إصلاح ذات البين

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/06 الساعة 22:47
د. علي محمد الطالب قواقزة الخلافات في هذه الدنيا واردة، والنزاعات قائمة منذ القدم، ولا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة التي يوغر بها صدور الخلق، لينفصلوا بعد اتحاد، ويتنافروا بعد اتفاق، ويتعادوا بعد ألفة ومودة وأخوة. فقد يكون بينك وبين أخيك .. أو ابن عمك أو أحد أقاربك .. أو زوجك .. أو صديقك شي من الخلاف فهذا أمر طبيعي فلا تنزعج له.. قال تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ".
فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل قصارى جهده ليصلح بين المتخاصمين .. فيكون قلبه من أحسن الناس قلوباً .. نفسه تحب الخير .. تشتاق إليه .. يبذل ماله .. ووقته .. ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر .. ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما .. إن الإصلاح بين الناس أمر عظيم، يحبه الله جل وعلا ..وما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار .. وينبغي للمصلح أن يكون ذا حلم وتقوى لله تعالى وعمل صالح، وإنصاف للنفس حتى يتوسط بين الناس بما أعطاه الله من العلم والبصيرة، ويجب عليه أن يتحلى بالصبر والتواضع، حتى يتوسط بين من زين لهم الشيطان الاختلاف والفرقة، ومن صفاته أيضا أن يكون جواداً كريماً سخياً، يستطيع أن يبذل المال في الإصلاح بين الناس، ومن صفاته أيضا أن يكون حسن الخلق والتواضع والجود وطيب الكلام وحسنه، وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم. فهنيئـاً أحبتي لمـن وفقـه الله للإصلاح بين متخاصمين أو زوجين أو جارين أو صديقين أو شريكين أو طائفتين .. هنيئاً له .. هنيئاً له .. ثم هنيئاً له ..
  • لب
  • قائمة
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/06 الساعة 22:47