد الذي تقلد تلك المناصب بالإضافة إلى مساهماته في نشر العلم والمعرفة من الذين قاموا بتأسيس الجامعة الأمريكية في مأدبا مدينة عشق الإخاء الأبدي.
وعندما جاءت حكومة دولة الدكتور الملقي: كتبت مقالاً كنصيحة لدولته كيف لا تأتي بمن ينهض بقطاع السياحة العريض، ذاك صاحب الاحتصاص الذي حول مصطلح (تضارب المصالح) إلى مفهوم جديد بإختيار الوزارة بدل التجارة الناجحة، لتصب في مصالح الوطن الأقتصادية، و ترويج السياحة محلياً وعالمياً، من خلال تشجيع سياحة المغامرات بإطلاق مسار درب الأردن الرائع وبرنامج الأردن أحلى، وتطويرالخدمات السياحية وتحفيز الإستثمار السياحي، وتوظيف إرث المملكة الأثري والتاريخي والطبيعي والثقافي الغني والمتنوع ، لكي تُمسح دمعة يوحنا عن خد مكاور لتكتمل أركان الحج المسيحي كأفضل ترويج للمواقع السياحية الدينية المسيحية في الاردن لتكون على مدار العام. إنها معالي وزيرة السياحة والآثار لينا مظهر عناب رغم الهجومات النيابية على وزارتها.
وانطلاقاً من الحقيقة الصائبة في مجالات التربية والتعليم، يطل علينا ذاك الخبير الدولي التربوي الذي عمل في البنك الدولي بواشنطن، والتعليم العالي بالصين ودول شرق آسيا، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي السابق للتربية في الدول العربية. إنه الجار العزيز ذو الأدب الجم والخلق الرفيع، وصاحب الخبرات الطويلة الذي أرسى الأهداف الاستراتيجية ذات السياسات التربوية القابلة للتنفيذ التي طبقت في الصرح العلمي الفذ بنكهة إمريكية- أردنية (الجامعة الأمريكية في مأدبا)، ومحولاً مجتمع المعرفة بثقافة جديدة للكفاءة مقدمةً الدعم المستمر في تطويرتنمية المجتمعات المحلية. إنه الدكتور فيكتور يعقوب بلة: رئيس مجلس التعليم العالي ورئيس مجلس أمناء هذا الصرح الشامخ.
أما تلك الشخصية القادمة من بلاد الراين المتخصصة في الكيمياء غير العضوية / الكيمياء التحليلية وإدارة المياه. والحائزة على جائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية في مجال العلوم البيئية. والتي تهدف الى تعريف المجتمع العربي والدولي بالنساء العربيات البارزات اللاتي قدمن أعمال قيمة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع الباحثات العربيات سواء داخل الوطن العربي أو في بلاد المهجر لخدمة مجتمعاتهن العربية. وتتركز اهتماماتها البحثية في مجالات إدارة المياه والتلوث البيئي والدراسات في مجال المياه والتربة ومعالجة المياه المستعملة وإعادة استخدامها. كما أشرفت على البرنامج الرئيسي متعدد الثقافات حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع جامعة كولونيا للعلوم التطبيقية في ألمانيا. وبذلك أكتسبت من التجربة الألمانية الأصرار والتصميم لكي تقود رئاسة الجامعة الألمانية الأردنية بكل كفاءة وإقتدار، ومساهمات الجامعة لتعزيز المهارات في المجتمعات المحلية وتطويرها، وكذلك دعم صناع القرار في قطاع المياه في الأردن. إنها الدكتورة منار خالد فياض.
وأخيراً ذاك الخارج من رحم طولكرم، تلك المدينة التي أنجبت العقد الأجتماعي لكافة أجيال المملكة بتوأمة سرمدية بين فلسطين والأردن، على الرغم من معآناتها من ويلاتِ ظلمِ الاحتلالِ الصهيوني. إنه ذاك المسافر بين الكويت ودبلن للحصول على أعلى الشهادات والدرجات العليا لكي يزرع بذور العلم والمعرفة في جنباتِ الوطنِ ليحصد طلاب الخيرَ والعطاءَ علماً وانتماءً. ولا أقول فيك إلا مأ أقتبسته من الرجال المنصفين لقامات الأردن العلمية:(لقد نَشزتْ عِظام المحتاجين، وكسوتها بعراقة المجد الذي تعيشه بكل نخوة الرجال الذي ما أمتدت يده إلا لإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف . لهُ في كلِ موقعٍ أثرٌ، من جامعة عمان الأهلية، وجامعة الشرق الاوسط الأبية، وأخيراً جامعة عمان العربية، فهامَ بصمتهِ فأنطقَ العبادُ بفضلِ العملِ ،وكوّنَ الإرادة َ وصممَ العطاءَ لترتوي منه أجيالٍ فأجيالِ . انهً علمٌ بحق ورأساً في الولاء ذو المثابرةِ والعطاءِ ، من الرجالِ الذين ما تاهتْ خطاهم في فوضى الأيامِ ، بل استباحَ الوقتُ والمكانُ بنبلِ الأخلاقِ وطيبِ الثنايا ،وحمرةِ العملِ ، شخصيةٌ ستبقى لها في ساحاتِنا وقعُ الخيرِ ودفءُ الانتماءِ). إنه الدكتور ماهر لطفي سليم.