انتحار إسرائيل -2-
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/05 الساعة 00:19
حل دولتين لشعبين في طريقه للانقراض إن لم ينقرض فعلا، ومشروع الكونفدرالية لا حياة له، وقصة الترانسفير التي حلم بها بعض المحمومين من الصهاينة غير قابلة للتطبيق، ولهذا لم يبق إلا خيار الدولة الواحدة، وهو المشروع الذي يبدو أنه –على الأرض- بدأ يأخذ طابع التطبيق!
يكتب المعلق ميكي جستين في «هآرتس» يوم 3/10/2017 في مقال بعنوان: اليمين ما بعد الصهيوني، إن نتنياهو وتحالفات اليمين برئاسته يقودان عمليتين متوازيتين ستؤديان خلال سنوات قليلة إلى نهاية دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي ونهاية الحلم الصهيوني، أما العملية الأولى –كما يقول- فهي التصفية العملية للخط الأخضر وشطب حل الدولتين من جدول الأعمال اليومي، (وقد سبق وأن أوضح محمود عباس أن البديل هو حل الدولة الواحدة الديمقراطية، والمطالبة بالحقوق المدنية الكاملة) الدولة الواحدة لن تكون بالتحديد دولة الشعب اليهودي، بل دولة مشتركة لليهود والفلسطينيين، أما العملية الثانية التي يقودها اليمين وتجري خارج حدود اسرائيل، فهي قطع العلاقة المقصود بين المركزين الكبيرين للشعب اليهودي في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، حيث تتم عملية سيطرة الأرثوذوكسية (المتدينين) المتزايدة على الحياة المدنية في اسرائيل وبهذا تحولت اسرائيل من دولة الشعب اليهودي الى دولة الأٌقلية الارثوذوكسية، إن من يعتقد أن اسرائيل يمكنها أن تكون يهودية وثنائية القومية، أو ارثوذوكسية ويهودية شاملة، يوهم نفسه ويقود الصهيونية نحو الكارثة. التعددية، الديمقراطية، حقوق الانسان وانهاء الاحتلال ليست امتيازات، بل هي الآليات التي تمكننا من الحفاظ على الفكرة التي توجد في أساس اسرائيل!
وكذا فعل أوري سفير في «معاريف» يوم 2/10/2017 ففي مقالة بعنوان: واجب التحذير
رأى أن حكومة نتنياهو – بينيت تتطلع بشكل شبه علني الى تجسيد رؤيا اليمين لبلاد اسرائيل الكاملة. نفتالي بينيت يتبنى فكرة الضم في المرحلة الاولى لكل مناطق ج في الضفة الغربية. 60 في المئة من المساحة، بعد ذلك ستأتي الخليل، قبر يوسف في نابلس، قبر راحيل في بيت لحم وكل منطقة القدس حتى نهر الاردن. نتنياهو هو الآخر يتحدث عن حق الآباء والأجداد(!) وعن الاحتياجات الأمنية أيضا، ولكنه يقصد ذات الرؤيا العابثة التي وضعها زئيف جابوتنسكي ومناحيم بيغن. هذه وصفة مؤكدة لتدمير الرؤيا الصهيونية المتمثلة بالوطن القومي للشعب اليهودي في البلاد. وطن قومي نصف سكانه – وقريبا أكثر – هم عرب (في معظمهم مسلمون) – ليس وطنا؛ لا قوميا ولا يهوديا. في زيارتي الأخيرة الى رام الله –كما يضيف- سمعت أصواتا جديدة في القيادة الفلسطينية. قالوا لي إن الرئيس محمود عباس عاد يائسا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة من لقائه مع دونالد ترامب وخطاب ترامب في الجمعية العمومية. برأي الفلسطينيين لم يعد هناك احتمال في المدى المنظور لمبادرة دولية من أجل حل الدولتين. في أوساط الفلسطينيين تتعاظم الأصوات التي تطالب بدولة ثنائية القومية مع مساواة حقوق لكل السكان، الأمر الذي برأيهم سيؤيده كل العالم. بالنسبة لآخرين في السلطة الفلسطينية ممن عرفوا في الماضي كمعتدلين، فان هذه خطوة استراتيجية حقيقية. فتأييد الدولة ثنائية القومية بحاجة برأيهم الى شيء واحد فقط لهزيمة الصهيونية: الصبر. من شأن هذا ان يستغرق عقدا، أو اثنين أو ثلاثة، ولكن الفلسطينيين سيصبحون أغلبية في دولة أبرتهايد ثنائية القومية مع تأييد عالمي يكاد يكون من الحائط الى الحائط، بينما ستكون اسرائيل معزولة ومقاطعة. يوجد زعماء فلسطينيون غير قليلين ومحافل هامة في الرأي العام الفلسطيني مستعدون للانضمام الى رؤيا الدولة من البحر الى النهر، وفي نظرهم هذه هي فلسطين الكاملة!
إسرائيل تنتحر، ونهاية الحلم المشروع الصهيوني في فلسطين أصبح أقرب مما يتصور كثيرون!
الدستور
يكتب المعلق ميكي جستين في «هآرتس» يوم 3/10/2017 في مقال بعنوان: اليمين ما بعد الصهيوني، إن نتنياهو وتحالفات اليمين برئاسته يقودان عمليتين متوازيتين ستؤديان خلال سنوات قليلة إلى نهاية دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي ونهاية الحلم الصهيوني، أما العملية الأولى –كما يقول- فهي التصفية العملية للخط الأخضر وشطب حل الدولتين من جدول الأعمال اليومي، (وقد سبق وأن أوضح محمود عباس أن البديل هو حل الدولة الواحدة الديمقراطية، والمطالبة بالحقوق المدنية الكاملة) الدولة الواحدة لن تكون بالتحديد دولة الشعب اليهودي، بل دولة مشتركة لليهود والفلسطينيين، أما العملية الثانية التي يقودها اليمين وتجري خارج حدود اسرائيل، فهي قطع العلاقة المقصود بين المركزين الكبيرين للشعب اليهودي في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، حيث تتم عملية سيطرة الأرثوذوكسية (المتدينين) المتزايدة على الحياة المدنية في اسرائيل وبهذا تحولت اسرائيل من دولة الشعب اليهودي الى دولة الأٌقلية الارثوذوكسية، إن من يعتقد أن اسرائيل يمكنها أن تكون يهودية وثنائية القومية، أو ارثوذوكسية ويهودية شاملة، يوهم نفسه ويقود الصهيونية نحو الكارثة. التعددية، الديمقراطية، حقوق الانسان وانهاء الاحتلال ليست امتيازات، بل هي الآليات التي تمكننا من الحفاظ على الفكرة التي توجد في أساس اسرائيل!
وكذا فعل أوري سفير في «معاريف» يوم 2/10/2017 ففي مقالة بعنوان: واجب التحذير
رأى أن حكومة نتنياهو – بينيت تتطلع بشكل شبه علني الى تجسيد رؤيا اليمين لبلاد اسرائيل الكاملة. نفتالي بينيت يتبنى فكرة الضم في المرحلة الاولى لكل مناطق ج في الضفة الغربية. 60 في المئة من المساحة، بعد ذلك ستأتي الخليل، قبر يوسف في نابلس، قبر راحيل في بيت لحم وكل منطقة القدس حتى نهر الاردن. نتنياهو هو الآخر يتحدث عن حق الآباء والأجداد(!) وعن الاحتياجات الأمنية أيضا، ولكنه يقصد ذات الرؤيا العابثة التي وضعها زئيف جابوتنسكي ومناحيم بيغن. هذه وصفة مؤكدة لتدمير الرؤيا الصهيونية المتمثلة بالوطن القومي للشعب اليهودي في البلاد. وطن قومي نصف سكانه – وقريبا أكثر – هم عرب (في معظمهم مسلمون) – ليس وطنا؛ لا قوميا ولا يهوديا. في زيارتي الأخيرة الى رام الله –كما يضيف- سمعت أصواتا جديدة في القيادة الفلسطينية. قالوا لي إن الرئيس محمود عباس عاد يائسا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة من لقائه مع دونالد ترامب وخطاب ترامب في الجمعية العمومية. برأي الفلسطينيين لم يعد هناك احتمال في المدى المنظور لمبادرة دولية من أجل حل الدولتين. في أوساط الفلسطينيين تتعاظم الأصوات التي تطالب بدولة ثنائية القومية مع مساواة حقوق لكل السكان، الأمر الذي برأيهم سيؤيده كل العالم. بالنسبة لآخرين في السلطة الفلسطينية ممن عرفوا في الماضي كمعتدلين، فان هذه خطوة استراتيجية حقيقية. فتأييد الدولة ثنائية القومية بحاجة برأيهم الى شيء واحد فقط لهزيمة الصهيونية: الصبر. من شأن هذا ان يستغرق عقدا، أو اثنين أو ثلاثة، ولكن الفلسطينيين سيصبحون أغلبية في دولة أبرتهايد ثنائية القومية مع تأييد عالمي يكاد يكون من الحائط الى الحائط، بينما ستكون اسرائيل معزولة ومقاطعة. يوجد زعماء فلسطينيون غير قليلين ومحافل هامة في الرأي العام الفلسطيني مستعدون للانضمام الى رؤيا الدولة من البحر الى النهر، وفي نظرهم هذه هي فلسطين الكاملة!
إسرائيل تنتحر، ونهاية الحلم المشروع الصهيوني في فلسطين أصبح أقرب مما يتصور كثيرون!
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/05 الساعة 00:19