رسالة إلى خالد هجهوج المجالي في الذكرى 44 لحرب تشرين

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/06 الساعة 20:03
السلام عليك أبا سرحان، فهذا صباح تشريني يتسرب البرد إلى الضلوع ويهز شجر الزيتون، ويحمل معه الشوق إلى القرى المنسية، ويستفز الذاكرة على الوطن والعسكر والدم والبارود ، ونفتح معك دفتر البطولات التي كنت يومها تصنعها وأنت تقود دبابات اللواء المدرع الأربعين (لواء الله) ، وتعبر به دروب الشمال ومروج حوران، وتقرأ مع عسكرك "والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى". تمر بنا ذكرى حرب تشرين، يذكروك الآن بخجل ، وقد حذفوا بطولات جيشنا من المناهج، ولو إستطاعوا لإستبدلوا بنادقنا بالعصي ، وجعلوا الرصاص لصيد الحباري ، لكننا يابن بلدي وابن دمي نحن من يذكرك ونطرز إسمك على الشجر والغيم وعلى قلوب العسكر ، فأنت من جيل زرعوا الدفلى بقلوب العدو ، وكان يقف شعر رؤوسهم كلما مروا بإسمك يا "ثعلب الدروع " ، فقد أدرت المعركة من ظهر دبابتك ، وكتائبك تقاتل في "نوى " و "تل الحارة " و" تل مسحرة " و " الشيخ مسكين" ، وكنت بينهم في لحظات الإشتباك ، وعندما تلاحم الفولاذ والرصاص واللحم والدم كنت توجهم نحو المزيد من القتال . ما زال الناس يذكرون الملك الحسين وهو يودع قواتك وهم يعبرون الحدود الشمالية من نقطة درعا السورية ، والصبايا يصهلن بالزغاريد والتروايد :" قطعت أنا حدود سورية وأنا على الولف دوارة يا حارس الشيك وإفتح لي ومن الكرك جيت زوارة" .. ويذكرونك مع الحسين أيضا وهو يجلس على تراب أرض الجولان في ظل دبابة ، وحوله رجاله : الشريف زيد بن شاكر وعطاالله غاصب وأنت معهم ، ويكتب رسالة من الجبهة إلى الرئيس حافظ الأسد . لا نبكي على الزمان الجميل ، ولكن نبكي وطن كان لنا يوما ، كنا نشد ظهرنا برجاله ، ونسند ضلوعنا على ضلوعهم ، يشبهون هذا التراب سمرة وطهرا ، صنعوا لنا بطولات وتاريخ ما زلنا نتغنى بها ، فسلم على عسكرك وعلى الشهداء ، وسلم لنا على الشهيد النقيب فريد الشيشاني أتذكره حين فرغت ذخيرته ، خرج من برج دبابته ، وهجم على العدو بسلاحه الأبيض ولقى الله شهيدا مبتسما ...
فالسلام عليك أبا سرحان ، والسلام على الزمان الجميل ، والسلام على العسكر وعلى القادة والألوية التي ما إنتكست راياتها يوما ، والسلام على الوطن الذي كنا وما زلنا نحبه
  • مال
  • لب
  • الملك
  • الكرك
  • رئيس
  • نقيب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/06 الساعة 20:03