إعلام اليوم ما بين التحريض المفبرك والحياد المبني على الصدق
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/03 الساعة 23:25
في عقود غابرة ظهرت صحف سميت صفراء، واشتهرت بتناقلها للفضائح، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، ومن ثمَ وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل وظهور الشبكة العنكبوتية خفت بريقها، واعتقدنا ان اعلام الغد سيكون محايداً وصادقاً ولن يتورط في البحث عن الغنائم واغتيال الشخصيه، وزرع الفرقة بين العباد في البلاد، ولكن الكارثه كانت هائله، إذ حل الفضاء الاعلامي المفتوح عبر الفضائيات والمواقع الالكترونيه ومواقع التواصل الاجتماعي ليحول نقاء التكنولوجيا الى فضاء فضائحي اجتماعياً وسياسياً ، واستخدم ليساهم في ظل الشرق الاوسط الجديد الى اعلام التدمير والتحريض على المؤسسات والانظمه، بل والشعوب، وفي ظل ذلك بقي الابتزاز اجتماعيا واقتصاديا يحتل موقع متقدم في الربح السريع المبني على الابتزاز.
من هنا أصبح من المعتاد تناقل بعض المواقع المشبوهة الممولة من جهات مأجورة أخباراً مفبركه لا أساس لها من الصحة عن إنشقاق محدود في جيش ما، وعن إضطرابات في بعض البلاد، متجاهلةً حالة الاستقرار السياسي والامني في بعضها حتى استطاعت ان تحول الخبر الى حقيقه ويبدء قطار الموت في الحركه ليعم الخراب البلاد والعباد، ويستمر قطار الموت في المسير الى المجهول وها هي البلاد تتجزء والحروب الاهليه لا تبق ولا تذر.
أما في الاردن، و التي لا يستطيع أحد فوق هذا الكوكب أن ينكر أنًه بنظامه وقائده وتجربته المبنية على الحرية والديمقراطية والحداثه واحترافية جيشها العربي المصطفوي وعدالة قضائها وسعيها إلى الوحدة بين أقطار الأمة العربية ، وسعيها الى نشر رسالة السلام في كل أرجاء المعمورة لا يمكن أن تنزلق إلى ما انزلق اليه غيرها بفضل منجزاتها وشعبها العظيم، ولا أحد ينكر ان المملكة استطاعت ان تتواجد بقوة في كافة المحافل الدولية وان تكون ايضا على خارطة الاستثمار العالمي والاقتصادي بفضل الانجازات العظيمة التي تحققت في جميع المجالات خصوصا السياسية والاقتصادية رغم التحديات والصعوبات التي سادت المنطقة حتى غدت المملكة في مصاف الدول التي يشهد لها بتطبيق السياسات التنموية المتميزة لرفع مستوى معيشة المواطن بالرغم من شح الإمكانيات، ورغم ذلك حاول البعض وعلى فترات ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي ان يجر البلاد والعباد الى ما جر اليها غيرها لولا الوعي عند الشعب العظيم والقيادة الحكيمه.
ولكن رغم ذلك فان الحرية الاعلاميه مكنت بعض الاعلام الرخيص من استغلال هامش الحرية الى فبركات رخيصه يسعى مروجوها الى نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي صحف الكترونية رخيصة تعبر عن حالة مرضية عند مطلقيها المأجورين ممن أطلق عليهم في كل العصور تسمية الطابور الخامس المستهدف وحدة الشعوب وتحطيم آمانيها بالحياة الفضلى عبر ضرب حالة الاستقرار بين مكونات الدولة، أو المس بشخصيات اقتصاديه او سياسيه او حتى تماسك الشعب ووحدته الوطنيه وجمالية التنوع المبني على علاقات تاريخيه بين مكونات الشعب.
إن المملكة الاردنية الهاشمية سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق كرامة الإنسان الاردني والى حريته ووحدته في نظام يحقق مصلحة الشعب ويحفظ له أمنه واستقراره والى العداله في دولة المؤسسات والقانون، والى نظام يستوعب طاقات الأمة لبناء دولةٍ عظيمة بأهلها، عزيزة بمواطنيها، ولذلك كانت دعوة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عزز الله ملكه دائماً الى تفعيل وتعزيز مشاركة ابناء الشعب من شباب وشابات في مستقبل الاردن والى دعوته الدائبة للحكومات المتعاقبه للعمل من أجل رخاء المواطن وتحقيق العدالة والمساوة.
من هنا رأينا هذه الاخبار الموتورة وأصحابها لا تتوقف ساعة عن تشويه الحقائق وقلبها ، محاولين في الوقت نفسه تشويه كل خطوة تخطوها المملكة في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والتنظيم.
والآن ما الذي تريده هذه المواقع والاشخاص المرتبطون بمشاريع مشبوهة في المنطقة تستهددف هدم الدول وتجزئتها وانهاء وحدتها ومكتسباتها وبنائها وهذا والله هو الكفر بعينه.
لا أريد أن أقف ناصحاً لابناء الوطن الاغلى ان لا يلتفتوا الى هذه الترهات والخزعبلات، فهم بما أنعم الله عليهم من مدارس وجامعات ومعاهد لا تحصى يعرفون الغث من السمين، ولكن إياكم أن تقعوا فريسة أناس لا يخافون الله فيكم، ولا تأخذكم فيهم إلَا ولا ذمة، لقد عمل أولئك على ذر الرماد في العيون لتعمية الحقيقة لانهم لا يريدون للوطن الخير, فالمملكة الاردنية الهاشمية كانت وما زالت عظيمة بشعبها ووحدتها ونظامها وتجربتها مما جعلها فعلاً في عيون كل الشعوب، ولا زالت مناسباتنا الوطنية فرصة كبرى نستذكر فيها عزيمة الرجال الأوائل الذين بذلوا التضحيات لأجل مسيرة وطن شكل حالة فريدة من البناء والتطور والإنجاز في المنطقة متجاوزاً التحديات التي اعترضت مسيرته، بفضل قيادته الهاشمية الرفيعة التي استطاعت ارساء دعائم الدولة الاردنية الحديثة وترسيخ معالم المؤسسية والحرية والديموقراطية ليزهو ويفتخر بها ابناء الاردن بانجازات هذا البلد الكبير بشعبه الصغير بامكاناته ليحقق الاهداف المنشودة والآمال المرجوة.
وأخر حديثي أن يحفظ الله الوطن آمناً مستقراً سخاءاً رخاءً.
وأخر حديثي أن يحفظ الله الوطن آمناً مستقراً سخاءاً رخاءً.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/03 الساعة 23:25